١٥

522 44 250
                                    

.

..

...

متعَبا كالعادَة إستيقَظتُ، مجهدا بحثَالة الأمْس و خوارجه! أفقْت في موعدِي المعهوُد،
قمتُ بأموُري الإعتيَادِية في كل صَباح ثم إتّجهْت إلى عملي... بعد يومَين إضافيَّين من الراحَة التِي فرضَها علي ستِيفان بأمرٍ من السَيد أندرِياس...

بنْدول السّاعةِ كان يحُطّ رِحالَه علىَ التاسعة صباحًا حالمَا وجدتنِي واقِفًا بتحلْطمِي أمام ذاك القابِع خلْف مَكتبِه؛ وسط مجموعة كبيرة من الكتُب و الدفَاتر المتناثرة بعشوائية...

يتكَلمْ عبر الهاتِف تاركًا إِيايَ أبتَلع باقِي شكوَاي مِنه إليْه! فأنّى له سلبيِ عمليِ منيِ و حَشريِ داخلَ جدرانِ المنزلِ فقَط أقابلُ ملمَحهُ!

كان أمرًا مُفاجئًا حينما قررتُ مزَاولة عمَلي في الحَديِقَة قبلَ قليل، حيثُ وجدتُ بسْتانيًا آخرَ في عقْدهِ الثالثِ ربمَا... قد أخَذ مكانِي و راح يَعتَني بصِغَاري! بذورَ الكلوُديَا التي زَرَعتْها أناملي المرتَعشَة ذاتَ يومٍ كئيبٍ.

كان ستيفان قد أمر السَيد سيِباستيَان بجعلِ عملِي يقتصرُ داخل المنْزل لاغَير أو لتصحيِح الأمرِ بشكل أفضل...أن أصْبحَ ظلا ملازِما للسَيد ستيِفان!

و يبدُو بأن هذا العمَل الجديِد الذي فرض علي يرُوق للذِي لا يزَال يُحادِث والدَه أمامِي... و إبتسَامة عذبَة قد سَرقَت من الشّمس دفئا و إنزوت على شفَتيه الباسمة! أناَظرُه بهدُوء ظاهِري؛ أنْتظِر إنتهاَء مكالمَته التي طالَت؛ و الشّك يُسَاورنيِ بتَقصُدِه فعل ذلك كي يثير غَضبِي لا غير!

"أتُراهِن على عَدمِ إشتِياقِك لأصغَر أولادِك كما تدّعيِ يا سيّد فِينسِنت أوردِيلاَفي!"

نبَس قائلا و ضِحكَة ساخرَة قد إنرسَمَت علىَ شفتيْه قد شَاركت إرتِفاع حاجبَه الأيسَر بتحَدّ واضحٍ، ثم فلتَت منهُ قهقَهة رنّانة قد أشرقتْ على إثرها شمسُ خَافقيِ.

كنت و لإبعاد الملل عني إلى حين إنتهاءه من مكالمَته الطّويلة...أقابِل النافذة الزجاجِية موزعًا نظرَاتي خَارجهَا، كانت الثلوج تتهَاطَل مجددًا من سماء رمادية كئيبة، نَدفاتُها تتراقَصُ في الأجواء رفقَة الرِِياح الخفِيفة لتسقُط آخرًا على الأرض فَـتتَكدّس فَوق بعضِها...

أما شَكل الآشْجار الأخّاذ الذي باتَ أبيضًا كان يغرِي داخلي الدفيِن...يَجذبُني نحوَ الخارج للتجَول قليلاً جانبَ البَحر الذِي بدا بهيّ الطّلعة في هَذه اللحْظة...لكننِي نأيْت عن فِكرتِي هذه حِينمَا عدتُ برُشدي إلى من سلَب أنظارِي ناحَه.

عَـــــائِدٌ إليــــكَ...Where stories live. Discover now