١٢

719 58 188
                                    

.

.

...

عِندما تتَجاهلُني الحَياة!...
تتجاهَل وجوُدي لتحرمَني منّي؛ تُلقيِني بيْن غياهِب النّسيان...اللاّشعور! فَـ ينْطقع إحْساسي بِها كوَرقةٍ باليّة؛ تثُور في وجهِي معتركَاتها و تفيِض بيِ أزماتُها، فَـ أرانِي غرِيقا بيْن أمواجُها المتَتاليّة،

صرخاتِي تَملء جوفِي الخاليِ مني...تغٓرقني؛ إلا أنها لا تصل خارجه، لا أحَد يستطِيع سماعِي....سماعَ نشيجي المتعالِي؛

أنا هنا أغرق و لا أحدَ يريد سَماعي! أنَا هنا أريد يَدًا فقَط لإنتشَالي منّي و من محِيط كوابيِسي؛ يدا واحدة أضع عليها ثُقلِي و ثُقل أفكاريِ التي تقتُلنيِ ببطئ بغيِض، فَـ مالِي لا أَجد أحَدا بجانبِي!... وحِيدا كنت و لازلتُ؛ أنا السنّد لنفسِي و الجِدار...

أراني واقفًا في منتصَف كل شَيء لا أنَا مِن هذا العَالم و لا العالم مني حتى،

أراني دائِما ما أخَاف الأشياء التّي أحبها، لأنّني أعرِف يقينًا أنني مهزومٌ بها؛ كلّ الأشياء التي زهدْتها خوفًا من أن يكبر وحش حُبي لها فَـ يبْتلعني،

و كلّ أشخاصي الذِين نأيْت عنهُم و أنا أموُت شَوقًا لهم؛ لئلا يلتف حبل تَعلقي بهم فَـ يَخنقُني، و كلّ الحكايا التِي غفوْت قبل أن أتِمها لأنّني خفْت أن تجرحني نهاياتها حيِن أكْملَها.

لذلِك لا أَزال أقول بأنّ الحبّ وجْه آخر للخَوف، و على خلاَف ما نَظن جمِيعا، فإن الإنْسان لا يتحصّل على حب الأشيَاء مجردًا، إِنّما مقرونًا بالخَوف من فقدانِها، كخوْفي الذي تلبسني حينًا من فَقد أحَد أهمّ إثنين في حَياتي! و أنا أَقف خَلف ظَهر شقيِقي إيدبالد الذي يمْسك رسغِي بقُوة آلمتنِي...

لكننِي تناسيْتها حاَلما رأيتُ شَرارات حادّة يرسُلها ناحية والِدي حَال تدخله قَبل لحَظات منْ دلوفِه  المفاجِئ و السَيد تَشادويك خلفِه..

"ألا تظُن بأنّه مِن الأحسَن لكَ يا إيِدبالد أنْ تغْلقَ الموضُوع نهَائيا!"

كان والدِي قد خاطبَ شَقيقِي بلكْنة هادِئة و كأَن الكلمات التي تفوه بها آنِفا لاَ تعنِي له شيئا! هل هدّدنِي أخي! بِحبسِي!

بحق الإلَه مالذي عنَاه بقوْله كلمَة مُجدّدا؟ مالذيِ يحدث ُهنا تحديِدا فَأنا بتُّ غيْر واَعي لما يحْدث حولي من خيوط متشَابكة، أين َأنا ِمن كل هَذا و أينَ هي حياتِي السّابقَة التي كنْت أعيشُها رفْقة والدتِي الراحِلة...لماَذا أرى خَوفا كبِِيرا قد هاجَم مقلتاَك يا أخي! هل هذا خَوف علَي أم أن تلْك العائِلة مخيفَة لدرَجة جعلَتك غاضِبا هكَذا!

عَـــــائِدٌ إليــــكَ...Onde histórias criam vida. Descubra agora