CHAPTER 01.

38.4K 1.4K 710
                                    

- الفصل الأَول -

أمام أحد المنازل بمدينة باريس ركن سيّارته مرسديس السوداء رباعية الدّفع ، نزل منها بخطواتٍ رزينة و ملامح لا تُقرأ كعادته ، معطفٌ طويل أسود يُغطي عرض أكتافه و بيده لفافة التبغ ينفث سمّها خارج رئتيه

كان للون الأسود و الرمادي النّسبة الاكبر من منزل السيّد جيون ، حيثُ أن تلك الحديقة الكبيرة بها بعض الورود السوداء ، حتى الزهور تفقد رونقها بوجوده

مرّ بجانب قفصٍ صغير لينحني يجلس على ركبتيه و بصفير واحد منه خرج كلبٌ أسود ذو أنياب حادة و ملامح مكشرة ، كان على هيئة الإستعداد حتى رأى صاحبه فجلس مطيعاً يلعق جوانب شفاهه

« إشتقتَ لي ؟ »

نبس نحو صديقه الوفي كما يصفه هو يبتسمُ بصدقٍ ، من قال أن حيواناً سيكون سببا في تلك البسمة التي غابت عنه ، حتى طفلته الصغيرة لا تحضى بشرفِ تلك الإبتسامة

نبحَ الكلب يحملق به ليستقيم نِيس بعدها ثم أخذ من خطواته مساراً نحو باب منزله ، فتح الباب بهدوء يدلف ليتوقف إثر سماعه صوت همهمة لطيفة مع حروفٍ غير مفهومة

أخفض بصره ببطئ ليلمحها تتقدّم نحوه تحبو على ركبتيها ، لعابٌ حلو يسيل من بين شفتيها و عيونها سوداء كبيرة ولامعة و كأنها ملاك على هيئة بشرٍ ، بعض خصلاتها متفرقة على جبينها لم تزدها سوى لطافةً

جلست على ركبيتها تبتسم و قد ظهرت أسنانها الحليبية الأمامية تحدق بوالدها ، نبست بصوت خفيضٍ و هادئ

« بابا »

نظر لها جيون مطولاً ، مشاعر غريبة بدأت تحتدم داخله أخر فترة تجاهها ، نظر نحو الفراغ و تقطيبة بين حاجبيه ليبتلع غصّته ، لا يقوى لا على النظر لها أو حملها أو حتى معاملتها بحنان ، هو ببساطة لا يستطيع أن يحب أحداً ، حتى لو كان طفلته تلك.. أحسّ أن قلبه بدأ يلين و كأن وطأة من الحزن إستوطنته ، رفع يده ببطئ يشير على صالة لينبس بصوتٍ حازم

« إذهبي للخالتك »

لم تهتم له الطفلة تضحك بصوتٍ أقل ما يقال عنه عذبٌ ، نظر لها و هو يقلص ما بين جفنيه

« لما تنظرين لي هكذا أنتِ ؟ قلت لكِ إذهبي »

تحدث و كأنها تستطيع فهمه ، هي لم تتجاوز السنتين بعد

« لما أنتِ علكة ؟ ، هاند تعالي خذي ميلر للغرفتها الأرضية باردة عليها »

FLORENCE.Where stories live. Discover now