- الفصل ٱلثّاني -
أعلنت الشّمس شروقها لبداية يومٍ جديد و بشفقها الأحمر أخذت تنعكس على بريق عيناها العِسلية ، إرتسمت البسمة على ثُغرها و هي تحدق بتلك الطفلة الصغيرة أمامها التي تحاول المشي بصعوبة ، تتعثرُ و تنهض و تحاول و تكافح من أجل النجاح بتعلم خطواتها الأولى بهذه الحياة
كانت أليس شاردة بميلر و هي تلعب أمام حديقة المنزل ، تناظر جلّ تفاصيلها الملائكية و تتسائل داخل عقلها
أكنتُ مثلها يوماً ؟ أتعلم المشي من أجل المضي قدماً ، ولو كان لي عقل اليوم لبقيتُ طفلة رضيع بين حضن والدي على أن أكبر هكذا ، و يكبر معي العالم.
كانت أليس دائماً تؤمن بفكرة زرعتها داخل قلبها ، أن الحياة وضعتها بحياةِ الرّاشدين و هي لاتزال طفلة ، و مضت.
هربت من شفتيها قهقات عالية و هي تصفق للصغيرة كي تركض نحوها ، لقد أحبتها كثيراً و كان داخلها حماسٌ غريب على تربيتها ، لا تعلم هل شفقةً لأنها لا تمتلكُ أمّاً وهي الأدرى بهذا الشعور ، أم أن ميلر إستطاعت كسبَ حبها بهذه السّرعة
حملتها تُقبل خدّها تستمع لضحكاتها التي فطرت بقلبها ، لكن فجأة و بدون سابق إنذار تجمد الماء بكلتا ركبتيها ، تذفق الرّعب لأواصلها و هي تسمع ذلك الصوت يقترب منها
كان صوتُ نباح كلبٍ ما و على الأرجح يبدو غاضباً و زمجراته خيرُ دليلٍ
دوت صرختها الأرجاء لتركض بكل ما أتيها من قوة و لازلت تحمل الطفلة بين ذراعيها
إختلطت الحروف داخل حنجرتها و إمتزجت بصراخها و كانت النتيجة هي لغة جديدة لن يفهمها كبار المترجمين!
توقف النُّباح بعد ثواني لتسقط هي أرضاً و صدرها يعلو و ينخفض بلهاثٍ فوضوي تغمض عيناها ، بينما ميلر لازالت تضحك ظناً منها أنها ركضت كلعبٍ معها ليس إلاّ
« واللعنة من يكون هذا الكلب إبن العاهر إبن الحمار الذي أفسد صباحي ! »
قالت بصوتٍ عالي تزفر هوائها بغضبٍ
« هل بالصدفة شتمتي صديقي للتو ؟ »
أتاها صوته التي إفتُتِنت به قبل أيّامٍ و لأنها لم تنساه إستطاعت تمييز صاحبه ، من غيره ؟
إلتفتت أليس برأسها تزم شفاهها و تقوص حاجبيها بغضبٍ ، و لو أن السيد جيون تحرك من مكانه قيد أنملة كانت الشمسُ ستكون من نصيب عيناها
« كلبي أصبحَ إبن حمارٍ أنسة ألاس ؟ »
وقفت هي بسرعةٍ تنفض ملابسها من التّراب و بيديها الطفلة لتصحح كلامه بغيرِ رضى
YOU ARE READING
FLORENCE.
Romance[ a d u l t c o n t e n t ] " توقَّف عن لمسِي بهذِه الطّريقة أَيُّها المُـحَقق جيُون ، إبنتُك تنظُر لنَا ! " تبرعَمت الأزهَار داخلي حين جذبنِي من خصرِي له، شعرتُ أنِّي إرتطمتُ بضخامَة صدرِه و تزعزَعت حواصِـنِي " دَعِيهَـا تتعلمُ كيف جَاءت لهذِه...