- الفصلُ السادِس -
إلتمعت شوارع بارِيس بقطرات المطر التي بدأت تتهاطل شيئاً فشيء حتى شكّلت عاصفة فيما بينها تهب برياحٍ قوية ، تسلل البرد لتلك الغرفة الوردية التي تخصّ إبنة جيون و أحسّت به أليس يتسلل بين عظامها
إستوت واقفة متوجهة نحو النّافذة تُغلقها ثمّ شغلت المِدفئة من أجل الطِفلة ، للتو أنهَت إطعامها و ألبسَتها بيجامة قُطنية دافئة باللون البنفسجِي ، جلست مرة ثانية فوق الأريكة و ميلر تتوسط حُضنها ، أخذت تمسح على خصلاتها برفقٍ تطبطب عليها حتى أسدلت جفونها و غطّت في نوم عميق
و بحذرٍ شديد تخشى يقظتها وضعَتها فوق السّرير ، رتبت فوقها غطاءاً ناعم ثم عدلت بعض الوسائد بجانبها كي لا تسقط أثناء تقلُّباتِها ، إنحنت تقبل جبينها ثم خدودها المنتفخة التي تشبه الغيمَة ، دُون أن تنسَى شفاهها فهِي مثل كرزة وردية
عدّت أدراجها خارج الغرفة ثم توجهت نحو خاصتها ، قضت اليوم بشكلٍ ممل و مُضجر لعدم خروجها ، سرّحت شعرها ثم إرتدت قميصاً مفتوح فوق لباسها لشعورها ببرودة الجو تلسعُها ، كانت ترتدي سروالاً رمادي واسع به مربعات مع تِيشرت ضيّقة وردية و فوقهُم قميص أبيض
نوَت أن تتجه نحو الحَمام لكن صرير الباب أوقفها ، إستدارت و سرعان ما هاجَت نبضاتُها لرؤيتِه منتصباً بهيئته العريضة بجانب الباب و يده ملتفة حول المقبض ، بعض خصلاته المبتلة تتساقط حول جبينه
« إتبعينِي لغرفتِي »
نبس السّيد جيُون يأمرها دون مقدماتٍ ليختفي من أمام ناظرها ، رفعت حاجبها بعدم فهمٍ تتبعه ، توقفت عن السّير فجأة وسط الرّواق لتضع خصلاتها الشّقراء خلف أذنها
« من الواضح أنّه أصبح معجباً بي خصوصاً بعد تسجيل الرقص ذلك ، معروفٌ عليكِ يا إبنة ڨيونِيل »
تغنجت بخطواتها تبتسم ثم دلفت الغرفة ، كانت أول مرة تراها و تدخل لها ، جذرانها مطلية بالسّواد مع تدرجات الرّمادي ، غطاء السرير أسود كذلك و الخزانة العريضة ، و بالمقابل نافذة زجاجية كبيرة تطلّ على الحديقة الخلفية
نظرت لهُ من رأسه لأخمص قدميه ، كان يرتدي سروالاً رسمي أسود و القميص الأبيض إلتصق على كتفيه بفعل المطر ، كان مثيراً بشكلٍ عنيف على رهفة قلبها
« تقدمِي أيتّها الصغيرة »
نبس بفحيحٍ يرمقها ببرودٍ و يرفع أكمامه في الآن ذاتِه ، تقدمت تشابِك يداها أمامها
أنت تقرأ
FLORENCE.
Romance[ a d u l t c o n t e n t ] " توقَّف عن لمسِي بهذِه الطّريقة أَيُّها المُـحَقق جيُون ، إبنتُك تنظُر لنَا ! " تبرعَمت الأزهَار داخلي حين جذبنِي من خصرِي له، شعرتُ أنِّي إرتطمتُ بضخامَة صدرِه و تزعزَعت حواصِـنِي " دَعِيهَـا تتعلمُ كيف جَاءت لهذِه...