- الفصل الخامِس -
- باريس ، الخامسَة صباحاً -
لم يكُن شيئاً غير الصّمت يسود بتلك السيارة العائدة لدِيارها ، بمجرد أن أتاه ذلِك الإتصال يحمل ذلك الخبر الذي نزل عليه كالصّاعقة قرر العودة بمنتصف اللّيل دون أن يفكر بشيءٍ ثاني
يقود المُحقق جيُون و عقله مزدحمٌ بالأفكار ، و بالخلف تنام أليس لكنّ طفلته مستيقظة تمسك لعبة قطنية بين يداها ، إستدار قصد الإطمئنان عليها فوجدها تبتسم له ، قطب حاجبيه بتساؤل
« ألاَ تنامين أنتِ ؟ لما تبتسمين وحدكِ ؟ »
« بابا »
قالت نحوه بصوتٍ هادئ ليزفر هواءه بضيق ثم حمل شاشة إلكترونية من المقعد بجانبه ، شغلّها و عيناه تتردد على الطّريق تارةً ليبحث عن رسومٍ متحركة ، إختار واحدة بشكل عشوائي فهو لا يفقه بهذه الأمور ليمدها لها ، إنبسطت معالم وجهها تأخذها منه لتتمدد للخلف تشاهدها
« هل تودِين شيء ثاني ؟ »
قال نحوها لكنها لم تجبه ملتهية بسرورٍ بمشاهدة الشاشة أمام وجهها ، أعاد تركيزه للطريق يفكر بعدّة أمور تتوالى داخل ذهنه و أولها عودة أخاه بعد غيابٍ دام لسنتين و نصفٍ تقريباً ، أشياءٌ سلبية تزور مخيلته فتنعكس بشرارة الغضب على عيناه لكنّه لحد الأن لازال هادئاً
وصل بعد نصف ساعةٍ ليركن سيارته يسترجل منها ، فتح الباب الخلفي و أخذ اللّوحة من ميلر التي ترنحت دليلاً على بداية بكاءها ، رمقها بحزمٍ لتعبس شفاهها ثم حملها و أخذ يحدق بأليس الغارقة في سُبات نومها
رمش ببطئ يجول برماديتيه حول تفاصيل وجهها الهادئة لأول مرة ، فهي كثيرة الحركة و الكلام ما يجعلها لا تهدأ ثانية
« غفوتِك أحسن من يقظتِك على الأقل »
قال بينه و بين عقله فوضع يده على كتفها يهزها بخفة ينادي عليها ، كان نومها خفيفاً لذا جعدت ملامح وجهها تفرك عيناها
« وصلنا ؟ »
نبست بلهجة مثقلة إثر نُعاسها لتفتح عيناها بصعوبة تناظره« نعم وصلنا ، للمنزل و أكملي نومكِ لازال الوقت مبكراً »
نظرت للسماء عبر النافذة و كانت لازالت ظُلمة اللّيل حالكة ، أومأت له تحمل حقيبة ميلر لتنزل ببطئ ، كادت أن تقع لأنها لم تستعد يقظتها بعد لكنّه أمسكها من خصرها يُثبتها ، رمقها بجفاءٍ
YOU ARE READING
FLORENCE.
Romance[ a d u l t c o n t e n t ] " توقَّف عن لمسِي بهذِه الطّريقة أَيُّها المُـحَقق جيُون ، إبنتُك تنظُر لنَا ! " تبرعَمت الأزهَار داخلي حين جذبنِي من خصرِي له، شعرتُ أنِّي إرتطمتُ بضخامَة صدرِه و تزعزَعت حواصِـنِي " دَعِيهَـا تتعلمُ كيف جَاءت لهذِه...