البارت الثالث

735 104 28
                                    

صباح يوم جديد، يستيقظ به الجميع علي تفاؤل وحماس، مستعدين لأعمالهم اليومية بكل شغف وحيوية، فهنا علي تلك الجزيرة، برغم من عدم وجود اللكترونيات، وكان ذلك بأختيارهم الشخصي، إلا أن لا هناك وقت للفراغ أو الملل الذي يصيبنا نحن عندما يغلق الواي فاي، فهناك لكل فرد عمل مسؤول منه، حتي لو كان عمره خمسة سنين فقط، يولوهم مسؤوليات مسلية وبسيطة حتي يعتادون المسؤولية منذ الصغر، ويعتمد عليهم عند إتمامهم العشرة أعوام، حيث يتم تسليم كل طفل جديد يأتي للملجئ، لمن تم عمره العشرة اعوام، حيث يبدأ بشعور الأبوة أو الأمومة مبكرًا، وممارستها علي أطفال الدار، فيكبرون وتكبر بهم العاطفة وخوفهم وحبهم لبعضهم البعض، مثلما تولي ما الصغير مسؤولية نيرة عندما كانت خمسة أعوام، وتعلق بمحاوطتها دائمًا
هكذا هي الحياه علي جزيرة أديل ما، هكذا تم النظام والذي نجح ببراعة من اول تجربة

أستيقظ ما بكل حماس، ناظرًا لأشعة الشمس التي تتداخل له من خلال نافذة كوخهُ البسيط، مستنشقًا هواء يومهُ الجديد باستمتاع، ثم يضع يده علي جيب بنطاله للتأكد من وجود الحجر الذي قد وجده بالأمس، فيجده ويطمئن علي حديث نهاية اليوم الذي من المؤكد سيكون حماسي لقلب طفلته كثيرًا، فطلاما حكي لها عن ذلك الحجر الأول الذي وجده وهو صغير، وتمنت أنها تري ذلك الحجر، ولكن العملاق أديل ما كان قد أخذه منه واخفاه، وكلما تساءل عنه أجابهُ أنه لا يتذكر مكانه، وأنه شي لا يستدعي كل هذا الإهتمام، حتي نسوا الأمر جميعهم

......

وبغرفة واسعة، تحتوي علي طاولات صغيرة عدة داخل كهف العملاق، تقف أيقونة الحنان، والام، والمعلمة أيضًا (ليا) حيث تقوم بشرح فوائد كل عشب وكيفية التعامل معه واستخلاص فوائده كما علمها العملاق سابقًا، وهذه المرة يجلس العملاق يتفقد بعينه حركة كل طفل وكيفية التعامل مع عينات الأعشاب علي الطاولات امامهم، وليا تقوم بالشرح المبسط لهم، وتدعهم يكتشفون مهاراتهم بنفسهم، فطرق ما الصغير الباب، معتذرًا علي تأخره، وجلس خلف طاولة من الطاولات يتابع حديث ليا، ويختطف بعض النظرات خلسة لصديقته الصغيرة التي تجلس علي بعد طاولتين عنهُ منشغلة بتجربتها، فهي لديها ذكاء طفولي كبير، يجعلك تشعر انك تجالس انثي حكيمة وليست طفلة العشر سنوات فقط

أنتهي درس الإكتشاف العشبي، وقاموا الاطفال جميعهم بالخروج واحد تلو الآخر، ومن بينهم ما الذي ينتظر خروجها ليبلغها أن هناك موضوعً هام يريدها لأجله الليلة، لكنها لم تخرج من الغرفة، وظلت جالسة تتفحص تلك العشبة الجديدة عليها، فهي عشبة باللون البنفسجي طولها حوالي ٣٠ سم وتسمي ب عشبة القنفذية
لم يستعجب العملاق أديل ما و ليا من خروج جميع الأطفال إلا هي، فالمعروف عن نيرة الصغيرة تدقيقها العالي بكل الاشياء، فأخذت نيرة عشبتها بيدها ووقفت أمام العملاق أديل ما متسائلة بحيرة:

_ عشبة مهمة مثل هذه لماذا لم نسمع عنها وغير منتشرة مثل باقي الأعشاب ؟ فهي تعالج كثير من الأمراض واهمها تحسين الصحة العقلية، وزيادة التركيز والانتباه، وحتي فرط الحركه والنشاط، وتساعد علي التخلص من الاكتئاب والقلق، والكثير من الأمراض!

ابتسمت ليا علي حفظها السريع لكلامها، ونظرت للعملاق بأن يجيبها بنفسه، فدائمًا تشعر ليا أن هذه الصغيرة تسأل عن اشياء تسبق عمرها

فأجابها العملاق كأنه يحدث شخص ناضج:
_ لأن موطن هذه النبتة الأصلي يعود للولايات المتحدة الأمريكيةؤ كما أن لها أضرار عديدة إذا تم استخدامها بشكل شخصي مستمر، غير الاعشاب الأساسية التي نستخدمها شبه يوميًا كمشاريب دافئة مثل الينسون والنعناع والزنجبيل، لذلك لن تجدي تلك النبتة بمفردها هكذا دون إدخالها بمستحضرات طبية

فهمت نيرة حديثه وشكرته علي هذه المعلومات، وهمت بالخروج من الغرفة، لتجد صديقها "ما" بانتظارها، يقف مستندًا علي جزع شجرة، وما إن رآها أسرع إليها ولكن هنا كانت سبقته صديقة نيرة المقربة من الفتيات وهي نور، والتي تعتبرها نيرة شقيقتها الروحية، لتشابه شخصياتهم الكبير، وحتي أعمارهم المتساوية، ف نور تبلغ من العمر عشرة سنوات أيضًا ولكن الاختلاف الوحيد بينهم هو اهتماماتهم، ف نيرة تهتم بالأعشاب وكل ما يخص الطبيعة، ونور تهتم بالأستكشافات الغامضة أكثر

صدمتها نور بظهورها المفاجئ ووقف "ما" بجوارهم صامتًا علي أمل انصراف نور بسرعة

نور: نيرة، لا تصدقي ما سأقوله

نيرة: من المؤكد اكتشاف جديد

نور: لا شئ غريب وجلى جدًا

نيرة: ما هو

نظرت نور بنظرات تردد ل "ما" الواقف امامهم، وأجابت

نور: سٱتي إليكِ بالمساء في كوخك، ونتحدث بخصوصية أكثر

ثم انصرفت تحت نظرات "ما" البوليسية لها، ليردف بثقة:
_ من المؤكد ستقولين لي في المساء ماذا كانت تريد تلك اللئيمة
ثم أكمل بنبرة تهديد:
_ وإلا سابلغ إدارة الدار بعصيان الطفلة التي ولتني الإدارة رعايتها، صحيح يا صغيرتي؟

ابتسمت نيرة بخبث مغيرة مسار الحديث:
_ لماذا تقف هكذا وتنتظرني؟

فقال بتلعثم:
_ احمم في الحقيقة أنا مثل نور

فنظرت له بصدمة ليستكمل هو قبل أن تسئ فهمه:
_ اقصد يعني، أريدك في موضوع هام وجّلي مثلها

_ ما هو؟

_ لا، لا يصلح هنا أبدًا، ستخرج "ليا" الآن وتقوم بأختطافك إن رأتني اقف معك، سأنتظرك بالغابة مساءًا، حسنًا!

وقبل أن تجيب بالموافقة أجاب هو:

_ كنت متأكد من الموافقة، إلي اللقاء

وذهب سريعًا من أمامها لتقف هي تضحك من ذلك القدوة المختل الذي من نصيبها أن يكون مسؤولاً عنها، ثم انصرفت لتستكمل مهام اليوم لديها قبل أن تصتدم ب....

....

ڤوت وكومنت اللي هيقرأ ويجري هجيبوووو🏃🏼‍♀️

لو في أخطاء املائية ادعولي بيها اختكم عيانة🥺







ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن