البارت الثامن

513 65 13
                                    

{جزيرة الحُوريات}

إلى العزيز الغائب...
طال غيابك وما زال طيفك يؤنسني، لا أعلم متى تتذكرني ومتى ستعود، كل ما أعلمه الآن أنك كُنت ومازلت هنا، هنا بكل جزء في جسدي، أزهر كلما اشتاقك، وأذبل كلمت فقدت الأمل بعودتك.

                   ..........................

تسللت لأول مرة لقصر الملكة، الملكة التي طالما أخبروها أنه غير مسموح لها بلقائها، فقد انعشوا فضولها بمنعهم، ورغم وعدها لهم بأنها لن تقترب، لم تتحكم في نفسها وهربت لترى ما لم تراه طوال حياتها

قصر لا يشبه القصور، ولا حتي له معنى، هي تتحرك علي أرض ملمسها وردي مختلط بجميع الألوان بتساقط اوراق الورود عليه، قصر مثمر! فيبدو وكأنه مشتل ورد او أنه مبني من الورد بالأساس!

اخذت تتحرك عبر الممر الارضي وهي تلامس الجدارن الوردية متعجبة من العالم الخرافي التي تشهده، تتساءل في نفسها كيف لوجود مثل هذا بالعالم ومخفي عن الاعين، ومن استطاع بناء هذا القصر العجيب بهذه الطريقة الخرافية؟
تعمقت أكثر لتجد بنهاية الممر سلم علوي يؤدي لشيء هي لا تراه، فصعدته بحذر وهي تتلفت حولها وتدعي ألا يقودها فضولها هذه المرة للجحيم، انتهت من صعود الدرج لتجد ممر قصير وسلم آخر، لكن هذه المرة كان أقل حجمًا من الأول، تشتت وفكرت بأن تعود ويكفي هذا، لكنها أكملت وهي تقول في نفسها "أكملي ما بداتيه لا وقت للخوف، انتي هنا لاكتشاف ما ازعجك لسنوات"

وصعدت بالفعل ولكن هذه المرة لم تجد ممر آخر، هي وجدت بوابة للعالم الآخر، فتحة باب بشكل دائري، يتدلى منه الزهور الخرافية، وبجانب ذلك الباب زهور ضخمة! وكأنها شخص يقف بكل فخر وعزة نفس، فمرت بداخل البوابة بكل اندهاش متناسية تمامًا سبب مجيئها، ومنشغلة بالجنة التي تراها حولها، ليأتي لها صوتً ساحر كقائلته:

يسل هل تبحثين عن شيء بغرفتي؟

انتفضت هي بعدما كان كل انشغالها بالعالم الخرافي التي تشهده، رأت ما لا يمكن لأحد تصديقه!
ملكة ضخمة يكسوها النجيل، وكأنها قطعة من الأرض أثمرت ودبت بها الروح، يا لروعتها وسحرها وسحر عيناها المدببة، لا حورية ولا بشرية ولا حتى لها شبيه، هي فقط تشبه نفسها، تجلس أمام لوحة وبجانبها ادوات الرسم وخلفها يصتف عدد لا نهائي من اللوحات المشابهة لنفس الرسمة التي لم تلاحظها تلك المتطفلة. فقط تنظر لها بذهول وكادت أن تجري عليها لتحتضنها دون سبب، فتحدثت الملكة مرة أخرى بعدما وجدتها تقف كالصنم:

_ٱيسل؟؟ هل سمعتيني؟ ما بكِ

كيف تجيبها وهي تشعر بأنها في حلم؟ كيف تتقن التصرف وعقلها مغيب بجمال ما ترى، وكيف تجيب عليها وهي تقوم بندائها بإسم غير اسمها؟
لم تجد حلًا غير أنها تهرب الآن، قبل أن تفسد كل شيء ويكفي ما افسدته
ركضت سريعًا من أمامها والملكة تنظر في أثرها بكل تعجب قائلة في نفسها:
_جنت هذه الفتاة مبكرًا، اقسم أنها كانت اعقلهم

علي الجانب الآخر كانت تركض ناريمان بكل قوتها وهي تعرف ما سيحدث عند دخول الكارثة للقصر الملكي، وعندما دلفت للقصر باقصي سرعتها وجدت من تركض عكس اتجاه الممر الضيق التي تمر منه، ليرتطموا ببعضهم البعض صارخين من الخوف معًا، فتجدها ناريمان تلهث وعيونها يظهر بهما الخوف، اخذتها من يدها تجرها مبتعدة عن القصر لتعرف منها ما حدث بالتفصيل، وتحاول منع المصيبة قبل حدوثها.....

................

_ماذا تعني باختارتكِ الجزيرة؟

قالتها نيرة بعدما تعجبت من حديث نور الأخير، فهي تعلم إلى أين يصل حب نور للاستكشاف، ولكن ليس لدرجة هذه الخرافات، فاجابتها نور وهي تدعو أن يصدقونها:

_سأروي لكم، ولكن ارجوكم لا أحد يأخذ حديثي على محمل الدعابة. منذ مدة وانا أتردد علي حواف الجزيرة لاكتشف ما يخرج من بحرها عبر تغيير الفصول لأكتب نص يوضح تغيير الحياة المائية وأثر الفصول علي البحر مثل البر، وخلال هذه الفترة كنت أجد اشياء عجيبة مثل احجار من اللون الاخضر الزمردي وبداخلها بعض الحروف بلغةِ عجيبة لا افقها، ولكن الأغرب أنني وجدت قواقع تحمل رسائل وكأنها خاصة بي فقط، أو أنها مرسلة خصيصًا باسمي، فأول مرة وجدت قوقعة وضعتها علي اذني لاستمع صوت البحر بها لكنهاا همست لي "مرحبًا نور" في البداية اعتقدت أنها هلاوس وان خيالي أوسع مما تخيلت، لكن تكرر الأمر بجمل مختلفة مثل " هل تريدين الحصول علي سر عظيم " " أنتي مكتشفة عظيمة " "انتظرتك كثيرًا يا صغيرة " حتى تطورت هذه الرسائل واخبرتني بآخر قوقعة أنها ستأتي لي بالمنام لنكون اصدقاء وأصدقها، وبالفعل أتت، انسية من نور محلقة، تتحدث معي باشياء كثيرة، واخبرتني أن الجزيرة قد اصطفتني لاضحي من أجلها....

.......

فوت+ كومنت+ بحبكوا في الله 🦋






ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Where stories live. Discover now