البارت التاسع

492 58 16
                                    


بعدما انتهت نور من سرد قصتها التي تبدو وهمية بالنسبةِ للجميع، نظر "ما" ونيرة وإلياس لبعضهم البعض ليردف إلياس أولهم:
_نور لا تهذي صدقوها، فقد كانت تحكي لي كل يوم ما يحدث معها وكانت تظن أيضًا أنها مجرد خرافات، وأنا أيضًا كنت اؤكد لها بالكذب أن كل هذا يحدث بسبب خيالها الواسع لكني اثق تمام الثقة أن كل ما تقوله حقيقي، وقد حدث لغيرها بالجزيرة من قبل

تفاجئ الجميع بحديثه لتتساءل نور باهتمام:

_ماذا؟ تقول أنه قد حدث لشخص من قبلي؟ من هو؟ ولماذا لم تخبرني؟ ارجوك قل من هو وما حدث معهُ؟

لم يكن يريد إلياس أن يكشف ذلك السر القديم، ولكنه مضطر أن يوضح لهم كل شيء الآن فبدأ يروي لهم:

_حسنًا، ولكن ما سأقوله الآن لا يخرج لشخص آخر. منذ عام أو أكثر كنت شديد التعلق بالذهاب يوميًا لغرفة "ماما ليا" كانت اسئلتي كثيرة ولا احد كان يتمكن من إشباع فضولي غيرها، وبأحد الليالي ذهبت اتسلل لغرفتها لأجد الباب مغلق ولكن ليس بشكل كامل، واستطعت رؤية "ماما ليا" تجلس مع فتاة من الدار، لم استطيع تحديد صوتها بالتحديد لكنه صوت مألوف اعرفه، كانت تحكي لها كل ما قالته نور بعكس ترتيب الأحداث، واخبرتها أن هناك أنسية محلقة تأتي لها بالمنام تدعى ناريمان، وتخبرها بأن هناك اسرار لابد من اكتشافها بنفسها وعليها الرحيل من الجزيرة، لكن "ماما ليا" غضبت خوفًا عليها، وقالت لها أنها تهذي وأن ربما حبها للجزيرة والبحر جعلها تهلوس وان هذه الأقاويل ستدفع الاطفال لتقليدها ولا تحاول أن تقول ما قالته مرة أخري وإلا ستعتبرها مريضة نفسية ولابد من علاجها فورًا
عندما سمعت كل ما حدث ركضت قبل أن يراني أحد ومنذ ذلك اليوم لم اتحدث في هذا الموضوع بل نسيته بالأساس، ولكن ما لم أنساه هو أن هذه الفتاة لم تعود كمان كانت منذ ذلك اليوم

بادرته نيرة سريعًا بسؤال ذكي منها:

_الن تقول انك لم تري تلك الفتاة ولا تعرفها؟ كيف عرفت انها تغيرت منذ ذلك اليوم؟

توتر قليلًا مستكملًا بكل صراحة:
_الحقيقة اعرفها، لكني لم اعتاد أن افشي سر أحد، فيكفي الحديث بدون ذكر اسماء

شعر "ما" أن رأسه ستنفجر من كل هذه الأحداث وماذا عليه أن يفعل معهم، فهو كل ما يتخيله عقله الآن أن البحر به لعنات تجر الأطفال واحد تلو الآخر للجحيم

فتحدث بكل صرامة لينهي ذلك الجدل مثل والدته لعدم انتشار الأقاويل وزيادة الخطر عليهم:

_حسنًا يا نور اصدقك، واصدقك أيضًا يا إلياس ولا يهم إسم الفتاة، ولكن ما قالته "ليا" هو الأصح، كل هذه تخاريف وربما خطر يتسلل لنا من البحر من خلال عقول الفتيات المغرمين بالأستكشافات، فعليكِ يا نور السيطرة علي خيالك ومنع نفسك من اي تهور، إذا انتشر هذا الحديث بين الجزيرة سيخاف الجميع وربما يرحلون ونعود لنقطة الصفر، وستكونين انتي سبب بداية الجحيم كلهُ

وبرغم منطقية حديثه إلا أنه كان حاد في الحكم علي نور، فكيف تمنع نفسها تلك الصغيرة من فضولها وهو يحدث معها اشياء اكبر من عمرها، لم تقتنع نور بحديثه وشعرت أن مصيرها سيكون العلاج النفسي كما قالت "ليا" من قبل، واعتذرت من جلستهم وقامت منصرفة بكل حيرة وانهزام، في البداية ظنت أنهم سيساعدوها ويقفون بجانبها، ولكن ما وجدته بالنهاية أنها  مجرد مختلة بنظر الجميع الآن، وأثناء سيرها والدموع تنهمر علي خديها وجدت من يسحبها ويضع يده علي فمها وياخذها بعيدًا عن أعين الجميع....

لامت نيرة "ما" علي قساوة حديثه، فطلاما كانت نور من ارق الفتيات بالجزيرة وأقل كلمة تجرح فؤادها، وشعر "ما" بسوء تصرفه بالفعل مردفًا بأسف:

_اشعر أنني أخطأت بالفعل، ولكن ماذا علّي ان اقول؟ هل اقول هيا اذهبي خلف فضولك لنخسرها للأبد؟

فتحدث إلياس بخيبة:
_لا اعرف لماذا هي بالتحديد من يحدث لها كل هذا، نور صغيرة علي تحمل كل هذه الاسرار، قواقع وأحجار وحروف واحلا..

قاطعه هنا "ما" وهو يتذكر سبب لقاءه بنيرة بالأساس قائلًا بدهشة:

_احجار؟ انت قلت احجار؟ صحيح! تبًا لغبائي، كيف يفوتني تلك الكلمة من نور؟

تعجبت منه نيرة وإلياس فهم لا يفقهون شيء عما يقوله، ليخرج "ما" من جيب بنطاله الحجر الذي اراد ان يهديه لنيرة قائلًا:

_مثل هذا؟ نور قالت منذ قليل احجار باللون الاخضر الزمردي، هذا ما تقصده، ومعني وجود ذلك الحجر معي أنني أيضًا مقصود بكشف السر معها؟

امسك برأسه وهو غير قادر علي ربط الأحداث ببعضها ليصيح إلياس:

_علينا إخبار نور، ربما عندما تعرف يمكننا جمع الأحداث أكثر من هذا الضياع.

واسرعوا خلف نور ليلحقوا بها قبل أن تعود لكوخها وتذهب للنوم كما يعتقدون؛ ولكنه كان قد فات الأوان...

.......

فوت+كومنت+ بحبكوا في الله✨

هحاول اكتب اللي اقدر عليه لأن هوقف كتابة شهر رمضان بإذن الله🦋كل رمضان وانتم بخير 🦋

ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Where stories live. Discover now