البارت الواحد وعشرون

342 45 5
                                    

جزيرة الحوريات_بغرفة الملكة*

صُدمت نور من تلك اللوحات على الجدار والتى كان مضمونها عبارة عن جسد العملاق بزاويا مختلفة، لكن وجههُ غير واضح بأي صورة منهم، لكنها تعرف هيئته جيدًا وجسده العريض الضخم، حتى الجلباب الذي يرتديه لا يختلف كثيرًا عن ملابسهُ.
حدثت تقى بصوت منخفض وهى تتأكد منها:-
_أليس هذا هو عملاقنا؟
فأجابتها بتوتر وهي لا تفهم شئ قائلة:-
_نعم، لكن ما علاقته بتلك الملكة، هل هو أخيها ومفقود؟

رأتهم الملكة يتسامرون بصوت منخفض، فخافت أن يحتاجون لشئ ويخجلون منها، واقتربت منهم بلطف متسائلة:-
_هل هناك شيء تريدونه؟

فهتفت نور بحماس:-
_نعم، لكن لا نريد ازعاجك.

اردفت الملكة بحب:-
_اي إزعاج، انتم ضيوفي الكرام.

وتابعت نور بتوسل:-
_هل يمكنك سرد قصة ما قبل النوم لنا بالمساء؟

سعدت الملكة بذلك الخبر وكأنها كانت تنتظر أن يُطلب منها هذا منذ زمن، واتفقت معهم أن يناموا معها الليلة بالغرفة وستروي لهم قصة أسطورية، يعود أصولها للتراس النوبي القديم.

آتى المساء واكفهرت السماء وأضاءت ورود القصر، فلم تكن ورود عادية بالطبع، فهي ورود مسحورة مثل الجزيرة ومَن عليها.
جلست الملكة بجانب تقى ونور بعدما قامت بتغطئتهم بغطاء من أوراق الورود البيضاء، وبدأت سرد قصة ما قبل النوم كما طلبوا منها قائلة:-

_منذ زمن بعيد بأراضي النوبة أسوان، وقعت قنبلة نووية على أحد القرى الصغيرة بها، ولا يعلم أحد مصدر تلك القنبلة أو سببها.
لم يتضرر أصحاب النوبة بشكل كبير، لكن وجدوا أن بعض الناس تضخم حجمهم بشكل تدريجي للدرجة التى جعلتهم يعيشون بالشوارع لتضخم احجامهم عن حجم منازلهم، وبعضهم لم يحدث معهم أي تغيير وظلوا بنفس حجم الإنسان الطبيعي.
تدخلت البلاد العربية بعدما أثارت أخبارهم غضب البعض وشعروا أنهم مهددين بالخطر منهم، واطلقوا على تلك القرية إسم مخيف ليرتعب منهم الجميع.
وبالفعل أصدرت القوات المسؤولة حينها بنفى كل المتضررين خلف الجبال، ولم يكتفوا بذلك فقط.
بل جمعوا سحرة البلاد وجعلوهم يلقوا عليهم لعنة بعدم الإنجاب؛ لعدم تكاثرهم بالبلاد.

واستقروا المتضررين خلف الجبال المنفية، وجعلوا من بعضهم حكام ومسؤولين يرجعون إليهم؛ ليعيشوا حياة طبيعية مثل الجميع.
ولأن مقدرة الخالق تفوق الخلق، انجبوا السيدات بشكل طبيعي بدون اي لعنات كما قالوا السحرة لهم.
لكن ف اغلب الأحيان كان يموت الطفل عند بلوغه السبع سنوات، رغم أن أعمار المتضررين تعدت آلاف السنين.
حزن الكثير منهم وأحبط، وأصدر حاكمهم قرار أنهم سيلعنون نسلهم قبل أن يلعنهم غيرهم.
فجعل كل أم تقوم بالانجاب تأخذ طفلها بعُمر الخمس سنوات وتتركه بأرض مهجورة بعيدة كل البعد عن أي مخلوقات، وتُلقى عليه لعنة باختيارها ولتكن لعنة الحزن، لعنة الكسل، لعنة الغباء.
ويتركوهم ويذهبوا بعدما يتركوا للطفل كتاب يحدثه عن ماضيه ومسجل به إسم عائلته وموطنهم الأساسي، وعلى كل طفل أن يتغلب على لعنته أولاً ثم يعود لموطنه إذا أحب العودة.
وذلك القرار من الحاكم لم يكن بسبب تأكيده أن بذلك الشكل سيضمن نجاة الطفل من الموت حاشا لله، هو فقط اقنعهم بذلك القرار أنه السبيل الوحيد للنجاة؛ لعدم رؤية أطفالهم يموتون امام أعينهم، عالأقل سيظل بداخلهم الامل أن هناك باب للعودة، وبالفعل ذلك ما حدث.
كل عائلة تترك نجلها بعيد ويعيشون أملون بعودته ولقاءه مرة آخرى.
وذات ليلة اثنين اصدقاء من نساء خلف الجبال انجبوا بنفس اليوم، واحدة أنجبت ولد، والأخرى أنجبت بنت.

وعندما بلغوا الخمس سنوات من عمرهم تعلق الفتى والفتاة الصغار ببعضهم بدرجة شديدة، حتى أنهم اعتادوا اللعب معًا يوميًا ولا يفصل بينهم غير وقت النوم فقط، فلم يهون على الأمهات أطفالهم وتعلقهم القوي ببعض، وقرروا أن يلعنوهم بلعنة واحدة، وهي لعنة الفراق.
وذهبوا بكل منهم بجزيرة فارغةمختلفة، وتركوا الكتاب الذي يُسجل تاريخهم وإسم عائلتهم بجزيرة الفتاة، لأن حل اللعنة عنهم هو أن يجد الرجل فتاتهُ بنفسه.
ولكن الشيء الصادم في تلك الأسطورة، أن الجزيرتين المهجورين لم يكونوا فارغين من السكان كما هُيء لهم، كان هناك قبيلتين بحرية يعيشون حياة مستقرة أسفل تلك الجُزر، وعندما أُلقت الأمهات اللعنة على الجزيرتين، حلت لعنة الفراق لدى سكان البحر أيضًا...ويقول الكتاب المتروك مع الفتاة، عندما يصل الفتى لفتاتهُ ستهتز الأرض من اسفلهم اهتزازة فك اللعنة، وتنحل لعنة فراقهم و....

ظنت الملكة أن الفتاتان قد ناموا وأندمجت بذكرياتها القديمة، لكن تفاجئت بصياحهم قائلين:-

_أنـــــتِ الفتاة الملعونة؟ والعملاق هــــو!

............

فاضل فصلين بس ونودع العملاق🥹
متنسوش تتابعوا روايتي الجديد"ضد الرجال"










ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن