البارت السابع عشر

456 45 5
                                    

ما الصغير...

أخطأت وخطئي لا يُغفر، وإن غُفر، فلن أغفر لنفسي أبد الضهر...

تلك الجملة العالقة بذهني دومًا، لطلاما أعتقدت أنني الفتى الأكثر عقلًا وحكمة عمن حولي.
وذلك يعود لنشأتي وتربيتي على يد العلاق "أديل ما"، لن أقول عنه صديق أو أب، فهو بالنسبة لي نفسي.
أرى نفسي به طوال الوقت وأحاول أن أكون نسخة مستنسخة منه، وأحاول بقدر المستطاع تقليده بكل التصرفات، لكن مع أول موقف حقيقي وضعت به أخطأت خطأ كبير أدى لما نحن عليه الآن.
كوارث متتالية تقع فوق رؤوسنا والنتيجة ستكون إيذاء أغلى الأشخاص لدى.
سيُحاكم العملاق بتهمة باطلة لم يفعلها، والسبب هو أنا.
إن كنت احسنت التصرف مع صديقتي "نور" ما كان حدث كل ذلك.
وإن كان يبدو الثبات على مظهري أمام الجميع، فذلك نابع من إيماني بالله لقوله "إن مع العسر يسرا"
تعسرت واشتدت عسرًا، إذًا فمن المؤكد اليسر آتي وقريبًا جدًا.
عندما أتت اللجنة لجزيرتنا وهددتنا بمقضاة العملاق، واختفت نور وحدث كل ذلك كان بداخلي ثمة أمل يقول لي أن نور ستعود وستزول الشدة.
لكن كانت الصدمة الحقيقية والتى جعلتني افقد اعصابي عندما وجدت صديقي إلياس يفر هاربًا أمام عيني بقاربه ولا يستجيب لندائنا، وكأنه مغيب ولا يشعر بما يفعله أو أن هناك لعنة تتحكم به.
فكيف يفعل ذلك وهو يعرف أن غيابه سيزيد الأمر سوءًا وسيتم إتهام العملاق به أيضًا.
وقفت مكاني برفقة نيرة لا نعرف كيف نتصرف ف وقت متأخر مثل هذا؟
هل نركض ونبلغ العملاق؟ أو ننتظر لعله يعود ومعه نور؟
جلست على الرمال امسك برأسي الذي كاد أن ينفجر، أردد بعدم استيعاب:-
_كل هذا بسببي، أنا السبب، أنا مَن فعلت كل هذا منذ البداية.

وجدت صوت بكاء نيرة يبدأ بالظهور وذلك ما افاقني من غيبوبة افكاري
هل يجب عليّ تهدئتها ومواستها الآن، أم يجب عليّ البكاء معها؟
صحيح أنا الأكبر سنًا وعقلًا، لكن هل ليس من حق الكبار البكاء والصراخ مثل الأطفال ؟
مصائب متتالية لا يتحملها عقلي، وشعوري بأنني المذنب الوحيد هو ما يقتُلني.
طال الصمت بيني وبين نيرة التى تبكي وتحاول إخفاء دموعها ومسحها سريعًا قبل أن أراها، ووجدتها تقول محاولة الثبات وتغيير نبرة صوتها:-
_ماذا سنفعل ؟

_لن نقول لأحد عن غياب إلياس، الأمر لا يحتاج المزيد من التوتر، ربما يعود قبل أن يتم اكتشاف غيابه.

قُلت ذلك بثبات محاولًا إخفاء حرب أفكاري عنها، فتلك الصغيرة لا ذنب لها بأن قدوتها ومُربيها يكون بكل ذلك الضعف.
نظراتها تجاهي كانت غير مبشرة وكأنها تحتقرني أو تريد الإبتعاد بشكل غير مباشر، وبالفعل استأذنت وذهبت وتركتني اواجهه حربي بمفردي.

ارخيت جسدي على الرمال مسند رأسي بيدي، انظر للبحر لعله يعيد إلياس كما رحل، حتى غفوت رغم عني وجاءني حلم غريب لا اعلم هل هو تخاريف؟ أو رسالة من رسائل البحر الغامضة!...

.........
ارائكم تهمني🦋🦋

ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Where stories live. Discover now