البارت الثالث عشر

456 54 5
                                    

عاد "ما" لأصدقائه وجدهم كما تركهم لا جديد، يجلسون والصمت يسود المكان، عندما رأته نيرة اخذت تشرح له ما اكتشتفه بالجواب وأنه ليس خط نور صديقتها فهي تعرفه جيدًا كمان تعرف نفسها، تفاجئ الجميع بتلك الثغرة الذكية.
وبدءوا يفكرون مَن هو الشخص الذي يعرف مكان نور  ومعهم بالجزيرة؟ ولماذا هربت بمفردها ولم تأخذ ذلك الشخص معها؟
هنا فكرت نيرة بصوت عال قائلة:-
_وربما لم تكن هربت نور وحدها؟ يُمكن أن يكون قد اختفى شخص آخر ونحن لا نعلم!

أنتبه الاثنين على حديثها فهي محقة، هم لا يعرفون ما الذي يحدث بالجزيرة كلها، ليهتف إلياس:-
_اين ماما "ليا" الآن ؟

فأجابه "ما":-
_ابي قال أنه سيذهب لها بكهف أديل ما وأنهم مشغولون بجمع ومراجعة اوراق الدار وأمور مثل هذه.

هم إلياس بالنهوض واخبرهم أن لابد من تدخل الكبار بهذه المشكلة، وأنهم لن يجيدوا التصرف بمفردهم، ولابد من اخبارهم ليعرفوا هل هناك اي اختفاء لشخص آخر غير نور، أم هذا الشخص مازال بينهم!
اتفق ثلاثتهم على نفس الرأي وذهبوا لكهف العملاق وهم لا يعلمون أن الوقت قد نفذ لحل المشكلة، وأنهم وقعوا جميعهم بمصيبة اكبر.

........

بكهف العملاق تجلس ليا وحولها المشرفين يرتبون اوراق الدار ويفرزونها بشكل منمق، لكي لا يمسك عليهم أحد اي ثغرة أو مشكلة، واطمئن العملاق والمشرفين عندها قالت "ليا" بانتصار:-
_حسنًا انتهينا، ولا يوجد أي عجز لدينا، اشكركم جميعًا على مجهودكم العظيم طوال هذه الأيام، لكننا الآن مستعدون لأي حملة تفتيش بكل أمان و ...

ولم تكمل حديثها حتى وجدت أحد فتيات الدار تدخل عليهم صارخة:-
_هناك سفينة تقترب من جزيرتنا، لدينا زوار جدد.

فنظر العملاق ل "ليا" بنظرة تعرفها جيدًا قائلًا:-
_لقد أتوا بموعدهم المناسب.

وقبل أن يتم شعورهم بالانتصار وجدوا "نيرة وما وإلياس" يهرولون لهم ويأخذون أنفاسهم بصعوبة، حاولت "ليا" أن تقول لهم أن ليس لديها وقت لاقتراب اللجنه على الجزيرة وان يأجلوا اي مشاكل خاصة لوقت لاحق، لكن فاجئها إلياس بقوله:-
_نور هربت من الجزيرة البارحة، وتركت هذه الرسالة...

وأكمل عليهم المصيبة دخول سُليمان الصغير وهو يصرخ ويبكي قائلًا بتلعثم:-
_تقى اختفت.

انصدم الجميع من قول الصغار، أي مصيبة هذه التي وقعت عليهم بالدقائق الأخيرة!
كيف يتصرفون وقد وصلت اللجنة ونفذ الوقت! قرأت "ليا" الجواب الذي تركته نور، وشعرت بالدوار اثر الصدمة
لحقها غيث واجلسها وأخذ الجواب نظر به ثم أعطاه للعملاق وكأنه يقول له "انقذنا من هذه الورطة".

احس العملاق "أديل ما" بالخذلان، فكل ما حدث يُكمن بأسرار جزيرته، وأنه غير قادر على الحفاظ عليهم، فقال لهم بصرامة وكأنه قد حسم أمره:-
_استقبلوا الغرباء، ودعوهم ينهوا ما جاءوا لأجله، وأي خطأ أنا صاحب الجزيرة وانا المسؤول، لن يتضر أحد منكم.

سمع الجميع كلامه، وتحركوا سريعًا لجمع الأطفال وبداخلهم يدعون ربهم أن لا يركز أحد منهم بالعدد ويكتشف غياب فردين من الأطفال وان تمر الليلة بسلام.

دخلت اللجنة الجزيرة وكانت تتكون من أربع سيدات في مقتبل الخمسينات و مثلهم سبع رجال يرتدون ثياب رسمية.
كانوا عددهم أكثر مما توقعوا، فكان من المعتقد إرسال فرد أو اثنين بالكثير، ولكن إرسال إحدى عشر فرد فهو عدد كبير للتفتيش، ومن الواضح أن عدد البلاغات المرسلة يؤكد لهم أن هناك جرائم مؤكده بالجزيرة، لذا أرسلوا كل هذا العدد.
كانت وجوههم غير مبشرة بالخير، حيث تحدثوا برسمية كبيرة دون ترحيب وكأنهم يعلنون الحرب من البداية، بدأ كل فرد منهم يتولى مسؤوليته في التفتيش، ويطمئنون على صحة الأطفال وعلى اكواخهم وطعامهم وكل شيء يخصهم، حتى جاء موعد فرز الاوراق والمستندات، وجدوها كلها سلمية بلا أي أخطاء وتعمد أحد أفراد اللجنة أن يتأكد من العدد الموجود بالجزيرة ليطابقه بالاوراق، وهنا قد اكتشفوا العجز الموجود، لينقلب الحال ويتهمون العملاق بأشياء لم يفعلها، ويؤكدون أن هذه الجزيرة ستكون عبرة لمن حولهم، وسيتم إغلاقها ومحاكمة العملاق أو ربما إعدامه لكونه كائن ليس ببشري وخطر على المجتمع، ورحلت اللجنة وهي تتوعد لهم بكل شر، وانتهى اليوم والجميع في صدمة وحزن بالغ على ما أصاب جزيرتهم البريئة.

................

بحاول متاخرش عشان محدش ينسى الاحداث، قولولي رايكم ✨ ومتنسوش الفوت


ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Where stories live. Discover now