البارت الحادي عشر

442 50 7
                                    

بين مشاكل الاطفال الكثيرة كانت تنشغل "ليا" بتحضير اوراق كل الاطفال والاستعداد لاستقبال اللجنة التي ستأتي بأي وقت عليهم وبدون سابق إنذار، واستطاعت الاتفاق مع مشرفين الدار بتحضير كل شيء واطمئنت أنهم علي أتم الإستعداد ولا يوجد أي عجز أو نقص فى الأوراق. فى نفس الوقت لم يسهو غيث عن ما حدثته ليا بخصوص نجلهم الصغير "ما" وقرر الجلوس معه اليوم قبل أن ينشغلوا بوجود اللجنة، أخذ يبحث عنه بكل الاماكن التى يفضلها صغيره حتى وجده يجلس مع اصدقائه إلياس ونيرة تجاه البحيرة، والقلق يظهر علي وجوه الصغار وكأنهم يتفقون على سرقة بنكية، اللقى عليهم السلام دون أن يتدخل بشؤونهم ويتطفل عليهم وأخبر "ما" أنه سينتظره بالقرب منه حتى ينتهي من جلسته مع الأصدقاء والتي تبدو جلسة مهمة جدًا بينهم. اخذ يتمشى على الشاطيء بانتظار إبنه المشاغب، حتى وجد من يخرج له من البحر فجأة له وهو
رومينيو صديقه الأليف ومختطف زوجته سابقًا، و الذي انشغل عنه غيث كثيرًا بالفترة الماضية، لكن رومينيو قد جاء فى ميعاده الصحيح كالعادة، فقد كان يحتاج غيث لمن يتحدث معه براحة ويفهمه وهو يشعر أن رومينيو برغم صمته يفهمهُ ويطمئن للحديث معه..
جلس على صخرة تلامس بداية البحر امامه، وبدأ يفضفض مع رومينيو عن مشاكل الصغار ومشاكل العمل وما حدث معه الفترة الماضية حتي مر القليل من الوقت ووجد "ما" يقطع جلستهم بملامح باهتة ليودع غيث رومينو قائلًا له وكأنه سيفهمه:
_سنكمل حديثنا يا صديقي مرة آخرى

وانصرف مع إبنه لتأتي تقى تجلس على نفس صخرة غيث أمام رومينيو دون أن يراها احد، وتبدأ بظهور جسدها الحقيقي كٱيسل حُورية البحر الفاتنة، ثم قامت بتمزيق غطاء رأسها لينسدل أسفله شعرها الطويل جدًا الذي تعدى طوله جسدها باللون الذهبي اللامع وهي تنظر لعين رومينيو مطولة قائلة بلغة فقط هو من يفهمها:
_طال غيابك يا زوجي العزيز...

.....

بالجزيرة المجهولة حيث رحلت نور خلف فضولها واستكشافها، ترقد الآن بزاوية لا تعرف ولا ترى سوى صوت صراخها بين الحين والآخر، فتلك البريئة على عمرها الصغير لا تحتمل كل هذا الخوف وحدها، حتى أنها كلما حاولت أن تتجرأ وتنظر حولها لا ترى سوى صورة مشوشة فنظارتها قد وقعت منها في القارب وفقدت وعيها لتقوم وتجد نفسها بغرفة لا يظهر لها ملامح سوى الظلام القاتم والهدوء المرعب.

بدأ صوت اقدام يقترب من غرفتها وكلمها اقترب كلما اهتز جسدها بشدة، سمعت صوت باب يُفتح عليها نظرت وعيونها يغطهما طبقات الدموع لا ترى من الذي يقترب منها، بدأت تصرخ أكثر وأكثر وهي تتمتم بذعر:
_ارجوك، لا تؤذيني، لم افعل شيئا، صدقوني

هنا تحدث الطرف الآخر قائلة بلهفة:
_نور، اهدئي يا نور، خذي نظارتك لقد وجدتها سقطت منك لا تخافي

اخذت نور منها النظارة وهي تشعر بأنها تعرف هذا الصوت جيدًا، وما إن ارتدتها تفاجئت بها...كيف هذا؟

_تقى؟؟؟
كانت هذه اول كلمة تتفوه بها نور بكامل صدمتها، فكيف تقى موجودة معها الآن وهي قد تركتها منذ قليل بالجزيرة؟

Flash back
تركت نور زملائها منصرفة بكل حيرة وانهزام، في البداية ظنت أنهم سيساعدوها ويقفون بجانبها، ولكن ما وجدته بالنهاية أنها  مجرد مختلة بنظر الجميع الآن، وأثناء سيرها والدموع تنهمر علي خديها وجدت من يسحبها ويضع يده علي فمها وياخذها بعيدًا عن أعين الجميع لم يكن هذا الشخص سوى تقى!

تفاجئت نور من تصرفها العنيف معها وحاولت التملص منها بعدما ذهبوا بعيدًا عن اصدقائها، واحدها تقول لها:
_معذرة على تصرفي هذا، لقد سمعت حديثك مع الأصدقاء وأريد أن ابلغك باشياء مهمة ستفيدك.

اكملت نور الحديث معها وكأنها قد نست طريقة خطفها منذ قليل بهذه الطريقة العنيفة وجلست تستمع لها بكل آذان صاغية
وكأن المرء لا يحب أن يلتفت إلا ما يناسب هواه.
وكان حديث تقى يناسب هوى نور جدًا حيث قالت لها:
_كُل ما يحدث معكِ ليست أوهام، أنا اصدقك واؤمن بحديثك
فقبل أن يحدث لكِ، قد حدث معي بالفعل، واتهموني بالجنون.

نظرت تقى بخباثة لعيون الصغيرة التي يبدو عليها الاهتمام كثيرًا بحديثها واكملت بخبث:
_الجميع لا يريد مساعدة العملاق، يحبون أنفسهم فقط، لا يريدون جعل فرد منا بطل للجزيرة، مجرد اطفال دار رعاية يتحكمون بنا كيفما يشاءون.

فتساءلت نور باهتمام وكأنها تريد الدفعة الأخيرة فقط:
_وكيف نساعد العملاق؟

اجابتها تقى بكل خبث وانتصار، فذلك الذي تريده من وقت دخولها الجزيرة، وها هو يتحقق الآن:
_اهربي كما قالت لكِ ناريمان باحلامك، وسأقوم بمساعدتك قبل طلوع النهار.

لم تأخذ نور بالها أنها لم تذكر من قبل أن الانسية المحلقة ناريمان التي تأتي باحلامها قد قالت لها اهربي، وانصاعت لحديث تقى دون تفكير، فهي بالنسبة لها قدوة واكبر سنًا من المؤكد لن تضللها.
وبالفعل قامت بجمع اشيائها، وطلبت من تقى أن تترك رسالة لالياس صديقها تعتذر له؛ لكن الوقت لم يسعفها وقالت لها تقى أنها ستفعل هذا بدلاً عنها، وهربت قبل أن يشعر بها أحد.

                        .................

لحظة وما هذا الذيل؟
جاءت عين نور على ذلك الذيل الجالس أمامها بجانب تقى صديقتها جعلتها تتساءل بداخلها
هل من الممكن أن تقى لم تكن بشرية بالأساس؟ تساؤلات عدة تدور برأس الصغيرة تشعر أنها قد انخدعت فيها. لياتيها رد تقى المسكينة قائلة:
_ارجوكي قبل أن تظنين بي سوء، دعيني اشرح لكِ ما حدث معي من البداية ثم احكمي عليّ

..........

بعتذر علي التأخير ويارب متكونوش نسيتوا الأحداث.. وبإذن الله هتكتمل قريب هانت 🫶

ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Where stories live. Discover now