ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما

البارت الرابع عشر

بجزيرة الحُوريات...

جلست نور مع تقى تسمع لها وهي تسرد قصتها من بداية ما جاءتها الأنسية ناريمان بأحلامها، لتلك الاحجار التي كانت تجدها صدفة في طريقها وتحتفظ بها في غرفتها دون أن تقول لأحد، وعن افتقادها الشديد لصغيرها سُليمان والتي قررت أن ترحل من الجزيرة بعدما اطمأنت أن الحورية آيسل ستكون مكانها بالجزيرة لحين عودتها مرة آخرى...
وتفاصيل عدة لم تنتهي، جعلت نور تتشتت أكثر ولا تعرف ما سبب وجودهم الأساسي هنا بالجزيرة؟ ومَن هم الحُوريات ولماذا يفعلون كل هذا بهم..
وخلال حديثهم استأذنت الحورية ناريمان الدخول لهم الغرفة، كانت هذه اول مرة نور ترى ناريمان بالحقيقة ليست بأحلامها فقط، كانت مبهرة وجميلة وذيلها ذات ألوان خرافية، لا تنكر أنها قد اعجبت بها بل مبهورة، ولكن لم تظهر هذا على ملامحها فبالطبع هي تشعر الآن أنها مخطوفة هي وصديقتها وأنها قد خدعتهم لحبهم في العملاق، فبدأت ناريمان تسرد لهم ما لم تقوله لأحد من قبل، تسرد ما لا يمكن لعقل بشري ان يتحمله.
لعنة...فراق...قوانين!
وبعدما انتهت من سرد الحكاية الطويلة طلبت منهم أن يشاركوها في حل تلك الأزمة وان يظلوا بالجزيرة لمدة بسيطة حتى يكتشف العملاق اختفاءهم ويبحث بنفسه عنهم ووقتها سيكون كل شيء على ما يرام وستزول اللعنة.
كل ما قالته ناريمان يشبه الأفلام الكارتونية، خرافات قديمة وحُوريات يحاولن حلها، ما كل هذا؟
تشتت تقى ونور بالبداية ولكن تقى أكدت على أنها رأت الملكة بنفسها وان حديثها شبه اقرب للحقيقة، وأنهم سينتظرون اسبوع واحد فقط معها بالجزيرة، إن لم يحدث جديد سيهربون أو يبلغون الملكة الوردية ويخبروها بكل شيء.
ولكن تفاجئوا بعودة الحورية آيسل تدخل عليهم برفقة صديقتهم المتسترة عليهم شودي، نظرت ناريمان لها بصدمة قائلة:-
_ما الذي آتى بكِ الآن؟

اخذت آيسل أنفاسها قائلة:-
_لقد جاءت لجنة التفتيش بالجزيرة وكنت بالبحر وقتها، خُفت أن يراني أحد بهيئتي الحقيقية فهربت.

تساءلت تقى بدهشة:-
_هذا يعني أنهم سيكتشفوا غيابي أيضًا مع نور، وربما يظنون أنني من خطفتها!
يا لها من كارثة لم تكن على البال.

ثم تابعت ناريمان برعب:-
_سينكشف أمرنا جميعًا، إن رأي أحد غيرنا تقى ونور بالجزيرة، وستعرف الملكة، ارجوكم كونوا حذرين أن لا تفارقوا هذه الغرفة، هذا اخر امل لدينا.

وافق الجميع ولم يجدوا حلًا اخر، واخبرتهم ناريمان أن الحورية شودي ستلازمهم هذه الأيام وتقضي طلباتهم حتى لا يظهروا بالخارج أبدًا، ومر يوم فقط على هذا الحال ولم تتحمل نور ذلك السجن المظلم، وبدأت تشعر ويوسوس لها شيطانها أن الجميع يخدعها وقررت أن تغير مسار الإتفاق بنفسها.

.........

باليوم التالي والذي بدءَ على غير عادة النشاط والحيوية لدى الجميع، ف الحزن قد سكن قلوبهم والخوف احتل وجوه الصغار بعدما سمعوا بخبر اختفاء نور وتقى
منهم من اعتبر أن هناك لعنة تأخذ الصغار، ومنهم من ظن أن يوجد جن ياكلهم، وخرافات عديدة بدأت تظهر بالحديث بينهم.
ورغم كل ما يحدث، فلم ينوي أحد الرحيل والهروب من الجزيرة كما توقعت ليا، فوجدت كل المشرفين والإداريين يقفون معهم أسرة واحدة، وكان ذلك الشيء الوحيد الإيجابي بكل هذه المصائب.
طلب العملاق الاجتماع ليلًا بكل ما يعلم شئ عن هذه الكارثة، وجاء المساء واجتمع غيث وزوجته وصغيرهم ومعه نيرة وسُليمان الذي لم يفارق حضن "ليا" من شدة خوفه طوال الليلة الماضية.
أما عن إلياس فرفض حضور الاجتماع لشدة اكتئابه وحزنه وقرر أن يجلس عند البحيرة بمفرده لعل تلك الانسية التى قالت عنها نور تظهر ويعرف مكانها.

...........
متنسوش الڤوت وكلمة حلوة 🥹🫶✨