البارت الثاني وعشرون

354 54 4
                                    

جزيرة أديل ما...

عاد غيث للجزيرة وهو يركض بأقصى سرعته لكهف العملاق وكأن هناك مَن يركض خلفهُ.
وقف يأخذ أنفاسه أمام غرفته ولا يفكر كيف يقول له ذلك الخبر المؤسف، لكنه سمع صوت الأطفال بغرفته واستمع لما قاله إلياس بإنصات، وعندما انتهى دلف لهم وهو يتدخل صائحًا:-
_آسف لدخولي المفاجئ، لكن هناك خبر مؤسف لابد أن أخبركم بهِ.
أصدرت الحكومة المصرية قرار بالقبض على العملاق واعتقاله، وهناك لجنة تتجهز لأعتقاله.
ثم تابع وهو يتوسل العملاق خوفًا عليه:-
_ ارجوك ليس هناك وقت، لابد أن ترحل الآن وتجد الفتيات المفقودين لإظهار براءتك.

دخلت "ليا" وهي تؤكد على كلامه قائلة:-
_كلام غيث صحيح، أرجوك انت الحل الوحيد ف إنقاذ الأطفال.

وقف العملاق يفكر بصمت وهو يرى نظرات التوسل بعيون مَن حوله، خائف أن يهرب ويُعاقبوا هم بدلًا عنه، وخائف أيضًا من مواجهة المجهول وان يحدث مكروه لأطفاله أكثر مما حدث، وكأن "ما" الصغير تذكر شئ غفل عنه ليقول صائحًا:-
_الحُلم!
وعندما تساءلوا أي حلم أجاب:-
_اللية التي غفوت بها أمام الشاطئ، جاءني حلم عجيب رأيت به العملاق يغادر الجزيرة ويأخذني معه، ونبتعد لمكان غريب لم نراه من قبل، ونجد صندوق كبير على شكل هدية قيمة، فنأخذها ونعود للجزيرة ويهتف الجميع بفرح كأننا عُدنا بكنز منتظر.

تعجب العملاق من تلك الرؤية لدى الصغير، وشعرت "ليا" أن هناك شئ إيجابي سيحدث رغم كل تلك المصائب، لكن العملاق شعر بالقلق تجاه "ما" وطلب منه أن يرحل بمفرده لعل هناك مكروه يصيبه، لكن الصغير رفض وأصر أن يتم الحلم أو الرؤية كما جاءته وهتف بإصرار:-

_لن ترحل بمفردك، سأتي معك.

تكررت نفس الجملة من إلياس وتابعته نيرة أيضًا لتهتف "ليا" مثلهم لكن هنا تدخل غيث معترضًا:-
_لا يمكنك الرحيل معهم، لابد أن نتواجد هنا بالجزيرة لاستقبال اي لجنة حتى يعود العملاق وبقية الاولاد.

وافقته وقلبها منشغل عليهم، وتحرك العملاق بالأطفال نحو الشاطئ وهو يشعر بقشعريرة تجتاح جسده، فهذه تعتبر المرة الأولى التى سيخرج من جزيرته وعليه أن ينجح بإنقاذ الفتيات وإلا سيتأذى الأطفال الذين يرافقوه أيضًا إذا فشل.
وصل الجميع إلى الشاطئ وبدء كل طفل بتجهيز قاربه الخاص، لكن وقف العملاق فى حيرة من أمره وكأنه قد نسى أمر أنه ليس لديه قارب يكفي حجمه، فتساءل بحيرة وحرج:-
_انا لا اجيد السباحة ولم اجربها ذات يوم، كيف ارحل؟
فصاحت "ليا":-
_أنسيت القارب الضخم الذي صنعته لي أول مرة ؟ جاء دورك الآن لترحل بهِ.

تذكر العملاق ذلك القارب الذي ظل يصنعه بحرفية كبيرة لأمان صغيرته الأولى، والتي عادت به بأطفال الدار اول مرة.
ظهرت عشيرة الرومانيو على الشاطئ وهم يقفون بتأهب وكأنهم يطلبون من العملاق مساعدته.
وافق العملاق بمساعدتهم كي يصلون بشكل أسرع، وإن حدث شيء له يحفظون بقية الأطفال.

تركوا الأطفال قواربهم وركبوا بالقارب الكبير مع العملاق وانطلقت من أسفلها عشيرة الرومانيو برفقته يحركون القارب كما يشير لهم إلياس لكونه الشخص الوحيد الذي يعرف الطريق.

وقفت ليا وزوجها يشاهدون مغادرتهم وهم يعتصرون قلقًا عليهم، لكن لم يكن هناك حلًا آخر.

وعادوا لمشرفين الدار يبلغوهم برحيل العملاق وبعض الأطفال معهم، وكيف سيتصرفوا إذا جاءت لجنة الإعتقال بأي وقت.
وفي صباح اليوم الجديد استيقظت ليا وغيث على أصوات صراخ الأطفال، ركضوا للخارج ليجدوا أن اللجنة قد وصلت مبكرًا والأطفال خائفين من اقنعتهم وعددهم الكبير بالجزيرة، حيث يقومون بوضع حواجز حديدية تحيط الكهف لاعتقادهم بأن هناك حرب ستقام بينهم وبين العملاق.

تدخل غيث ووقف مع الضابط المسؤول عن الحملة وشرح له الوضع كُله، وأن العملاق حتمًا سيعود بجميع الأطفال ويمكنهم فرز عدد الأطفال مرة أخرى والتأكد من صحة كلامه، فقط يمهلهم بعض الساعات حتى يعود، وأنه يثق بالعملاق تمام الثقة حتى أنه قد ترك معه إبنه الوحيد لشدة إيمانه بأنه لن يخذلهم.

وافق الضابط بالانتظار لوقت معين وإن لم يعود العملاق بالأطفال كما قال، سيضطر أن يأخذهم هم وكل العاملين بالجزيرة لاعتبارهم متسترين على هروب العملاق.

...........

اخر بارت هينزل بكره بإذن الله 🥹



ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Where stories live. Discover now