البارت التاسع عشر

356 44 7
                                    

استيقظ "ما" بعد غفوته الطويلة على صوت نيرة العالي، ليجد نفسه ممد على الرمال كما هو من ليلة أمس، أستفاق بفزع قائلًا:-
_ما الذي حدث! هل اختفى شخص آخر؟

لتتفوه نيرة بنبرة ساخرة وغاضبة بنفس الوقت:-
_نعم أنت
ثم تتابع حديثها قائلة بغضب حقيقي:-
_انت تهذي؟ تنام هنا وتترك سُليمان بمفرده في كوخك حتى صرخ الصغير وظن انك اختفيت مثل تقى ونور، قل لي لماذا فعلت ذلك لقد ارعبتنا، والجميع يبحث عنك بكل مكان.

فرك رأسه بنعاس يحاول أن يتذكر كيف غاب في كل ذلك النوم قائلًا:-
_لم ادري بنفسي، جلست انتظر إلياس ولم أشعر بشيء من بعدها و و و حلمت بحلم عجيب و

لم يكمل كلامه وقاطعته نيرة بغضب:-

_ماذا تقول انت؟ تتحدث عن الاحلام و والديلك يموتون فزعًا عليك، هيا قم الجميع قلق بشأنك.

قالت ذلك ثم ذهبت وقام هو الآخر ذاهبًا خلفها، ليجد والديه والعملاق وبعض الأطفال والمشرفين يقفون أمام كهف العملاق وعلى وجوههم ترتسم ملامح القلق وبانتظار عودة نيرة تقريبًا، وما إن رأته "ليا" ركضت نحوه تحتضنه بشده وتبكي وكأنه غاب عنها منذ فترة.
تفهم "ما" قلقها وخوفها واعتذر لها عن غيابه الغير مقصود.
وعندما هدأت الأمور واطمئن الجميع، أخذ غيث زوجته وجلس مع العملاق واخبرهم أنه لابد أن يرحل ويتابع تلك القضية المقدمة ضدهم وسيأتي عندما يصل إلى حل قانوني ورفع محامي للدفاع عن العملاق.
ورحل تاركًا الجزيرة خلفه بأسوء ايام تشهدها على مر السنين.

........

اخذ "ما" سليمان الصغير لكوخه من جديد واعتذر له عن غيابه الليلة الماضية، ووجد نفسه يفضفض معه كأنه شخص عاقل كبير، فقد فاض به الأمر وأخذ يسرد له اشياء تفوق عقله، يحاول ربط الأحداث ببعضها وهو يذكر القواقع التى وجدتها نور، والأحلام والأحجار واختفاء أصدقاءه ولكن الغريب أنه تفاجئ بالصغير يردد خلفه:-
_احجار، احجار ملونة، مثل تقى هناك

كان يشير بيده الصغيرة من النافذة باتجاه كوخ تقى، وهو يردد نفس الكلمات بلعثمة وكأنه يريد كشف شيء لا يعلمه أحد غيره، فأخذه "ما" حيث يشير وذهب ليرى ما يقصده ذلك الصغير بتلك الكلمات الغير مفهومة! ويجد ما صدمه....

........

على جانب مظلم كان العملاق طوال تلك الأيام لا يتحدث مع أحد إلا بالاشياء المهمة المتعلقة بالأمر ذاته، ومن ثم يعود لصمته.
فشعوره بأنه قد فشل في حمايتهم وامانهم لا يفارقه، وأنه قد تسبب في أذية أرواح بريئة بسبب جزيرته اللعينة تلك، يقف عاجز عن التصرف وعاجز عن معرفة السبيل إليهم
أصابهُ الاكتئاب الشديد وتدهورت صحته، ومنع اي شخص الدخول إليه لئلا يراه أحد بأقصى درجات ضعفه ومرضه.
كل ما كان يهمه إنه يريد الاطمئنان على اطفاله المتغيبين قبل أن تأتي القوات وتعتقله أو تعدمه كما قالوا له.
مرت ليلة واثنان وثلاثة حتى وجد صغيره "ما" يدق بابه بشدة ويلح للدخول صاحئًا من خلف الباب:-
_وجدت طريقة للوصول إلي نور وتقى، ارجوك اسمعني ليس هناك وقت أكثر لنضيعه.

........




ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Donde viven las historias. Descúbrelo ahora