البارت الأول

1.1K 95 12
                                    

  ( ليا )

حدثتكم ذات مرة عن جمال وروعة الجزيرة وتناسقها، فكيف لي ان اعبر الآن عن مدى روعتها بعد أن تداخل بها اصوات الصغار وضحكاتهم!
لقد بثت الحياة بالجزيرة لأول مرة، وبث الأمان بقلبي معهم.

الحياة علي جزيرة أديل ما أو "الجزيرة السحرية كما يطلقون عليها الصغار" كان لها هدفًا آخر بعيدًا عن كونها حياة سعيدة ذات إنجازات وأملاك وشهادات فقط.
لقد احتمينا به، ووجدننا مرسانا، ليست مجرد حماية وأمان من العملاق فقط، لقد وجدنا اب لنا جميعًا، وحباً لم نعهده من قبل.
تعاهدنا جميعًا أن نكن قلبًا واحدًا وأسرة كبيرة
لم نفرق بين بعضنا البعض أبدًا.

عندما انظر لتشابهنا في الحياة، اجد أننا قد تشابهنا في اليُتم والفقد الأسري. جميعنا أيتام، وتجمعنا على أرض الأبوة والعطاء نفسها.

قديمًا أخبرتني أحدى صديقاتي أن من تتزوج وتنجب بجانب عائلتها، تقل المسؤولية كثيرًا عنها بعناء الأمومة.
لكن عندما أنجبت "ما" ، اسهو بعض الأحيان أنني أنجبت بالأساس وأصبحت أم؛ لأنني لا أراه ولا أحمله ولا حتى ينام بجانبي.
فهو دائمًا وأبدًا مع صديقهُ الأول منذ تكوينه "أديل ما".
كنت اعتقد أنني سأخذ بعض الوقت لجعله لا يخاف من اديل ما مثل الصغار، لكنني تفاجئت أنه يعرفه ويعرف صوته، بل لا يهدأ سوى على كفيه وهو عمره لا يتجاوز الأيام.
أيقنت حينها أن الأطفال برحم الأمهات تسمع وتتعرف على مَن يجاورهم تلك المدة حقًا.
الحب بينهم خُلق فطري وهذا ما أسعدني كثيرًا بقدر ما افتقد تعلق طفلي بي، لكني افخر كثيرًا أن لديه قدوة حسنة مثل ذلك العملاق.

نسيت أن اروي لكم ما حدث بأول ليلة للصغار على الجزيرة.
    ....................... فلاش باك ........................

عندما قام بحملتا اديل ما أنا وصغيري وغيث بين كفيه في البداية اعتقد الصغار أنه يأكلنا أو ما شابه من الخيالات الطفولية لهم.
تعالت أصوات صراخهم ومنهم من توقف تمامًا خوفًا من أن يأكلهم هما أيضًا.
لكنني عندما لوحت لهم بفرحة أنا وغيث واشارنا لهم بالمجئ، قاموا الأطفال الأكبر سنًا بين الست وعشر أعوام بتسلل القارب وركضوا يتسلقون العملاق بفرحة عارمة، وكأنه شخصية كرتونية قد خرجت لهم من عالم ديزني.
كانت تلك المرة الأولى التي أرى بها ضحكة اديل ما واستمع لصوتها.
كم كان مشهد رائع يجلب الدموع السعيدة بالاعين
عندما رأي الاطفال الأصغر سنًا ذلك المشهد توقفوا جميعًا عن البكاء وساعدهم المشرفون بالنزول من القارب واقتربوا منه يريدون أن يحملهم مثلما يحملنا.
اكتشفوا وانتشروا بالجزيرة في جميع أنحاءها واستقلوا البيوت الخشبية كمنزل خاص لكل طفل قادر علي الاستقلال بذاته كمنزل صغير خاص به
وأيضًا المشرفون الذين اعتقدت أنهم قد يرحلون حيثما جاءوا، جلبوا صغارهم وعائلتهم واستقروا بالجزيرة معنا وأصبحت الجزيرة اكبر جزيرة سياحية علي الإطلاق، وأطلق علينا الجزر المحيطة ( بجزيرة البراءة ) منذ تحركنا بقارب الاطفال أمامهم
لا اعلم ذلك الاسم بسبب براءة الأطفال الذين يسكنوها الآن، ولا أن كلمة براءة تعني أن الجزيرة بريئة من كل الاشاعات التي عُرفت بها قديمًا، وليكن فقط تحقق حلمي وحلم كل طفل.

ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Where stories live. Discover now