البارت العشرون

338 38 3
                                    

دلف "ما" بكوخ تقى الفارغ، وأمامه الصغير سليمان الذي ركض تجاه السراحة الخشبية الصغيرة وقام بفتح درجها، وتفاجئ من وجود عدد كبير جدًا من الأحجار الزمردية ذات الحروف النوبية مثل التى يحتفظ بمثله منذ أيام.
شكر سليمان على تلك المعلومة وأخذ جميع الأحجار معه، خبئهم بكوخه بعدما حاول قراءة وترجمة تلك الحروف العجيبة، لكنه فشل لعدم معرفته باللغة النوبية القديمة على عكس والدته.

وسرعان ما تذكر أن بالمكتبة الخاصة بهم يوجد كتاب تعليم لغة نوبية، فقرر أن يذهب ويحضره ويحفظ الحروف ويبدأ بحل الكلمات الغامضة لعله يصل لشئ مهم، كل هذا أخذ منه ثلاثة أيام حتى فهم بعض الحروف والكلمات التى تحتويها تلك الأحجار الملعونة، وعندما شعر أنه قد ترجم جزء بسيط وفهم ما تشير إليه الكلمات ذهب سريعًا وبدون تردد للعملاق كي يخبره باكتشافه لحل اللغز.

بالبداية كان يرفض العملاق دخوله بالغرفة لكنه أصر وأخبره أنه قد وصل لطريقة يجد بها اصدقائه الغائبين، ففتح العملاق له الباب بلهفة وهو يتربص لكل كلمة يتفوه بها.
جلس "ما" وبدأ بخروج الاحجار وترتيبها بطريقة عشوائية هاتفًا:-
_تلك الأحجار هي حل لغز اللعنة.

وبدأ بترجمة كل حجر من خلال العودة للقاموس النوبي بالكتاب، حيث وجد حجر يذكر اسم العملاق وبعض الكلمات الغريبة مثل:-
"اذهب_ضالتك_هي_انت_هناك_جميلة_اديل ما_حاول_لعنة_اهتزاز_فراق_جِد_سوف_تجميع"

وكلمات آخرى كثيرة، لم يفهم العملاق المعنى من تلك الرسائل، وماذا عليه أن يفعل ليجد اطفاله، وأخبر "ما" أنها مكيدة مدبرة لتأخذ طفل آخر مثلما أخذوا من قبل، فحاول "ما" أن يفكر معه بصوت عالي مردفًا:-
_تلك الكلمات من المؤكد أنها تحمل رسالة، أو تريد اخبارك بشئ الجميع يجهله، فذكر اسمك بينهم ليس صدفة.
فاجابه العملاق بخيبة أمل:-
_مَن يريد إخباري بشئ، لن يلجأ لكل هذه الالعايب، إنها لعنة كما قُلت ولن تنتهي إلا بإنتهائي.

سيطر الإحباط على العملاق، واستسلم لأمره المعهود حيث قرر أن يقول وصيته لصغيره وصديقه الذي نشأ بين يديه، وأوصاه أنه لا يخرج أبدًا تلك الوصية إلا عندما تأخذه القوات ويرحل، فذلك الأمر بات محتوم ولا مفر منه.

......
بالخارج تقف نيرة مع أحد اطفال الدار تحاول أن تعلمه طريقة ربط الحذاء الصحيحة، لتجد صوت يأتي من خلفها قائلًا:-
_من الجيد أنني وجدتك هنا.

هي تعرف صاحب ذلك الصوت جيدًا، تلفتت خلفها بصدمة قائلة:-
_إليـــاس؟ أين كنت؟

فتابع هو بتعب وانفاس متقطعة، وحالته يبدو عليها الإرهاق والمرض:-
_لا وقت لدينا، أخبريني أين "ما" ضروري؟

فأخذته وذهبت معه لكهف العملاق، أستأذنت الدخول أولًا ليتفاجئ "ما" بعودة إلياس معها وركض نحوه يحتضنه بشدة، لم يفهم العملاق سبب تلك اللهفة، فهو بالأساس لم يعرف بخبر اختفاءه الأيام الماضية؛ لعدم خروجه من الكهف.
فجلس "إلياس" وبجانبه صديقه أمام العملاق ونيرة وبدأ يسرد لهم كل ما حدث معه من بداية خروجه من الجزيرة إلى عودته الآن، وحديث الحورية الغامض له، عندما قالت له "إن أردت أن تعرف مَن هو صاحب اللعنة، فعليك بمراجعة الصخور"

نظر "ما" بذهول للعملاق وهو يشير للأحجار قائلًا:-
_كما قلت لك، إنها رسالة، شخص يدعوك للذهاب لمكان معين لتكتشف ضالتك كما ذكر بالاحجار.

فتابع حديثه وهو ينقله إلى "إلياس" قائلًا:-
_هل حفظت الطريق الذي يؤدى إلى تلك الصخرة التي أشارت لك الحورية عليها؟

فأجاب إلياس بتعب:-
_لقد ضللت الطريق أكثر من مرة لدرجة أنني اخذت ثلاثة أيام بالبحر حتى عدت، لكن يمكنني المحاولة مرة آخرى.

وقبل أن يكملوا حديثهم تفاجئوا بخبر اسوء مما يمكن، حيث دخل عليهم....

....يتبع.....

ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما Where stories live. Discover now