أولى خطوات الانتقام

371 19 2
                                    

أجسادهم ضخمة لدرجة تكاد قمصانهم تتمزق عليهم. لوهلة، شعر أنهم من المستحيل أن يُهزموا! اجتمع عدد من أفراد القطيع أغلبهم من الأوميغا بسبب تواجد الرجال يا أما في موقع التدريب أو في الغابة حيث يصتادون الحيوانات.

لكن بشكل غير متوقع عاد الجميع وأصبحوا يقفون بجانب النساء بانتظار أن يخرج قائدهم إليهم. حضرت صوفيا أيضًا وبيدها صينية عليها ثمانية كؤوس زجاجية مع زجاجتي نبيذ! حدق الجمهور فيها باستغراب شديد! لقد تمكن البعض من معرفة أن الرجال الذين أتوا هم في الواقع تابعين لقطيع هيذر، فلماذا تقوم صوفيا بإحضار الضيافة لهم؟

اكتمل عدد أفراد القطيع باستثناء المحاربين على الحدود، حتى والدة توفانا التي بقيت حبيسة دارها قد خرجت ووقفت في الصف الأول كما أمرها القائد جونغكوك. المحيط، وإن كان هادئًا فهو يحمل الكثير من المشاعر. الحقد والكراهية يتصدرون قلوب الناس والسخط والغضب يعلون وجوههم! ينتظرون بفارغ الصبر الخبر الذي سينقله قائدهم لهم!

خرج جونغكوك من المقصورة بابتسامة واسعة وخلفه مستشاريه وتلاهم الضيوف الخمسة. وقفوا جميعًا على المنصة بينما ينظرون في وجوه الحضور الذي بات قلقًا من الخِطاب القادم. حمحم جونغكوك بصوتٍ عالٍ ليجذب انتباههم له ثم أردف بصوتٍ جهوري مع الحفاظ على ابتسامته.

«لقد جمعتكم هنا لأنقل لكم خبرًا سعيدًا!... كنت قد طلبت مسبقًا يد ابنة السيد كيليان، قائد قطيع هيذر لتصبح رفيقةً لي ولونا لقطيعي. اليوم، يسرني أن أخبركم أن هولاء الرجال قد نقلوا لنا موافقة قائدهم! سنصبح نحن وقطيع هيذر عائلة عما قريب!»

على عكس القائد السعيد، اصفرت وجوه الناس مما سمعوه قبل لحظات. يتنقلون فيما بينهم بأعينهم، كلٌ ينظر للآخر بصدمة وألسنتهم كأنها قُطعت، غير قادرين على ترتيب جملة واحدة! من بين الجميع، لم تُبدي السيدة فيرنا أي رد فعل، ظلت منتصبة مكانها تراقب قائدها بصمت وملامح فارغة.

صعدت صوفيا إلى المنصة بعد أن اشار لها الألفا بذلك وبدأت بملئ الكؤوس ثم تقديمها للرجال الثمانية متجاهلةً نظرات الضيوف القذرة لها أثناء إعطائهم كؤوسهم! رفع جونغكوك كأسه ليلحقه البقية. «نخب اتحادنا مع قطيع هيذر!» صاح الألفا عاليًا!

راقب الناس قائدهم يشرب نخب أكثر قطيع مكروه من قِبلهم بسعادة عامرة وكم شعروا بخيبة أملٍ فظيعة تجاهه.

الأجواء داخل قطيع هيذر لم تكن مختلفة كثيرًا عن جاره، قطيع بوفارديا. خاصةً داخل منزل خياطة القطيع، حيث تتواجد اللونا وابنتها الوحيدة فايا لإعطاء القياسات للمرأة الأربعينية. تجلس اللونا على مقعد خشبي وتهوي لنفسها باستخدام مروحة يدوية لارتفاع درجة الحرارة بشكل مفاجئ اليوم.

ولسوء حظها فحتى المروحة تعطي هواءً ساخنًا مما يجعلها قليلة الصبر لاذعة اللسان أكثر من السابق. أما فايا، فتقف في منتصف الغرفة وحولها العديد من الأقمشة وأغراض الخياطة إلى جانب عدة فتيات ينظرن لها بأعين فضولية.

الكمد | JKWhere stories live. Discover now