الغميضة

380 23 24
                                    

شكرًا لصبركم على تأخيري. ❤️

اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

___________________________________



ابتلعت فايا ريقها الجاف أثناء مبادلة مولان النظر، وشعور الخوف الذي تسلل إليها قد تسبب بـسير قشعريرة سريعة عبر عمودها الفقري، ارتجف جسدها النحيل إثر ذلك.

أعادت بصرها لزوجها الذي لا يزال واقفًا مكانه للحظات، تتفحص هيئته للتأكد مما إذا أبدى أي حركة، ثم نظرت لطفلتها مجددًا بعد أن خطرت على بالها فكرة قد تهدأ النفوس في هذا المنزل.

«مولان!» تحدثت فايا وهي تسحب كرسيًا للجلوس بالقرب من الفتاة الصغيرة، وابتسامة صغيرة تمتد على شفتيها في توسل.

«أجل!» همست مولان مبادلةً إياها الابتسامة.

«هل ترغبين أن أبقى على قيد الحياة وأعيش معكِ إلى الأبد؟!» استفسرت فايا بأعين واسعة، و جبينها ملتصق بخاصة الطفلة.

«أجل.» قالت مولان دون تردد؛ لتبتسم فايا لها وتعطيها قبلة صغيرة فوق جبينها، بينما تمتد يدها الشاحبة لوضع خصلات شعرها الغرابية خلف أذنها برفق.

«إذن... هل يمكنكِ التخفيف من صدمة أباكِ قليلًا؟» أردفت فايا بتردد بعض الشيء؛ فهي ليست واثقة من مدى تمكن الطفلة الصغيرة من التخفيف عن والدها!

«بالتأكيد!» هتفت مولان بسعادة؛ لكونها سـتساعد في تحسين الوضع المتوتر بين والدها وزوجته الخائفة.

احتضنت مولان بيجامة والدها الرمادية ورأسها الصغير موجه للأعلى حيث يقع رأس والدها. أخذت شفتاها تتوسعان تدريجيًا رفقة عيناها التي ضاقت في براءة، وكفيها قد أخذتا قبضة من البيجامة الناعمة، ثم نادت عليه أثناء محاولة تحريك ملابسه ذهابًا وإيابًا.

«بابا جيكي!» أردفت مولان بصوتها الطفولي وعيناها تلتقطان كل تفصيل من تعابير وجه والدها المغطى بالكريمة، تبذل قصارى جهدها لإخراج أباها من وضعه هذا...

كانت يدا جيكي متدلية بجانب جسده، وعيناه الغرابية مفتوحتان بشدة، مركزتان بالفراغ أمامها. ولكون عقله منفصل عن الواقع؛ أضطرت مولان للصراخ وتوجيه لكمات صغيرة لساقه.

«جروي؟!» همس جيكي بتعجب، وتوتر خفيف يبرق في مقلتيه. أخذ الذئب بضع لحظات لاستعادة حواسه، مرت ذكرى الصفعة سريعًا في عقله كـتذكير له عن سبب وجوده هنا، على هذه الحال!

استدار برأسه نحو المطبخ، حيث تفوح رائحة الريحان؛ لتقع ذهبيتيه في خاصة فايا الباهتة. تلك اللحظة التي جمعت عيناهما في لقاء سريع كانت كفيلة بإرسال رعشات الخوف داخل قلب فايا.

الكمد | JKWhere stories live. Discover now