جوفان، الرجل الصلب

382 22 13
                                    

تندفع ساين بين أشجار الغابة المتشابكة، حيث يتلاشى ضوء الشمس فوق رؤوس الأشجار الطويلة. يتغير الجو بشكل ملحوظ مع كل خطوة تقدمها. تحيط الأشجار القديمة بساين وكأنها تشكل ستارًا طبيعيًا يعزلها عن العالم الخارجي.

تُصدر أصوات الطيور المتنوعة ترنيمة هادئة ومليئة بالحيوية في الجو، في حين تتساقط أوراق الشجر بلطف مع كل هبة من الرياح. تنعكس أشعة الشمس المتبقية على أوراق الشجر الخضراء، مما يخلق لوحة جمالية استثنائية.

تتقدم ساين بخطى ثابتة، وعلى وجهها تعبير حزين يعكس الفراق الذي تشعر به. تراودها ذكريات لحظاتها الأخيرة مع جونغكوك والتي كانت مليئة بالاحتقار. كما أنها تشعر بالحنين للأوقات التي قضتها مع مولان، الطفلة التي تركتها خلفها، ولكنها تدرك أنها لا بد لها من اتخاذ هذه الخطوة.

بينما تستمر في الركض، تتناغم أقدامها مع أصوات الطبيعة المحيطة بها.

اقتربت ساين بحذر من الحدود، تتنفس ببطء مع كل خطوة وتشعر بالرياح اللطيفة وهي تتداول بين الأشجار. اختبأت خلف إحدى الأشجار الكبيرة، تتأمل الأغصان المتداخلة والأوراق الخضراء التي تتراقص تحت ضوء الشمس المتسللة.

نزلت ليليث من فوق ساين و وقفت بجانبها، تحدق بهيئتها التي تحولت من ذئب ضخم إلى هيئة بشرية صغيرة. التقطت فايا الرداء الذي كانت تمسكه ساين بين أنيابها في وقت سابق وسترت به جسدها العاري...

وفي عجلة من أمرها، قلقةً من أن يشعر المحاربون بوجودها ويأتوا لها ويروها عارية، أخرجت فايا فستانها من الحقيبة وارتدته بسرعة. وضعت القلنسوة فوق رأسها وأخذت حقيبتها بيدها، ثم انتظرت أن ترتاح ليليث فوق كتفها لتخرج بعدها للسير باتجاه الحدود.

أثناء سيرها، ارتفعت الرياح بخفة وهبت بلطف حولها، التقطت شذا الأزهار المتناثرة في الهواء وشعرت بنسمات الهواء النقية تلامس بشرتها.

عندما خرجت فايا من بين الأشجار، التقط بصرها عدة محاربين يقفون لحماية الحدود. رأت بينهم رجلاً مألوفاً، جوفان، رفيق مالوري، الذي بدا فظاً وهو يقف بثبات وتعابيره متجهمة بينما يحدق فيها.

أنظار الرجال اتجهت نحو فايا التي وقفت بعيداً عنهم، تراقبهم من مكانها. بدا أن الرجال الذين وقفوا في مكانهم دون حراك معجبين بجمالها، إلا جوفان الذي استمر بالنظر لها بتعابير فارغة ومتجهمة، نظرة غير مفهومة...

بعد أن اقتربت فايا من الرجال، أطلقت كلماتها بصوتٍ ثابتٍ وواثق: «أريد العبور لقطيعي!» لكن جوفان، قائد المحاربين، رد بصوتٍ صارم. «آسف، لكن القائد منع خروجكِ من القطيع!»

بينما بقيت تعابير وجه فايا هادئة وخالية من أي تعبير، كانت الأفكار تظهر من العدم في داخلها بسرعةٍ فائقة. شعرت فايا بالراحة لأن جونغكوك منع خروجها من القطيع، وهذا يعني أن تخمينها السابق صحيح!

الكمد | JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن