رغبات صادمة

382 22 0
                                    

«أنا عائد للمنزل!» انسحب جونغكوك بدوره، سائرًا إلى منزل والديه كونه لم يتزوج فايا بعد! بعد دخوله، ضربت رائحة الطعام الساخن أنفه، ليستغرب ذلك! أخذ حذائًا منزليًا من الدرج ثم خطى نحو الداخل، ليرى فايا تحمل مولان بينما تضع الأطباق على المائدة.

'فايا' تمتم تحت أنفاسه، مستنكرًا وجودها في منزله في ساعة متأخرة من المساء. فقد كانت الساعة العاشرة مساءً، وهي الساعة التي اعتبرها غير مناسبة لتواجدها في منزل عائلته.

ومع ذلك، عندما عادت عيناه لابنته مولان بين ذراعيها وهي تضع أطباق الطعام بلطف على الطاولة، أخفى أي علامة خارجية على اضطرابه الداخلي.

«مرحبًا بعودتك!» تحدثت فايا بصوتها الرقيق، يرافقه ابتسامة صغيرة، ما إن رفعت رأسها عن الأطباق ولاحظت وجود جونغكوك.

«شكرًا.» أجاب جونغكوك بصوت خالي من العاطفة ردًا على تحيتها. شاهد فايا وهي تضع مولان على الأرض بحذر، بينما عينا الطفلة تشع بالفرح؛ لرؤية والدها. «بابي!» صرخت، وركضت نحوه، وضعت ذراعيها حول ساقيه، وكان جسدها الصغير بالكاد يصل لركبته.

شعر جونغكوك بألم في قلبه وهو ينظر إلى ابنته. لم يستطع أن ينكر السعادة التي كانت تنبعث منها، السعادة التي منحتها فايا لها.

احتضن جونغكوك طفلته بين ذراعيه، ليتردد صدى ضحكتها في جميع أنحاء الغرفة، وهو يحملها إلى المائدة. وضعها بعناية على الكرسي الخشبي وأعطاها قبلة على جبينها قبل أن يبتعد، بتعبير غير قابل للقراءة. دون أن ينبس ببنت شفة، توجه إلى غرفته، وأغلق الباب خلفه بهدوء.

في داخل عقله، زأر جيكي بغضب وإحباط، وتردد صدى الصوت في عقل جونغكوك مثل عاصفة لا هوادة فيها.

«لماذا لم تطردها بحق الجحيم؟!» صرخ جيكي بحنق.

أطلق جونغكوك زفيرًا عميقًا، وكان إحباطه واضحًا في تعابير وجهه الممتعضة. «كيف أطردها ومولان هنا؟! هل فقدت عقلك؟!» أردف جونغكوك بذات حدة صوت ذئبه.

مرت دقائق قبل أن يخرج جونغكوك من غرفته وهو يرتدي ملابس المنزل المريحة. راقبته فايا عن كثب، وبحثت عيناها سرًا في وجهه عن أي علامة انفعال. بقي تعبير جونغكوك فارغًا وهو يجلس مترأسًا الطاولة.

أراح نفسه على المقعد ثم بدأ في إطعام مولان، بحركات لطيفة ترافقها ابتسامة ودودة، لكن عقله في مكان آخر، ضائع في بحر مضطرب من المشاعر المتضاربة. من جهة، ذئبه لا يكف عن التذمر والصراخ. ومن جهة أخرى، فضوله عن سبب وجود فايا في منزله يكاد يلتهمه.

عندما أخذ رشفة من الحساء، ظهر وميض من المفاجأة على وجه الغرابي، وسرعان ما تم استبدالها بقناع من اللامبالاة. الطعم لذيذ بشكل غير متوقع. دون أن يظهر ذلك، قرر جونغكوك الاستمتاع بالوجبة مع مواصلة إطعام ابنته.

الكمد | JKWhere stories live. Discover now