سمعة وشرف

389 24 6
                                    

شخر جونغكوك بسخرية من جوابها، بدا الأمر من وجهة نظره وكأنها تضع حججًا سخيفة ليتم زواجها منه. «سمعة؟! شرف؟! لا تضحكيني، أنتِ لا تمتلكينهما من الأساس!»

شعرت فايا بغصة في حلقها عند سماع ذلك، لم تكن آمالها مرتفعة منذ البداية بخصوص ردة فعله، هي لم تنسى ولو للحظة أنه قد أرسل فستانًا يشبه فستان رفيقته الراحلة في أهم يوم لها. لكنها لم تتوقع أن يقول لها كلامًا كهذا!

تمسكت فايا بجوانب فستانها النيلي بقبضتيها وشددت عليها، في محاولة لكبح رغبتها في لكم جونغكوك وتحطيم أسنانه.

«أتعرفين ماذا؟!» تحدث الغرابي مجددًا، لكن هذه المرة، امتلأ صوته بالاستنقاص والازدراء منها. «أنا حقًا لا أعرف لماذا تفاجأت بسؤالكِ! ماذا كنت أتوقع من فتاة تخلت عن عائلتها وسمحت بموتهم بتلك الطريقة!»

امتعضت ملامح فايا كلما استمر جونغكوك في الصراخ في وجهها، لقد أرادت التحدث والدفاع عن نفسها، أرادت أن تصرخ أيضًا وتخبره أنه يؤذيها بكلماته. لكنها كانت تعرف أنه لن يعطيها أي مجال، خاصةً أنه يستخدم عدم شفاعتها لعائلتها وسيلة للتقليل منها!

وسط كل الاضطراب الذي يحصل داخل غرفة المعيشة، خرجت مولان من غرفتها وهي تفرك عينيها. أما ليليث فكانت تقف على كتفها وعينيها على فايا التي تُخفض رأسها ويديها تتشبثان بفستانها!

«ابي، لماذا تصرخ؟!» سألت مولان بنبرة ناعسة وهي تسير لوالدها بخطوات مترنحة.

لانت تعابير جونغكوك الحادة بمجرد الالتفاف لابنته، أخذها بين ذراعيه ثم مرر أصابعه فوق ظهرها وهو يهمس لها. «انا آسف على إيقاظكِ صغيرتي!»

سارت ليليث بعيدةً عنهما باتجاه فايا ثم تسلقت فستانها من الأمام إلى أن وصلت لخصرها، رفعت رأسها لتصبح عيناها الزرقاء مقابل عينا فايا الباهتة ثم فرجت شفاهها وكأنها على وشك أن تموء، لكنها أغلقتهما بمجرد التفاف جونغكوك لناحيتهما!

«فايا، هل تريدين النوم معي؟!» أردفت مولان بابتسامة ودودة وعيناها لا تزالان ناعستان. تمسك جونغكوك بابنته وشدد على عناقها محاولًا كبح غضبه، وقبل أن يردف بالنفي عوضًا عن فايا، أردفت الأخيرة وهي تحمل ليليث بين ذراعيها.

«أود ذلك، لكن يجب أن أعود للمنزل!»

كان واضحًا لجونغكوك الغصة في صوت فايا، غصة البكاء. لكنه لم يتحدث أو يفعل شيئًا بينما يشاهدها وهي تقترب منه.

عندما وقفت فايا بجانبه، انتشرت رائحة الريحان الهادئة، قامت فايا بتمرير أناملها فوق الخصلات المنتشرة فوق جبين مولان و وضعتهم خلف أذنيها ثم أعطتها قبلة فوق  جبينها، أنفها، وقبلة أخيرة صغيرة فوق شفتيها.

رائحة الريحان لم تُهدأ مولان فقط، بل حتى غضب جونغكوك قد تلاشى. وهذا أكثر ما سبب الرعب في قلب جيكي الواقف داخل عقل جونغكوك، يشاهد فايا وهي تضع ليليث بين يديّ جروه الصغير.

الكمد | JKWhere stories live. Discover now