نظرت له بغضب و عدم تصديق.
"أقف هنا منذ ١٠ دقائق ، عطّلت عملي مُنتظرة لطلبك السخيف و بالنهاية و بكل بساطة تطلب كوباً من القهوة؟ هل فقدت عقلك اللعين أم ماذا؟ المطعم مليء بالزبائن الذين ينتظرون أن يؤخذ طلبهم و أنت...." صرخت في وجهه ، لم أعد أحتمل سلوكه البارد و اللامبالي ، لكنه قاطعني.
"لم يُخلق بعد من يرفع صوته علي! يبدو أنكِ لست بحاجة إلى وظيفتك المثيرة للشفقة لتتحدثي بهذه الطريقة إليّ." قالها ببرود ، لكنني أستطيع الشعور بغضبه.
ظلّ يحدق بي ثم فتح فمه ليضيف شيئاً ، لكن صمت عندما ظهر المدير و يبدو أنه غاضب.
رائع ، هذا ما كان ينقصني.
"ماللعنة التي تحدث هنا!." صرخ بوجهي المدير و ذا الشعر المجعد إبتسم إبتسامة جانبية ، يبدو أنه سيستمتع الآن.
"هذا الزبون عطلني عن عملي! فأنا أنتظره منذ ١٠ دقائق و كل ما طلبه هو القهوة!." رميت يدي على جانبي بمعنى الإستسلام.
أجبته و أنا أعلم ما نهاية هذا الجدال. أمسك المدير معصمي بقوة و نظر لذا الشعر المجعد و قال."أعتذر عن ما بدر منها سيد ستايلز ، سأكون مُمتناً إن تبعتني إلى مكتبي لنتناقش بهدوء."
المدير يريد التناقش؟ و بهدوء؟.
ضحكت بسخرية في داخلي ، مديرنا أبعد ما يكون عن الهدوء في نقاشاته. زاد فضولي لأعرف من هو سيد ستايلز و مالذي يفعله ، جرّني خلفه مُمسكاً لمعصمي إلى أن وصلنا لمكتبه.
"حسناً سيد ستايلز ، أترك لك حرية إختيار عقوبتها."
نظرتُ للمدير."ماذا؟!."
قلت ناظرة للمدير الذي يُرمقني بنظرات تكاد تخترق جسدي ، تحدث المدعو سيد ستايلز مُتجاهلاً ما قلت." حسناً ، أظن أنني سأعفو عنها هذه المرة ، يبدو أنها لم تعلم بعد من أنا ، أنا واثق بأنها ستعلم بدءاً من الآن ، و لكن أرجوا أن لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى."
لم أستطع منع نفسي."ماللعنة!".
أكمل المدير متجاهلاً ماقلت. "شكراً لك سيد ستايلز ، أعدك لن يتكرر هذا ، و طلبك سيصل إليك الآن و هو على حساب المطعم."
تحدث المدعو بالسيد ستايلز."حسناً ، لكن لدي شرط ، لا أريد أي من نادليك خدمتي ، أريد الآنسة اوليفيا أن تتكفل بخدمتي بكل مره آتي إلى هُنا."
قلت بعدم تصديق."هل تمزح معي؟!".
"حسناً. لك ما تطلب سيد ستايلز." ، لا أعلم ما مشكلتهم ، لما و اللعنة يتجاهلونني و كأنني سلعة ما؟! اذا كان لا يريدني أن أتحدث لما أحضرني إذاً؟.
كم أرغب بصفعهم الإثنان.
" حسناً سيد جونثان ، سأنتظر بالخارج." قال سيد ستايلز مغادراً الغرفة. أعلم تماماً مالذي سيحصل الآن.
" هل يمكنكِ الآن شرح ماللعنة التي كنتِ تحاولين فعلها؟ كيف تتحدثين لشخص كهذا بتلك الطريقة؟."
صرخ المدير حالما خرج ذلك الأحمق.
"سيد جونثان ، أنا حقاً لم أكن أعلم من هو ، لكنني أخطأت ثم إعتذرت له مرتان ، لكنه ضخم الأمر." قلت مبررة موقفي.
" إنه سيد ستايلز! هاري إدوارد ستايلز أيتها الغبية! ، إنه يمتلك نصف نيويورك ، إنه حتى المسؤول عن حصولكِ على راتبكِ أيتها الحمقاء!".
لا أخفي الآن أنني متفاجئة ليس قليلاً بل كثيراً ، ليس من وقاحة الأحمق الموجود أمامي ، بل لأن ذلك الأحمق الآخر بدا لي أنه قريب من عمري ، كيف لشخص بسن صغيره يمتلك نصف نيويورك؟.
قطع تفكيري صراخ المدير مجدداً. "إذهبي إليه الآن و أحضري له طلبه و إلا سأطردك ، إن لم يعفُ عنكِ السيد ستايلز لكنتي طُردتي منذ زمن ".
غادرت غرفته دون أن أنطق بكلمة ، الجدال معه لن يجلب لي شيئاً.
ذهبت إليه حاملة كوب القهوة ، رأيته ينظر لي بأبتسامه خبيثه على شفتيه ، كيف له أن يكون بهذه القسوة و البذاءة؟.
وضعت كوب القهوه أمامه ، و عندما هممت بالذهاب سمعته ينادي بإسمي ، صدمت لمعرفته إسمي لكنني سرعان ما تذكرت أنني أرتدي بطاقه تحمل إسمي عن يمين صدري.
"أريدكِ أن تضلّي واقفةً هُنا حتى أنتهي من كوب قهوتي." نظر لي مستكبراً ، بدأت أرغب بقتل الرجل المدعو بهاري إدوارد ستايلز.
أدرت عيناي و وقفت مكاني حتى ينتهي من قهوته ، و حالما فعل ، نهض ثم أمسك بيدي و وضع بها دولاراً.
"خُذي هذا ، إحتفظي به و إنظري له كل يوم تنسين فيه إسمي ، السيد هاري إدوارد ستايلز."
قالها ثم غادر المقهى فور إنهاء جملته ، أما أنا فبقيت مكاني أستوعب مالذي حصل للتو بحب الإله!.
مغفل كبير ، فقط لأنه غني لا يحق له التعالي و التصرف بوقاحة!.
بقيت اليوم كله غاضبة إلى أن عُدت إلى منزلي ، رميت نفسي فوق سريري ، لم أكلف نفسي عناء تبديل ملابسي ، لم يكن يشغل بالي سوى المدعو بهاري ستايلز و سلوكه مؤخراً ، كم أرغب أن أعود بالزمن كي أصفعه بقوة حتى أرى الارض مليئة بدمائه.
-:-:-:-:-
مرت ثلاثة أيام ، و هو لم يأتي يوم إلا و قد رأيته به ، لم يكن ينقصني إلا شخص كهاري ، كنت ذاهبة إلى المنزل فالساعة شارفت على أن تكون بالثامنة حتى سمعت المدير ينادي جميع النادلين والطآهين.
"ستزداد فترة العمل من الساعه الثالثة إلى الساعة العاشرة ، إنصرفوا الآن ، سيبدأ هذا النظام غداً."
إمتلأت الغرفة بتذمر الجميع من زيادة فترة ساعات العمل ، جدياً من سيكون سعيداً بأنه سيمضي مزيداً من الوقت مع مدير كهذا؟.
وجدت صعوبة في التأقلم مع زيادة عدد ساعات العمل ، لكن أعتقد بأنني سأعتاد عليه لاحقاً.
YOU ARE READING
الجانبُ الآخر.
Fanfictionالقصة فازت بمسابقة الواتيز لعام ٢٠١٦. "الأحداث تحول بيني وبينكِ ، رغم ذلك ، أشعر بأن كثرتها تجعلني أقتربُ منكِ أكثر كُل مرة ، و أنا أُحبّ ذلك." Harry Styles Fanfiction. الرواية لا تمد للواقع بأيّ صِلة ، لم يتم إقتباس أي نص أو فِكرة من أيّ روايةٍ أخر...