الفصل الثلاثون.

8K 461 154
                                    


"منذُ متى؟" قال هاري بصوت منخفض وهو يقترب مني ، جعّد الورقة التي بين يديه ، إنه غاضب تمامًا.

"منذُ يومين."

"هل فعل لكِ شيئًا من قبل؟." قال بنبرة تحذيرية.

"لا ، حتى الآن هذا ماقد وصل إليه."

تنهد هاري و إستدار ليقابلني ظهره العريض ، إلتفت لي مجددًا وتحدث. "أنتِ في خطر أوليفيا."

"أعلم." تنهدت ، بقي هاري يمشي ذهابًا وإيابًا، توقف فجأة ونظر لي.

"ستغادرين منزلك." قال هاري لأتفاجأ مما قاله.

لا يُمكن أن يكون جادًا ، ليس لديّ مكانٌ سوى هذه الشقة اللعينة وهو يطلب مني الخروج منها؟.

"هاري، أنت تعلم بأنه ليس لدي مكان آخر لأعيش فيه ، كل ما أملكه هو تلك الشقة ، إن غادرتها فإلى أين سأذهب؟ إلى الملجأ؟."

لم يقل شيئًا ، بل ظل ينظر لي ، هز رأسه يمينًا ويسارًا ونظر نحو الأرض ، بدا لي أنه يفكر بشيء ما.

"أوليفيا..." قال ليكسب إنتباهي ، لِما يبدو أنه متردد؟.

"يمكنكِ العيش في منزلي.." توقف ليرى ردة فعلي.

إتسعت عيناي في ، أنا؟ في منزل هاري ستايلز؟ أحاول أن أستوعب أنه بنفسه قد طلب مني ذلك.

"لكن..." قلت لكنه قاطعني ، ليس وكأنه لدي شيء لقوله ، لذا صمتت و إستمعت لما سيقوله.

"إستمعي لي أوليفيا ، كلانا يعرف مالذي قد يحصل إذا بقيتي وحدكِ ، لقد هددكِ بالخطف ألا تدركين ذلك؟." قال ونبرة صوته إرتفعت قليلًا.

"هاري إهدأ قليلًا، حسنًا؟." تنهد هاري وقام بفرك عيناه.

لا أعلم من الذي يجب عليه أن يقول للآخر إهدأ!.

صمتت أفكر بعرضه ، مالذي قد يحصل إذا قبلت عرضه؟ أعني... منزله مؤمّن بالحراس في مداخله ، وأيضًا مليء بالخدم ، على ما أذكر ..

أما شقتي ، فكما يبدو أنه لا يوجد بها أي حراس ، لايوجد أي خدم ، و أي مخلوق بالعالم يستطيع إقتحام أي شقة أراد ، هذا المبنى قديم ، فلن يكون الأمر صعبًا.

"هاري ، أنا حقًا لا أريد إقحامك في مشاكلي ، لستَ مُضطرًا لفعل كل ذلك."

نظر لي وبدأ يقترب نحوي ببطىء. "لكنني أريد ذلك."

لا اعلم لما شعرت بنبضات قلبي تتسارع ، إهدأي اوليفيا.. إنه يفعل ذلك كصديق لكِ ، تبًا ، بدأ عقلي بتخيلاته..

"لماذا؟." إستجمعت نفسي أخيرا لأسأله.

نظر نحو الأرض لوهلة ثم رفع بصره لعيني مباشرة. "لأنني فقط أريد ذلك."

صمتت ، ليس لدي شيء لقوله كالعادة ، اكتفيت بالإيماء ، عدت للواقع عندما تذكرت أننا لازلنا بالخارج.

الجانبُ الآخر.Where stories live. Discover now