[ الفصل الثامن ]

3.6K 289 60
                                    


عندما نعودُ بذكريتنا للبعيد ربما تفتحُ جروحٌ عميقة كنّا قد بذلنا جهدنا لكِ ندفنها ونخفيها عن أنفسنا ..
ولكن بما أن المياه لا تبقى راكدة دائماً فهناكَ بعضَ الأوقات قد ندفعُ بتلكَ الذكريات للأمام في لحظة غضب فنخرجها بانفعال .
هي لحظة قد تعميّ أنفاسنا عن حقيقة الجهد الذي بذلنا وقتاَ طويلاً لكِ نقومُ فيه بدفن تلكَ الجروح .

شعورٌ بالندم الكبير يغلفُ قلب إيفان الذي كان مفعماً بالحماسة والاشتياق والتي تناثرت كذرات الهواء ما إن فجّرّ غضبه على صديقه رولند .. فلم يكن له سوى أن يحركَ قدميه بيأس ثمّ يتقدم ببطء ناحية جدار القصر الذي خرج منه ليجلس مسنداً ظهره غائصاً في دوامة من الأفكار التي تشعره بالاختناق تدريجاً والذي جعله غيرَ قادرِ عن الابتعاد قليلاً من هنا .

ـــــــــــــــ

ـ أرجوك قابله مرةً أخرى .
تلكَ الجملة تردد صداها على مسمع رولند الذي أخذَ ينظرُ لذلك الشاب الذي يطلبُ منه برجاء صادق أن يعودً لصديقه ,  يشرحُ له بانفعال كيفَ أنه لم يقصد أن يغضب عليه أو حتى يقابله بهذه الطريقة ..كيف التقى به وكيفَ كان وجهه وهو يحدثه عنه بل كيف حزن عندما لم يجده عنه ..

ابتسمَ رولند ابتسامة صافية تريحُ قلبَ كل من يراها حتى أن من أمامه توقفَ عن الشرح وهو يرى ابتسامته التي بدت أنه لم يغضب بتاتاً على ذلك الشاب الصغير وكأنما يعرفُ مسبقاً بما يشعرُ به ... وهذا ما كانَ حقيقة فلا زالَ يتردد على قلبِ رولند مقوله إيفان التي يثقُ بها قبل أن يفترقا .
[ ـ عندما أعود سأغير من نفسي ]
لم يستطع ألفريدو أن يقولَ المزيد وكأنما تلكَ الابتسامة أخبرته أنّه ليسَ عليه القلق فلم يملكَ سوى أن يخفف من انفعاله ويضعَ يده على كتفِ من أمامه .
ـ إذا أذهب .
ـ ما الذي تتفوه به يا ألفريدو ؟! .
قطع تلكَ اللحظة صوتِ ميلان الغاضب الذي لم يعجبه المشهد الذي حيكَ أمامه بكل صدق فأخذ يرمقُ ابنَ عمه بنظراتِ غاضبة ,
علمَ الشخصُ المعني بما يشعرُ به ابن عمه فدفعَ رولند بيديه وقالَ له وكأنّما يخالفَ ذلك الصوتَ الذي حملَ في داخله الكثير من الغضب والحقد .
ـ قلتَ لك اذهب .
تردد رولند وهو يرى شكلَ سيده ومزاجه الذي تغير ولكنَ دفعه ألفريدو بثتْ في قلبه الإقدام مما جعله يحركُ قدميه باتجاه البوابة متجاهلاً أوامر سيده .

ارتاح الفريدو لرؤية ذلك الشاب يغادر مما جعله يعودُ إلى الواقع الذي هو فيه محاولاً التفكيرِ بأقصى سرعة بأن يقومُ بحل المشكلة التي ستحصلُ قريباً مع ابن عمه والذي يعلمُ يقيناً بأنه لا يحبُ أي تعامل لطيف مع أي من الخدم مما جعله يمسكُ بيده عنوه ويسحبه معه لداخل القصر غيرَ مكترثِ لاعتراضه ولا حتى لصوته الغاضب الذي يستفسر عن سبب تصرفه مع أحد خدمه بتلكَ الطريقة .

خادمي كانَ صديقي !!Where stories live. Discover now