[ الفصل السابع عشر ]

3.9K 272 200
                                    


أقلامٌ خشبية متعددة الألوان تناثرت حولَ ركبتيها التي تلامس الأرضية .
ابتسامة شقتْ شفتيها الوردتين الصغيرة وهي تحركُ أصابعها بالقلم بكل سعادة وسرور ..فبدت وكأنما تلونُ الحياة بيديها وترسمُ فرحتها  ..

منذُ أول خيط للفجر .. وهي تحاول بأكثر من طريقة لتجعله يستيقظ من تلقاء تفسه فتارة تطبعُ قبلة على جبينه وتارة تطببُ على مكان الجرح الذي أصابه وأقلقَ قلبها الصغير فكانَ الأخير غارقاً في النومِ تماماً ولم يشعر بكل ما تفعله .. فجسدهُ المنهك رفضَ ما أملاه عقله اللاوعي في رغبته بالنهوض باكراً .
فانتهى الأمر بأن أحضرت ألوانها الخشبية وأخذت ترسمُ بحرية .

قلبٌ أحمر .. زهور وردية بالإضافة إلى شمسِ بلونِ أصفر .. سيارة صغيرة ..كل ذلك رسمته على ورقة بيضاء بشكل طفولي للغاية بعد أن تركت كتيبَ التلوين .

خرجَ أخاها التوأم بشعره الأشقر المبعثر فقد استيقظ لتوه .. وضعَ كلتا يديه يفركُ بها عينيه وأخذً ينظرُ باحثاً عن أخته التي لم تكن في الغرفة ونهضت قبله .
سمعَ حركة خفيفة فقاد قدميه إلى حيثُ رأى طيفَ لين .. رآها تنظرُ للأرضية وهي تبحثُ عن شيء لم يتضح له فأثر النعاسِ لم يبتعد بعد عنه.. اقتربَ منها حتى وصل لها وهمس بصوته الناعس .
ـ ماذا تفعلين أختي ! .
فزعت ما إن سمعت ذلك الصوتْ.. تركت بحثها عن اللون الذي كانت تريده واندفعت نحو أخيها وهي تضعُ كلتا يديها حول فمه تمنعه من الكلام .
بعينيه الناعسة التي لم تدرك ما يحصل .. أخذ ينظرُ لها بفضول واستغراب وبدلاً من أن تجيبه على سؤاله ..قامت بدفعه بخفه ليصبحَ أمامَ الأريكة ويجدَ رولند النائم .
أبعدت يديها عن فمه واقتربت تهمسُ في أذنيه  بصوتٍ خافت .
ـ أتذكر ما أخبرتنا به أختنا ميدوري ألا نجعلَه يستيقظ عندما يكونُ نائماً هنا .
أومأ برأسه موافقاً وقد فهم تماماً .. ولكنه لم يمنعه من معاودة النظر إلى النائم بفرحة بالغة طردت بقايا النوم من جفنيه .. فقد مرّ وقت لم يره فيه..
أخذت عيناه تحدقانِ بتفاصيل وجهه وسرعان ما لاحظ اللصقة الطبية التي أخذت حيزاً في وجه رولند المرهق .. اقترب منه بغير شعور وقد بدى عليه الألم وهو يرفعُ يده الصغيرة نحو موضع الألم .
- هل يؤلمه !؟ .
اكتسى وجهها حزنٌ طفيف واقتربت من أخيها مرة أخرى تهمس  .
ـ إنني أصلي بأن يختفي جرحه بينما أقوم بالرسم والتلوين .
اتسعت ابتسامته وظنّ بأنّ ذلك سيكونُ مفيداُ همسَ بصوتِ منخفض هو الآخر .
ـ سأقوم بغسلِ وجهي وأتي لأصلي معك .
ابتسمت بسعادة بالغة وأومأت برأسها موافقة ..
جاء لير مسرعاً ما إن مسح وجهه بقطراتِ الماء ..
وقفا أماما رولند وتمنيّا كثيراً وهما يغمضا أعينهما بأن يشفى ذلك الجرح  وأن يذهب الألم عنه ويزول ..

خادمي كانَ صديقي !!Where stories live. Discover now