[ الفصل الثامن عشر ]

3.6K 249 159
                                    



قرأ ذاتَ مرة أن الفرصة تأتي مرة واحدة وبشكل خاطف ..
لذا إذا أردت تحقيق أو إنجاز شيء فيجبُ عليك استغلالها ما إن ترى الوقت المناسب لرؤيتها.. فلربما تحققُ فيها مراداً تمنيته منذُ أزل أو تحررَ من شيء يتشبثُ بك ..

كما هو الحال معه تماماً فقد قرر استخدام هذه البطاقة حيثُ فرصته بعدمِ وجود أخته التي أقنعها وبشقِ الأنفس بأن تذهب لحضورِ محاضراتها رغمَ عنادها الكاسر ..
بالإضافة إلى بِينْ الذي أرسله في مهمة وهمية بحجة الاستعداد لمقدم والده الذي سيأتي قريباً و لم يعلم أنه في الطريقِ إليه .

مدّ ذراعه نحو عكازه الأبيض الذي أعطاه إياه الطبيب في حالة إن أراد التحرك بنفسه .. فقد استعجل بطلبه ..
ففكرة أن يلازم السرير بدونِ أي حركة جعلته يشعرُ بالتصلب وكأنما أحدٌ يقيد جسده .
ابتسامة سعيدة ارتسمت على شفتيه وهو يمسكه بيده بإحكام فهو يريد أخذ حريته في بيته وليسَ هنا بين رائحة المستشفى .

كاد يسقط في أول محاولة له للوقوف فهذه هي أول مرة له بدونِ مساعدة أحد .
اتكأ على السرير من خلفه .. رويداً رويداً استطاع موازنه نفسه ورفع قدمه المصابة عن الأرض ..
وهكذا استطاع المشيء ببطء بمساعدة عكازه ..
وصل إلى مقبضَ الباب فتسللت الفرحة إلى قلبه ...
هو يشعرُ بأنه أحدُ أولئك الأبطال الذي يقرأ عنهم في كتبِ الروايات الذين ينتهزون الفرص وينجحون فيها .
تأكد من التريكو التي يضعها على رأسه حتى لا يتعرف عليه أحد فقد كانت هدية من أخته أليسا بمناسبة افتتاح مطعمه ...
وعندما تأكد من كل شيء بدأ بالشروع في خطه هروبه .

كانت خطته الأساسية بل و الأضمن بدرجة كبيرة هي بالنزول من خلال سلالم الطوارئ حتى لا يراه أحد وهذا ما فعله تماماً ...

ما إن عكست عيناه مرأى تلك الدرجات الكثيرة التي يتوجب عليه نزولها حتى تزعزع للحظة .
شعر بالتوتر وهو يرى الأمر صعباً لكن كما يؤمن بداخله بالنجاح فقد قرر البدء بخطوة واحدة وستتوالى الخطوات من بعدها ..
نجحً في الأولى ببطء شديد فعرف الطريقة وتسهل الأمر بقرارة نفسه .. لكن ما إن وضع قدمه السليمة على الخطوة التالية حتى أخذ يفقد توازنه فهو لم يعتد بعد على استخدام العكاز ...

كاد يسقط للأمام ويحصلُ على إصابات إضافية فلطفَ به القدر .
وضعَ يده على قلبه الذي فزع كثيراً وأخذ يتخيل كيفَ سيكون إن سقطَ بالفعل ..

لم يردِ المخاطرة بنفسه وشعرَ بالتردد كثيراً فقرر أخيراً العودة إلى الطريقة السليمة واستعمال المصعد كما هو المعتاد فسيكونَ آمن بعكس استخدام السلالم وأخذ يسمي ذلك بالخطة البديلة .

.....

توقفت السيارة السوداء أمام بوابة المشفى الداخلية .. فخرجَ منها السيد هايدن مسرعاُ يريدُ طمئنه عينيه برؤيته فسبقً بذلك ميلان الذي نزل بعده ..

خادمي كانَ صديقي !!Where stories live. Discover now