[ الفصل العشرون ]

4.2K 260 225
                                    



أمَل في الحصول على شَيء أَو في حدوث أمر مُرتَجَى 
هذا هو معنى الانتظار الذي يبغضه غالبية الناس , بينما لو بحثوا في طياته فلربما كانَ خيراً ..

ما لذي يدفع البشر للاستعجال ونحنُ كثيراً ما سمعنا بأن في كل تأخيره هي خيرٌ لنا قد يظهرُ أثرها قريباً أو بعد زمن طويل .
ما المهم فيه هو أن الأمل المتعلق بتلك الكلمة إما أن يبقى ثابتاً أو قد ينقطع
ولكن حذاري فإن كان مهزوزاً فإنه سيختفي بالتدريج وننسى كل شيء عنه.
جميعنا ذقنا طعم الترقب المرّ  ..  وحلّوه ما إن تحينَ جائزته ...

فلماذا لا ندعُ الزمنَ يُسيرُ أيامنا ونرضى بحكمِ ما يحدثُ في طياتها وإن طالَ ما نريده ونتمناه !؟ .

--

ملامحُ البشاشة كانت ملازمة لها وهي ترتقبُ مجيئه وظهوره من خلفِ الباب .
ولكن طالَ الانتظار وكانت نتيجته بأنْ ذبلتْ الحماسة في عينيّ الصغيرين  فبدت معدتهم تُقرص من الجوع .

بعد طولِ ترقبْ فتحَ الباب  ،
خفقَ قلبها النابضُ سعادةً وأسرعت في خطاها وابتسامة حبّ احتلت مكانها بينَ شفتيها .
  ولكن خاب ظنها ما إن رأت مقدمَ غيره !  ..
تبدلت بشاشتها إلى حزن قاتم وبدت تصدق إحساس قلبها بعدمِ حضوره رغم أنه وعدها بمجيئه الليلة مبكراً .

لاحظ القادمُ الجو الكئيب الذي كانَ يعشعشُ في الأرجاء والذي كان مصدرُ انبثاقه هو ميدوري التي انعقدَ حاجبيها وهي تنظرُ له بخيبة أمل  حتى أنه  أُلْجِمَ عن إلقاء التحية .
سارع مستفسراً ليعلم سبب ما يحدث .. فالصغيرين اكتفيا بتحيته من أماكنهما بابتسامة على غيرِ المعتاد بينما بدأ ظهور الفتورِعلى وجهيهما والنعاس الذي أخذ يستوطنُ أعينهما .
ـ ما لذي يحدثُ هنا !؟ .

استفاقت من حزن قلبها على آخر أمل كانت تريده في ظهوره ، اقتربت وقد أخفت تقاسيم ما تشعر به بستار الابتسامة .
ـ مرحباً إيفان .. لقد تأخرت في المجيء .
لم يطمئن قلبُه لجملتها ،  كل ما يراه أنها تبدوا شاردة الذهن وكأن هناك  ما يأكل إحساسها بالواقع .. فمنذُ متى هو يأتي إليها بخبرٍ مسبق ؟! .
وضع يده على كتفها علهُ يعيدُ إليها حاضرها .
ـ .. بل أنتِ من تأخرت انظري كم الساعة الآن .

خادمي كانَ صديقي !!Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora