[ الفصل التاسع ]

4.7K 291 73
                                    





فجرٌ ساكن يملأُ سماءه غيوم الذكريات
و تفوحُ منُه رائحة الألم المدفونُ بداخلِ القلوب ..
هوَ بدايةُ صبحِ ستشرقُ فيه شمسُ يومِ جديد ..
لكنّه مشابه تماماً لعبقِ أوراقِ الماضي الخفيَّ.......

.....

شعرَ بنسمات الصباحِ تداعبُ وجنتيه ففتحَ عينيه , لم يحركُ جسده بل بقيّ كما هو .. جالسٌا على أعتابِ القصر الفسيح مسنداً برأسه مراقباً سكونه الهادئ ...

وشاحٌ بلونِ الرماد يلتف حولَ رقبته وعليه ملابسَ عاديّه غيرَ تلكَ الرسمية , شعرهُ الفوضوي الذي فضّل تركه كما هو منذُ أن استيقظ من نومه ..
كلّ ذلك يدلّ على تحرره من كلمة خادم التي لا زالت تتمسكُ به ولا تريدُ فيها مفارقته وكأنما خيوطِ القدر تلتفُ حوله بالخفاء ..

على صوتُ أنغامِ العصافير المستيقظة حركَ قدميّه لقضاء يومه بعيداً عن أحضان هذا المكان الذي يضمُ بداخله شخصاُ لم يكن عليه أن يلتقيّ به كما في كل صباح ....
ما إن حطت قدمه خارج عتبات القصر ونظر حوله حتى رأت عيناه تلك اليدَ التي تلوح على بعد مقربة منه ..
وكأنما كانت تنظر لحظه خروجه منذُ مدة , ابتسامة مريحة كانت ترتسمُ على ملامحه وكأنمّا كانَ يأملُ بشغف خروجَه.
عندما رأى صاحبُ الروح الطيبة تلكَ المشاعر الخفية لصديقه لم يملك سوى أن يردّ عليه بأن يلوح له بيديه مع ابتسامة مماثلة لتلكَ التي ارتسمت عليه .
ـ هل بإمكانكِ الخروجُ حقاً ؟! .
ها ما قاله فور وصولُه عنده مما جعلَ رولند يلاحظُ كميّة القلق المرتسمة على جملته تلك والتي يريدُ بها إخباره أنّه حقاً ليسَ مضطراً للخروج بسببه .
ـ لا تقلق إنّه يومُ إجازتي .
ما إن سمعَ إيفان بإجابته حتى شعرَ بأنّ جبلاً ثقيلاً قد انزاح من قلبه فهوَ حقاً لا يريدُ أن يكون عبئاً عليه.

ارتسمت على وجهه ابتسامة هادئة عندما رأى يدّ صديقه التي وضعها على مكان قلبه .. مما جعله يمسكَ بيده تلك بكلّ لطف ليشعره بأنّه ليسَ في حاجة لأن يقلق على شيء , وهذا ما أثرَ في نفسِ إيفان فربما لن تكونَ لديه فرصة ليشرح كل ما في صدره وينثرهُ عليه دفعة واحدة , ولكن الأجواء التي يخلقها له صديقه حالت دوَن ذلك .

انطلقَ الصديقان سويةً يتخلل حديثهم بعض الأشياء البسيطة عما يشاهدوه ... فها هو رولند يبدأ بتعريف بعضِ الأماكن لـ إيفان الذي طلب منهُ ذلك , فليسَ الجوّ مهيأً لنفسه ليتحدثَ هو .

أخذَ يستمعُ جيداً لما يقوله ويستفسر عن بعض الأشياء فهو من اليوم سيعيشُ هنا في هذه المدينة بالقربِ من أصدقائه .

خادمي كانَ صديقي !!Where stories live. Discover now