[ الفصل الرابع عشر ]

3.7K 252 124
                                    



على وجهه ظهرت ابتسامة محبة وها هي يده فوقَ كتفِ زوجته التي تجلسُ بقربه وفي حجرهما طفلهما الصغير الذي لم يتعدى السنتين .
جميعهم يوجهون أبصارهم ليلتقطوا صورة عائلية لك تخلدُ في ذكراهم إلا ذلك الطفل الذي كان سعيداً وهو يشعرُ بدفء والديه موجهاً بصره إليهما .

مرت الأيام والشهور ..
وبدأ ظهور صدع في زجاج تلك الصورة ، كانت بدايةُ ذلك التصدع هي من ناحية الأب والذي امتدّ مع الوقت إلى الأم ليصل أخيراً إلى ابتسامة الطفل الصغير فشقتها وبهذا تكسرت صورة العائلة إلى أجزاء متعددة
وكأنما زجاجها المتناثر الذي كانَ يحميها قد أعلن نهاية قصة سعيدة لعائلة كانت في حبِ وأمانِ ودفء ! .

ـــــــ

وقفَ ينظرُ للمشهد الذي أمامه والذي يحاكي صورة طبقَ الأصل لذلك الوقت .
اختفت الأصواتُ من أمامه , فهوَ لم يعد يسمع صوتَ تلك المرأة الكبيرة في السن حيثُ الطفل الصغير الذي يختبأ خلفها ! .
هوَ لم يرد لتلكَ الذكريات أن تتدفقَ إليه من جديد , لا يريدُ لذلك البابِ أن يفتحَ ,
لذا أخذَ يصارعُ باطنه بألا يعادَ شريط الماضي وتلك اللحظة بالتحديد ! فيكفيه أنّ بعضاً منها تتسلل إليه فتمرضهُ وينالُ من جسده الألم والوهن.

رويداً , رويداً .. بدأت صوتها يظهرُ تدريجياً .. وكأنه يحاربُ أعماقه ليخرج , بدأت الرؤية أمامه تتزعزع , فأخذَ يرى نفسه بدلَ ذلك الطفل الصغير .. !

وعندما بدأ المشهد يكتمل ليعادَ من جديد حتى استفاقَ من صراعه هذا كله عندما شعرَ بيدِ أمسكت كتفه فعادَ إلى طبيعته وعادت الأصوات تدريجياً إلى سمعه.

التفت إلى الخلف فوجدَ أن صاحب تلك اليد هو زميله الذي يعمل معه .. والذي كان بصره معلقاً بجايد الذي أخذً يتشاجر مع تلك العجوز دونَ أي احترام لكبر سنها
ـ إنها هنا مرةً أخرى ! .
استغربَ رولند من جملته تلك , وأخذَ ينظرُ من جديد نحوهم بينما تابع زميله قوله .
ـ إنها حقاً لم ترهق من ذلك ! للمرة الثالثة في هذا الأسبوع تأتي إلى هنا ! .

خادمي كانَ صديقي !!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن