الشطرُ الثاني و العشرون.

4K 596 374
                                    


- هل هذا يوم الزيارات العالمي أم ماذا؟
نطق برايلين بتلك الجملة ساخطًا و هو ينهض ليرى من هو هذا الطارق.

بعد فترةٍ قصيرة ستغرب الشمس حيث أنه قد استشف تلك الحقيقة من خيوط الشمس المتضائلة التي كانت منتشرةً في المكان.

فتح الباب و هو لا يأبه بهوية الطارق، بدأ ذلك يصبح مزعجًا بالنسبة له، منذ متى و هو يحظى بهذا العدد من الزيارات في يومٍ واحدٍ من الأساس؟

وجد روبرت في وجهه بشكلٍ لم يتوقعه، عانقهُ الآخر دون أن يعطيهُ لحظةً للهروب و هو يقول معاتبًا : هل أنت مجنونٌ يا فتى؟ كيف تترك شقتك دون أن تترك أي رسالة؟

ما الأمر مع هؤلاء؟ هل يملكون حنانًا زائدًا أم ماذا؟ شعر بالانزعاج للحظةٍ فدفعهُ عنه ببعض القوةِ إلا أن ذلك أشعره بالألم في عضلاته.

ابتعد عنه زائره و هو يحدق في الكدماتِ التي تلقاها برايلين على وجههِ و ساعدَيه، نطق مصعوقًا : أغيب عنك أقل من أربعٍ و عشرين ساعة لأجدك في هذا الحال المزري؟

اقتحم غرفة الجلوس ليختار إحدى الأرائك دون أن يأذن له برايلين بفعل ذلك، تحدث ذلك المنزعِج : ما الذي تفعله .. اخرج من هنا.

تجاهل كل ما سمعه ثم أخذ يروي ما أصابه البارحة ببعض القلق : لقد أفزعتنا البارحة يا رجل، ظننتك قمت بشيءٍ أحمق و رحت أجول في المستشفيات كالمجنون بحثًا عن أي شيءٍ له علاقةٌ بك .. حتى أنني لم أفتح الحانة البارحة .. من الجيد أن وايت قد هاتفني في وقتٍ متأخر ليخبرني بأنك بخير.

تأمل وجهه للحظةٍ بعد أن شاكَه منظر برايلين، أحسّ بأن الأمانة التي قُيِّدت في عنقه كادت أن تتفلت منه، نطق ببعض الأسى : لم يذكر وايت أمر هذهِ الكدمات.

ظل برايلين صامتًا، لم يعرف فعلًا ما الذي يجب قوله في هذه اللحظة .. أراد أن يسخر منه بقوله أن ذلك كان عقابًا له على كل الأمور السخيفة التي أجبره على القيام بها إلا أنه لم يفعل .. لسببٍ ما رفضت الكلمات أن تنصاع لأوامره.

عرف روبرت أن برايلين سيبقى صامتًا إن لم يبادر هو بالحديث مرةً أخرى، تأمل أرجاء المكان بعد أن أحس بالتغيير الجذري الذي حدث فيه، لفتت انتباههُ باقة الزهور تلك حيث كان يعرف أن برايلين قد هجر الزهور و تنسيقها منذ رحيل والده .. لا أحد ممن يعرفونه حق المعرفة بالغباء الكافي ليجلبوا له زهورًا تذكره به.

انحنى نحو الطاولة ليتأمل تلك الزهور ثم نطق ساخرًا : يا فتى هل تركتك لأربعٍ و عشرين ساعة أم سنة؟ هل لديك حبيبةٌ ترسل لك الورد خلال أقل من أربعٍ و عشرين ساعة؟

أخذ باقة الورد من أمامه ثم ألقى بها على إحدى الأرائك كي يبعدها عن أنظاره بينما يتمتم بحنق : هذا ليس من شأنك.

اعتدل روبرت في جلستهِ و هو يتذمر من تصرفات برايلين قائلًا : عليك احترامي قليلًا أيها الصبي .. أنا أبدو كوالدك.

شطرٌ من نور.Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon