الشطرُ السابع و الثلاثون.

2.4K 500 218
                                    


لم تكن كيلي تتحرك و ذلك أفزع كل خليةٍ في جسديهما في الآن نفسه، تشوّش عقلهما بفعل الخوف الذي جثم عليهما مانعًا إياهما من التفكير بشكلٍ واضح.

حاولت لورين إيقاظها عدة مراتٍ لكن ذلك كان دون فائدة، ملاكها الصغير يبتعد عن مرآى بصرها .. كيف حدث هذا؟

لوهلةٍ تذكر برايلين أن البعض يقومون بإيقاظ المغشي عليهم باستخدام روائح نفّاذةٍ كالبصل و غيرها.

سألها على عجلٍ و هو ما يزال يتأكد من أنها تتنفس : لورين .. هل هناك أي عطرٍ له رائحةٌ قوية موجودٌ هنا؟

فهمت ما كان يرمي إليه فانتفضت من على سريرها ثم أخذت تبحث في الأدراج عن قنينةِ العطر حتى استخرجتها من درجٍ للملابس.

كانت العلبة ممتلئة إلى النصف تقريبًا فأخذت ترش الكثير منها فوق يدها ثم قربتها من أنفها وهي تهمس بهلع : هيا عزيزتي كيلي لا تفزعي ماما .. ماما هنا و ستحميكِ!

لم يتحرك لها جفنٌ و ذلك أفزعها أكثر، ما الذي يمكنها أن تفعله الآن؟

غمرتها أمومتها فأخذت جسدها و راحت تحتضنها بأقوى ما لديها و هي تنطق بجزع : هيا كيلي .. لا تسمحي لهم أن يختطفوكِ مني .. أرجوكِ!

شعر بالأسى يلتهم قلبه في هذا الموقف الموجع و لم يدرِ ما الذي يجب أن يفعله، هل كان مصير جهوده السابقة أن تُتَوَّج بالفشل منذ البداية؟

حاول أن يلاعب شعرها من الخلف و هو يتحدث بابتسامة منكسرة : هيا كيلي .. السيد براي الخارق هنا .. أعدكِ أن نذهب إلى الحديقةِ إن استيقظتِ .. من فضلك، نطق بجملتهِ الأخيرة راجيًا لعل ذلك يغير من كل ما يحدث!

لم يستشعرا أي تغييرٍ فانهارت دموع لورين دون وعيٍ منها، سمع كلاهما صوت أنينٍ خفيفٍ يصدر منها!

خرج صوتها المتألم بثقلٍ بعد هنيهة : ماما .. رأسي يؤلمني.

شدت لورين عناقها على طفلتها الغالية و هي تقول باكية : حمدًا لك يا الله .. لا بأس كيلي .. ماما هنا .. سيكون كل شيءٍ على ما يرام.

عاودت الحديث رغم الخدر الذي كان مُلِمًا بأطرافها : سيد براي .. أنت هنا؟ هل أنت بخير؟

أدرك أنها قد سمعت جُمَله الأخيرة فصمت للحظة، التفتت نحوهُ كما لو أنها ترى جروحه الجمّة التي كانت تراها لورين و هي غير قادرةٍ على فعل أي شيءٍ لتخفف من تأثيرها عليه.

هل هو بخير؟ أي شخصٍ قد يراه سينفي وجود أي خيرٍ في جسده المنهك هذا إلا أن شيئًا أعظم داخله لم يكن بخير بل كان في أحسن حال، تنهد ثم أجابها بابتسامةٍ ضئيلة و نبرةٍ مثقلةٍ بالوجع : نعم .. أنا بخير.

شعرت لورين بأن كيلي تريد منها إفلاتها ففعلت، بالكاد وقفت على السرير للحظةٍ ثم ارتمت إلى حضن برايلين و هي تهمس بتعب : لنتأكد من هذا.

شطرٌ من نور.Where stories live. Discover now