الشطرُ الثاني و الأربعون.

2.8K 457 191
                                    


- كيف أبدو؟

سألته كيلي و هي تدور حول نفسها دورةً كاملة بشعرها المفرود بعد أن كان على شكل ذيل حصان و انفتحت طيّات فستانها الذي كان له لونٌ بنيٌ فاتح حتى بدت كوردةٍ متفتحة.

صفقت لورين بيديها و هي تُبدي إعجابها بطفلتها : تبدين فاتنةً للغايةِ صغيرتي.

كاد برايلين أن يطيل النظر فيها إلا أنه أظهر ابتسامةً جانبيةً ثم تمتم : إنه جيد.

بدت كأميرةٍ مدللةٍ للحظة بكل ذلك الاهتمام الذي كانت تحطيها لورين به من جميع الاتجاهات، كانت لطيفةً في نظره .. نوعًا ما.

ألبستها والدتها النظارات السوداء التي تخفي عينيها البيضاوين و من ثم جعلتها تمسك عصاها بعد أن فتحتها و هي تعيد كلامها بصرامةٍ ممزوجةٍ بالحنان : في الخارج ...

أكملت كيلي من بعدها كما لو أنها تعيد تكرار درسها الذي حفظته عن ظهر قلب : لا نقفز في أي مكان .. لا نركض .. لا نصرخ.

هي كانت تفعل كل ذلك لأنها كانت في المنزل فقط، في وجود والدتها تستطيع أن تفعل أي شيء فهي تثق بأنها ستكون موجودةً لمساعدته عندما تقع في مأزق.

ربتت على رأسها ثم انحنت لتُقبّلها من بين خصل شعرها بكل رأفةٍ و هي تهمس برضا : هذهِ هيَ حلوتي.

أحست بأنها قد نجحت فعلًا بعد كل ذلك النضال، صغيرتها التي عانت كثيرًا بدأت تتصرف كالأطفال الطبيعين حتى و إن كانت تختلف عنهم في أمر عينيها الذي لا حول لها فيه.

سلّمت يد كيلي إلى يد برايلين فأمسكها، وضعت يدها الأخرى فوق يدِ برايلين و هي تضغط عليها قليلًا بينما تقول ببعض التوتر و الحزم : حافظ عليها جيدًا برايلين.

وضع يدهُ فوق يدها ثم نطق متهكمًا كي تخفف من قوة قبضتها : مهلكِ علينا لورين، ستعصرين يدها و يدي.

ضحكت كيلي بشكلٍ تلقائيٍ على ما قالهُ برايلين بينما سحبت لورين يديها و هي خجلةٌ من قلقها الزائد، ألم يكن تصرفهًا فظًا بالنسبة لشخصٍ بات يعرف عنها الكثير؟

انسحبت كيلي من بينهما حيث أخبرتهما أنها ستسير بمفردها إلى الخارج و لن تبتعد عن البوابة الرئيسية للمكان فلم تعترض لورين حيث أرادت صغيرتها أن تتعلم كيف تسير بنفسها دون الاعتماد على أحد.

بلمحةٍ سريعة تأكد برايلين أنها قد نزلت السلالم الأمامية بأمانٍ ثم التف نحوها و هو يستفسر ساخرًا : هل تسمحين لكيلي بالخروج عادةً مع أشخاصٍ لم تعرفيهم سوى منذ خمسة أو ستة أيام؟

استشعرت السخرية التي كان يحاول قولها فردّت عليه بهدوءٍ كما لو أنها قد حضرت ذلك الرد و هي تحملق في عينيهِ الخضراوين : بما أنه أنت .. كنت لأعطيك إياها منذ اليوم الأول حتى.

في البداية هو توقع كلامًا تمتدح فيه والدته لأن هذا ما كان يفعله الجميع عندما يقوم بعملٍ جيد، لربما اعتقد انها ستقول أن أي ابنٍ للسيدة نايلي سيكون جديرًا بذلك.

شطرٌ من نور.Where stories live. Discover now