الشطرُ الرابع و الثلاثون.

2.6K 515 237
                                    


- أنت .. أيها الحقير! 

لكمه أورفيوس بكل قوتهِ بعد صراخه بتلك الجملة فاندفع جسدهُ ليصطدم بالباب الأمامي للمتجر.

أمسكهُ وايت قبل أن ينقض عليهِ أكثر من ذلك و هو يصرخ متعجبًا مما رأه : توقف! ما الذي دهاك يا رجل؟

حاول الإفلات من يدي وايت و هو يصيح غاضبًا : دعني .. هيا دعني!

بالكاد رفع برايلين رأسه بعد أن سقط أرضًا أمام الباب، تحسس أنفهُ ليجد أنه بات ينزف دمًا فتمتم متهكمًا و هو يرى انفعالات الواقف أمامه في أوجِها : هل يحمل وجهي علامة "اضربني" أم ماذا؟

حرر أورفيوس نفسهُ من قبضة وايت ببعض الجهد ثم انحنى ليجذبه من قميصه بينما يصرخ بحنقٍ لم يفهمه : و ما زالت لديك تلك القدرة اللعينة على السخرية، أليس كذلك؟ ثم قدم له لكمةً أخرى قبل أن يجذبه وايت من قميصه ليكبله بكلتا يديهِ مرةً أخرى، عاود الصراخ بعد أن طفح كيله من كل هذا : هل جننت أم ماذا؟

كل ما دار بينهم كان يدور أمام مرآى من السيدة إيرلين حيث خرج صوتها ليوقف هذه الفوضى بكل صرامة : أورفيوس .. أوقف هذه الحماقات حالًا!

عاود الصراخ مرةً أخرى محاولًا النيل من برايلين الذي كان يمسّد صدغيه قاصدًا بذلك استعادة اتزانه بعد الضربتين الفائتتين : لكنه السبب .. إنه المسؤول عن ما حدث!

عاود صوتها الحازم للخروج و إخراسه : ما حدث لم يكن خطأ أحد .. اهدأ من فضلك!

هدأ قليلًا فسحبهُ وايت أكثر كي يتراجعا إلى مؤخرةِ المتجر بينما اقتربت السيدة إيرلين لتساعد برايلين على الوقوف، نطق ساخرًا و هو يضع يدهُ على رأسه محاولًا إيقاف الدوار الذي ألم به : أنتِ لن تضعيني بين يديهِ أليس كذلك؟

رمقتهُ بانزعاجٍ طفيفٍ و هي تهمس ناصحةً إياه : صدقني هذا ليس الوقت المناسب لهذا.

ساعدتهُ على الجلوس على الكرسي الذي كان موجودًا سابقًا ثم جلبت لهُ علبة الإسعافات لتمسح ذلك الدم الذي نزف أنفه و تضع بعضًا من مطهر الجروح.

تمتمت و هي تقوم بعملها : لربما أنت لا تتذكر .. أليس كذلك؟ كنت آمل لو أنه نسي الأمر إلا أنه لم يفعل.

نظر إليها متعجبًا ليسأل ببعض السخط : ينسى ماذا؟ ما الذي فعلتهُ لذلك المجنون حتى يغضب؟

تنهدت إيرلين ثم تابعت بعد أن تذكرت مجريات القصة : بالطبع لا تتذكر .. لقد كنت تؤدي واجبك على أيةِ حال.

انزعج من طريقتها المبهة في الكلام فنطق ببعض الوقاحة : هلّا توقفتي عن اللف و الدوران؟ ما الذي حدث؟

نظرت إلى عينيهِ الخضراوين عن قربٍ و اللتين كانتا أكثر جمالًا مما توقعته، تمتمت : إنك حقًا ابنها، إليك هذه القصة.

شطرٌ من نور.Where stories live. Discover now