الشطرُ التسعون.

1.9K 315 184
                                    


- هل كل شيءٍ بخير؟ آمل أن طعامهم لم يكن سيئًا كما توقعنا.

نبس وايت بتلك الجملة محدثًا ڨيا التي لاحظ شرودها منذ بعضٍ من الوقت.

عبثت بالمعكرونةِ في طبقها بينما ترد عليهِ بابستامةٍ فاترة بعض الشيء : نعم إنها جيدة .. عن ماذا كنا نتحدث؟

وضع وايت ملعقته جانبًا بعد أن أنهى طبقه أولًا ثم رد على سؤالها متعجبًا : لم نكن نتحدث عن شيء ڨيا، هل أنتِ بخير؟ هل تشعرين بتوَعّك؟

نفت ذلك بحركةٍ من رأسها ثم حاولت نسيان ما رأته سابقًا كي لا تؤثر عليه، نهضت حاملةً صينيتها التي احتوت على الطبق ثم نطقت بنشاطٍ انبثق من لا مكان : هيا دعنا ننهي هذا، سمعت ان أحدهم سيأتي ليحدد موعد عمليةٍ للزائدة الدودية، لعلنا نستلمها؟

حمل الآخر صينتيه ثم تَبِعَها و هو يرد عليها : سيتسلمها ريك في الغالب إن لم يكن مشغولًا، ما زلت متدربًا كما تعلمين.

وضعت صينيتها حيث يجب أن تكون فقام بالمثل بينما يسمعها تتابع بعزم : لا يمكنك أن تبقى متدربًا إلى الأبد.

___

- هل من الجيد أن يغادر فعلًا ماما؟

سألت كيلي بشكٍ عندما علمت أن برايلين يستطيع الخروج من المستشفى في أي وقت يريده.

ردت لورين بمرحٍ على صغيرتها بينما كان برايلين يرتدي ملابسه في الحمام المُلحق بالغرفة : لقد قالوا أنه مجرد إرهاق .. لا شيء يدعو للقلق .. لو كان متعبًا بسبب الزكام و حسب لتركته يتعفن هنا حتى يشفى تمامًا.

ضحكت كيلي للنبرةِ اللطيفة التي قالت بها لورين كلماتها السابقة، سيكون كل شيء بخيرٍ إن كانت والدتها تعتقد هذا أيضًا.

قاطعهما برايلين و هو يفتح الباب بعد أن سمع نصف محادثتهما بالفعل : أنتما تتآمان علي مجددًا .. عليكما التوقف عن هذا.

نهضت لورين أخيرًا بعد أن كانت جالسةً طوال ذلك الوقت، ساعدته على الأكل مُسبقًا و من ثم تناقشا عن إمكانية خروجهِ من هنا حيث أن وايت سبق و أخبرها بذلك.

لاحظ برايلين الملابس التي غطت لورين .. إنه ذات الفستان من البارحة .. ذلك الفستان الذي كان فاتنًا في ما مضى إلا أنه الآن ملطخٌ ببقع دماءٍ عشوائيةٍ و الكثير من الشاي.

كيف نسيَ ذلك؟ اللعنة .. أدركت أنه رأى ذلك فهزّت يدها لتخبره بأنه ليس بحاجة ليقلق أبدًا .. أشارت له بأنهما سيتسقلان عربةً  بجميع الأحوال.

أحست كيلي بيدِ والدتها تتحرك في الهواء كثيرًا من حولها، مرةً أخرى شعرَت باستغلالهم لحقيقةِ عدم قدرتها على رؤيتهم .. هل الأمر أخطر من أن يتحدثوا عنه؟

أما لورين فقد وضعت بعضًا من مرهم الحروق مُسبقًا كما و اشترت القليل منه في حال احتاجت له أكثر في المنزل، ما تزال ملفوفةً بالشاش إلا أنه كان مُغطىً بفُستانها الطويل نسبيًا.

شطرٌ من نور.Donde viven las historias. Descúbrelo ahora