الشطرُ الثالث و الخمسون.

3.1K 444 315
                                    


- لقد نامت أخيرًا.

نطق أورفيوس بتلك الجملة بعد أن دخل إلى غرفة الجلوس التي تواجدت فيها إيرلين و هو يتنفس الصعداء، واجه مشكلةً عويصةً في جعل شعلة النشاط تلك تخلد إلى النوم في سلام.

ضحكت إيرلين بلباقةٍ على حال أورفيوس ذاك، إنه لا يطيق الأطفال فعلًا رغم أن كيلي كانت لطيفةً في كل تصرفاتها.

جلس أخيرًا إلى جوارها ثم أخذ يكمل طبق الزبادي الذي حرمته إياه تلك الطفلة، نطق بعدما ابتلع أول لقمة : إيرلين، لمَ توافقين على أمورٍ حمقاء كهذه .. أولًا تلك الرسائل و الآن هذهِ الطفلة؟ هل تحبين التورط في المشاكل إلى هذا الحد؟

حدّقت في عينيهِ البنية لوهلةٍ و هي تحمل على وجهها نظرةً ذات مغزى غريب ثم نطقت : إنها مجرد ليلةٍ صغيرةٍ و سريعة، أرادت القيام بشيءٍ مميزٍ للغاية.

تمتم أورفيوس مستنكرًا تلك الحجة الواهية : شيءٌ مميزٌ بعد الحادية عشرة، لابد أنها ذهبت إلى حانةٍ ما .. لا أصدق أنك تركتها تذهب وحدها في هذا الوقت.

كانت تدرك أن أورفيوس لا عِلم له بمكان عمل برايلين حيث أن ممرضة نايلي الخاصة قد زودتها بتلك التفاصيل المهمة شخصيًا، أخيرًا ضحكت عندما سمعت توقعه ذاك ثم قالت : أحيانًا تبهرني بذكائك.

لم يبدُ ذلك كإطراءٍ بالنسبة له من خلال نبرة صوتها إلا أنه تجاهل ذلك و سأل عندما تذكر شيئًا آخر أكثر أهمية : لكن إيرلين .. هل كان من الجيد العبث في تلك البطاقات؟ أعني أنها وصية شخصٍ ميتٍ و أنتِ تعبثين بها بقدر ما تشائين.

تعجبت من طريقة تفكيره التي ازدادت غرابة عن ما اعتادته ثم أجابت و هي تحاول منع نفسها من الضحك : هل تؤمن بالأشباح أم ماذا؟

مالت قليلًا بجسدها لتسحب فنجانها و ترتشف القليل منه بينما تفكر في ما فعلته، لم يكن بالأمر الجلل بالنسبة لها حيث كانت واثقة من خلال معرفتها بنايلي أن ما قامت به هو قمة الصواب.

بعد أن أعادت ذلك الفنجان إلى مكانه و ثبتت أنظارها عليه تابعت : طريقة سردك لما أفعله تجعلني أبدو و كأنني أختلق عباراتٍ لم تكن موجودة .. كل ما فعلته هو العبث بترتيب تلك البطاقات قليلًا.

سحبت بعض الهواء إلى رئيسها كي تتابع تفسيرها الذي تراه منطقيًا : كما أنني لم أعبث بها منذ البداية، فقط منذ أن عرف بأمر البطاقات .. بدأت تحدث أشياءٌ جديدٌ في حياته.

ألا يقال أنه يجب تنفيذ وصية الميت كما هي مدونة دون تحريف؟ تعجب من أمرها إلا أنه قرر تجاهلها لأنها بدت أكثر ثقة في فعلها مما اعتقد، تذكر أمرًا آخر ليسألها عنه فنظق مستفهمًا : و هل لهذا علاقة بإخباركِ له أن يذهب إلى متجر الزهور ذاك رغم أنكِ تعلمين أنها لم تتلقَ ظرفًا حتى؟ لقد أخبرتِه أنها قد تمتلك شيئًا، تلك السيدة المتوفاة لم تذكر شيئًا عن ذلك في رسالتها.

شطرٌ من نور.Where stories live. Discover now