الشطرُ الثالث و الثمانون.

1.7K 329 193
                                    


- ابقَ هادئًا الآن.

همست لورين بهودءٍ محدثةً برايلين حيث نامت كيلي بين يديهِ بعد ليلةٍ طويلةٍ من اللعب.

يستطيع الداخل عليهم أن يرى الدمى مبعثرة في كل مكان، و كأن إعصارًا قد مر من هنا، إعصارٌ من الأطفال على أقل تقدير.

كانت ليلةً جميلةً إلى حدٍ بعيد، تبادلا فيها أطراف الحديث عن الكثير من الأشياء التي حدثت في أيام الثانوية .. لقد ضحكا كثيرًا على كل الحماقات التي ارتكباها في الماضي.

نهضت لورين أولًا ليتبعها برايلين حاملًا كيلي بين ذراعيه و كأنها رضيع غارقٌ في النوم، ثم سارا عائدين إلى غرفةِ الجلوس حيث كانوا جالسين فيها بادئ الأمر، و من ثم مددها على إحدى الأرائك الموجودة هناك.

توقّع أن تجلس لورين إلى جوارها إلا أنها ما تزال واقفةً تتلفت في المكان و كأنها تبحث عن شيءٍ فقدته، انتظر إلى أن تلاحظ تحديقه الغريب فيها فكان له ذلك بعد ثوانٍ.

نظرت إليه بأعينٍ مستاءة و هي تتفوّه بكلماتها : أين هي برايلين؟

أظهر علامات التعجب على وجهه من سؤالها الغامض هذا، نبس مستفسرًا : ما الذي تتحدثين عنه؟

تنهدت بانزعاجٍ جليٍ ثم تابعت مطلبها في إصرار : علبة الإسعافات الأولية .. أين هي!

هربت ضحكةٌ من بين شفتيه بشكلٍ عفوي، لوجهها الجاد و هي تطلبها، و لتذكره طلب وايت السابق لها.

- لقد أحرقتها.

تمتم هازئًا بنفس الإجابةِ و هو يحرك يديهِ بلا مبالاة بينما يسير مبتعدًا عنها ليجلبها لها.

زفرت الهواء بضيقٍ لأن سخريته لم تكن في محلها ثم تابعت حديثها الجاد في نظرها : هذا ليس وقت العبث، وجهك بحالٍ سيء .. أعني ذلك!

كانت قلقة، إنها تدعي العصبية لكنها أقرب ما تكون لقلقة .. لم يكن بيدها حيلة .. في كل مرةٍ تتذكر جرايدُن و ما يمكنه فلا يسعها فعل شيءٍ سوى أن تقلق و تقلق كثيرًا.

غاب عن نظرها برهةً ثم عاد حاملًا علبتها المنشودة و هو يكبر رغبته في الضحك، سحبتها من يدهِ على عجلٍ ثم دفعته سريعًا كي يجلس على الأريكة.

بات يضحك من تصرفها المضطربِ هذا رغم أنها لا تعرف ما حصل فعلًا، حاول أن يخبرها : صدقيني إنه ليس كما تظنين.

لم تولهِ لورين أي اهتمامٍ حيث أنها صبّته على إيجاد القطن و مطهر الجروح، و فور أن باتا بين يديها حتى باشرت العمل، ردت عليه أخيرًا و هي تسكب المطهر : إذًا ما الذي يجب أن أظنه؟ هيا أخبرني؟

أطلق برايلين تأوهاتٍ مختلفةً جراء لمس المطهر لجلده، ما الذي يجب أن تظنه؟ هو لا يعلم .. لم يعد يعلم أي شيءٍ حقًا .. لا عن نفسه و لا عمن حوله.

شطرٌ من نور.Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ