الفصل الخامس

16K 279 1
                                    


خرجت بسرعة من الغرفة إلى الرواق ..كانت ملابسها ممزقة وشعرها انحل من شريطه الذي كانت تربطه فيه وحالتها يرثى لها ..اخفضت رأسها وهي تمشي كي لا يراها أحد ولكن من سوء حظها رفعت رأسها لترى أحد الموظفين يحمل بيده أوراق وينظر إليها بصدمة ودهشة !
نظر إليها بنظرات متفحصة وعلامة استفهام ترتسم على وجهه ! من المؤكد أن الأفكار الخاطئة انطبعت في مخيلته !
يا إلهي ما الذي سوف يظنه الآخرون بي ؟ !! فتاة تخرج من غرفة رجل وهي على هذا الحال ركضت بسرعة واصطدمت بموظفة تحمل عدة مناشف وشراشف في يديها والتي وقعت منها فور اصطدام ناز بها
: kan du vara lite försiktigt !!
الموظفة : كوني أكثر حذراً!
أجابت ناز وهي على وشك البكاء
: förlåt mig !
ناز : اعذريني
دخلت غرفتها بسرعة وأغلقتها بسرعة وكأن أحدهم يتبعها
مسحت شفتيها بيديها بعنف تريد أن تمسح أثر قبلته على شفتيها ..بل وعلى قلبها أيضاً
ماهذه الأحاسيس !! كانت مخطوبة لكمال سنتين لكنها لم تسمح له أبداً بالاقتراب منها
لم تجرب أبداً أن يقترب منها أحد لهذه الدرجه قبلته رغم أنها سادية ومتوحشة إلا انها حركت شيئًا ما فيها
"وغد حقير "
قالت ذلك بهمس متألم ...بهمس مشبع بالشعور بالعار من نفسه
لا بل من أحاسيسه ..حمدت ربها أنها منعته في اللحظة الآخيرة وإلا لأصبحت في خبر كان الآن
ما الذي سوف أفعله؟ !... سألت ناز نفسها وهي تجلس على السرير وتضع كلتا يديها على فمها و هي ترتجف من رأسها حتى أخمص قديمها ... وتحرك جسدها إلى الأمام وإلى الخلف حركة صريحة تكشف توترها وارتباكها
يجب أن تترك هذه الوظيفة على الفور ..رغم فقرها فهي لن تسمح لأحد أن يسلبها شرفها مقابل المال..
لكن ماذا عن أمي ؟.. هل ستعمل ليل نهار على تلك الماكينة القديمة وتتحمل إهانات زبائِنها ؟
لا... والدتها لن تسمح لها بأن تعمل مع هذا الرجل مجدداً فهي و أختها و أمها يفضلون أن يشحذوا المال من المارة على أن يفرطوا بأغلى ما لديهم !!

قررت أن تقدم استقالتها فور عودتها لأرض الوطن على الفور بدون مناقشة ! لكن ماذا سوف تفعل الآن هنا ؟ ! ..لا تستطيع العودة
تباً وتباً للمال ...وتباً لكمال الوغد .. لو تزوجني لما اضطررت أن أعمل هذا العمل مع هذا الشخص .. وتباً لمروه الصفراء ..وتباً لضرغام ..
تكورت على نفسها وغطت نفسها بالغطاء حتى رأسها ..وبكت واستمرت بالبكاء إلى أن غفت .
____________
كانت سهى في المطبخ تغسل الاطباق وترتب هنا وتغسل وتنظف هناك ..عاد سامر إلى البيت بعد أن قام بإيصال خالته إلى مكان ما.. لم تعرف إلى أين
اتصلت به خالته لتخبره أنها تود أن تذهب إلى مكان ما.. وبالتأكيد هب سامر على الفور وغير ملابسه وانطلق بسيارته فوراً ليقوم بالواجب على أكمل وجه!
يا ترى لو أنها طلبت منه أن يقول بتوصيلها لمكان ما في هذه الظهيرة الحارة هل سوف يهب وينفذ لها هذا ؟.. بالتأكيد لا !
سامر لم يشعرها أبداً أنها مميزه عنده أو أنها رقم واحد في حياته ..لم يكن من النوع الذي يصفح عن مشاعره ..هو كتوم جداً في ما يخص المشاعر والحب ..وكأنه اذا قال لها حبيبتي وأحبك وأعشقك فهذا سوف ينقص من رجولته !
لكن حينما يحين الليل وينفردان لوحدهما في الغرفه ..يتغير نوعا ما ..يصبح عاشقاً شغوفاً
دخل إلى المطبخ وسألها
: أين مصطفى ؟
..أجابته سهى على الفور دون أن تنظر نحوه عله يشعر أنها منزعجة :
لا أعلم
منذ الصباح بسبب كلام أمه أولاً وبسبب ذهابه إلى أم سارة العزيزة الآن
سامر ببرود :حسنا ...سوف أنام أيقضيني بعد ساعتين
يا إلهي هذا الكائن لا يوجد فيه ذرة إحساس واحده ..ألم يلاحظ امتعاضي منه وانزعاجي أم أنه لاحظ وقرر أن لا يقول شيئاً

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now