الفصل العشرين

12.3K 236 1
                                    


بعد شهرين ...

كانت سهى تمسك بيدها باقة الورود الحمراء وتشم عبيرها وهي مغمضة العينين ..ابعدت الباقة عنها واخرجت البطاقة من بين الورود وهي على يقين وشبه متأكدة انها من سامر .. مزقت الغلاف الأحمر الذي يحيط البطاقة بلهفه وبسرعة وقرأت الكلمات المكتوبه بخط جميل وبالحبر الأسود (ما لعينيك على الأرض مثيل ) اخذت نفسا عميقا وطويلا وزفرت بأرتياح وهي تقرأ السطر القصير الف مره وكأن الكلمات المنقوشة عليه سوف تمحى بعد قليل وسوف تنساها ابتسمت ودارت حول نفسها وهي تحمل الباقة الكبيرة ..وضعتها على الطاولة ووضعت البطاقة بين مجموعة البطاقات المتكسده منذ شهرين بالضبط سمعت صوت الموسيقى القادم من الشارع ..ابتسمت بحبور وتقدمت من الشباك وعلى وجهها ابتسامة عريضة وجدت سامر يقف عند باب سيارته وهو يتكئ عليها وعلى وجهه هو الاخر ابتسامة سلبت قلبها .. أشار الى قلبه ثم اطبق كلتا يديه ووضعهما امام وجهه في حركة تشير الى انه يتوسل ..حملت سهى احدى الوردات وقام بنزع اوراقها ورمتها فوق سامر الذي كان يرفع رأسه باتجاهها وهو يتوسل لها بالنزول . أحست بأنها الأميرة التي تسكن برجها العاجي العالي وهو الأمير القادم على فرسه وسوف يأخذها الى عالم الأحلام .. عادت الى الغرفه واخذت معطفها الثقيل وخرجت بسرعة ..كان الجو باردا جدا والشتاء القاسي قد كسى المدينة بوشاح من الكآبة والتلبد .. رأتها امها وهي تخرج فضحكت ضحكة قصيرة وقالت لها -بسرعة قبل ان يراك مصطفى ويصر على القدوم معكم ارتدت معطفها على عجالي وهي تشارك والدتها الضحك ...شعرت كفتاة يافعه تخرج لملاقاة خطيبها في اول موعد ... هذا هو فعلا اول موعد لها مع سامر بعد ان تم الطلاق ..عانت من فترة عصيبه وهي تظن ان سامر تخلى عنها الى الأبد لكن بعد بضعة ايام جاء سامر وهو بكامل اناقته ...ظنت في بدايه الأمر انه قادم لأخذ مصطفى منها فما كان منها الا ان هاجمته في دارها قام بتهدأتها وطلب ان يتحدث معها على انفراد ليرمي بما في جعبته ويخبرها لمااذا قام بفعلته ..خرج بعدها بعد ان قال لها جملة طمأنتها وطردت جميع الأفكار السوداء من رأسها -انت حرة الآن ..لك حق الأختيار ولكن لتعلمي اني لن اتخلى عنك ابدا ..وسوف انتظرك الى الأبد

بعدها تتالت حركات سامر الشاعريه التي كان يفعلها في وقت الخطوبة ..الرسائل الغرامية والشكولاته والعطور والورود .. في كل يوم تستلم باقة كبيرة من الورود الحمراء وفي وسطها بطاقة كتب عليها بخط يده عبارة تجعلها تجن وتجعل قلبها يخفق مثل مراهقة تقرأ اول رسالة حب تستلمها .. نزلت على الدرج بسرعة ووخرجت من باب العمارة السكنية لتصفعها رياح الشتاء الباردة على وجهها المزين .. تقدمت منه وابتسامته الساحرة تشدها مثل السحر نحوه ..تقدمت منه فمد يده ليمسك يدها المثلوجة بين يديه الدافئة ...احست بالرجفة تعتلي اوصالها وبالنشوة من دفئ يد سامر التي لم تلمسها منذ فترة طويله ..

-حسننا ايتها الأميرة من حسن حظي انك وافقتي على الخروج معي اليوم ..فهناك مفاجأة بانتظارك ..

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now