الفصل الثامن

15.7K 242 2
                                    


ها قد جائت ناز يا امي

هتفت شهد بفرح وهي تلمح ناز تتقدم نحوهم وعلى شفتيها ابتسامة باهته وسمات النوم الطويل مازالت على وجهها المحمر خجلا ..استغرقت في النوم حتى وقت متأخر من العصر واستقيضت بعدها لتجد الغرفة التي بدأ الضلام يتسلل اليها بعد غروب الشمس ..وجدت المكان ساكنا وموحشا ..احست بالخوف من البقاء وحيدة في الغرفة فارتدت ثوبا صيفا قصيرا احضرته معها بسرعة واعادت تزين وجهها بسرعة اكبر ونزلت وهي تدعو ربها ان لا تتوه في طريقها في النزول الى الطابق السفلي في تلك الممرات والدهاليز ذات الانارة الخفيفة التي تشبة ممرات قصص وافلام الرعب ...

-مساء الخير قالت ناز وهي تنضر بحيرة نحو الوجوه الغريبة الموجوده حول الطاولة الخشبية في الشرفة الواسعة ..

قالت والدة ضرغام بششاشة ..

_تعالي ناز ..هؤلاء اولاد اختي روعة جائوا لكي يسلموا على العرسان بعد سمعوا بخبر وصولكم بسلامة ..

اعتلت حمرة خفيفة خدي ناز وهي تمشي بارتباك لتجلس جانب زوجها الذي كان يضع قبضة يده تحت ذقنه ..ينضر الى البحر نضرات صامتة دون ان يلتفت نحوها حتى

تعرفت ناز على جميع افراد اسرة الخالة روعة بمن فيهم الخالة نفسها التي كانت نسخة طبق الأصل من اختها الكبيرة ....نفس الملامح الودوده ونفس النضرات الحانية التي تخص بها اولادها والجميع

قالت شهد التي كانت تجلس بجانب نزار ممازحة شقيقها الاكبر

_ضرغام ...اين سرحت زوجتك هنا يا رجل

استدار ضرغام بسرعة ليجد ناز تجلس بجانبه منكمشة على نفسها تضع يديها في حجرها مبتسمة .. كان فعلا شاردا وبغير عالم بعيد جدا عنهم لكن قدوم هذه المرأه الجالسة بجانبه جلبت كل اهتمامه الى هذا المجلس ...

نهرت ام ضرغام ابنتها بتسلية وهي تقول

_شهد كفي عن ازعاج شقيقك

اجابتها شهد وهي تضحك

_امي انا احب ان امازحه انا مشتاقه له فعلا ولا اصدق انا اجتمعنا من جديد انا فرحة جدا ..عاد الينا ومعه عروس رائعة مثل ناز

نضرت ناز الى ضرغام فوجدته يرمقها بنضرات مبهمة وعلى وجهه نضرة تدقيق في ملابسها نضرة غير راضية ابدا..يبدو ان قصر ثوبها لم يعجبه ولكن مالخطب فالجميع هنا يرتدون مثل هذه الاثواب بسبب الحر والرطوبة .. لا تهمني نضراتك ..قالت ناز في سرها وهي تشيح بوجهها عنه

قالت شهد مكملة حديثها

-هيا فلنذهب الى الشاطئ جيمعا احس برغبة في الرقص والغناء والقفز على رمال الشاطئ المبلله

اجابها ضرغام بعد صمت دام طويلا ..-شهد الا تنضجين ابدا ؟ ضحكت وهي تقفز بمرح حول الطاولة وكأنها مراهقة صغيرة

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now