الفصل السابع عشر

11.7K 218 0
                                    


تعالى صوت الطرقات وسجى وغيث يحدقان ببعضهم باستغراب ..تحرك غيث وضغط بكلتا يديه على فخده بنيه الوقوف لكن تلك اليدان الناعمتان اوقفته عن التحرك..ادار رأسه ببطئ ليجد سجى تمسك بيده والدموع تغرق عينيها

-يجب ان ارى من يقف عند الباب !

هتف غيث وهو يرمق يديها باستغراب راقب فمها المزموم بقوة الدال على امساكها لنفسها كي لا تبكي ..انفرجت شفتيها لتقول اخيرا بصوت باكي -لا تفتح ..! ابعد يديها برفق وقال لها وهو يبتسم ابتسامته التي تجعل قلب اي امرأه يخفق من شدة التأثر ..

-لا تخافي ..ليس والدك انا بانتضار شخص ما ..

تحرك غيث بسرعة متجها نحو الباب ..وضعت سجى يدها على شعرها بارتباك وهي تشتم نفسها الف مره بينها وبين نفسها بسبب كشفها لمشاعرها وخوفها عليه بهذه الطريقة ..شعور ما يختلج في نفسها يجعلها تشعر بلهف شديد نحو غيث ..لهف لتوبيخه ..لعقابه اللذيذ ..لكلامته القاسية ذات النبرة الطريفة ..باتت تفكر به اكثر من اللازم

-مرحبا ياسر ..تفضل استغربت سجى من كلام غيث الذي كان كفيلا بايقاضها من غفوة مشاعرها الغير متزنه ..حاولت ان تقوم بسرعة لتعرف من هو هذا الياسر الذي ادخله غيث بكل بساطة الى البيت ..اصطدمت عيناها بشخص طويل القامة يكاد يكون نسخة مصغرة من غيث ! نفس لون البشرة نفس العيون الحادة نفس الابتسامة الساحرة كلن الشيء الوحيد الذي يختلف هو ملابسه الأنيقه المهندمه ! ابتسمت سجى باضطراب وهي تحاول الوقوف على قدمها المتألمة ..بدأت ابتسامتها بلانحسار وهي ترى نضرات التفحص الشاملة لها من قبل الشخص الوقف بجانب غيث نطق غيث اخيرا وهو يلكز ياسر بمرفقه وقال بصوت عالي

-ياسر ..زوجتي سجى ..سجى ياسر أخي

لم تكن صدمة كون هذا الشخص الوسيم الأنيق هو انه شقيق غيث ..لكن تعريفها له على انها زوجته دغدغ مشاعرها وجعل قلبها يخفق بشدة متأثرا ! هل من المعقول ان تكون هي زوجته ؟ مابينهم مجرد حبر على ورقه ..ورقه خاليه من اي مشاعر لا تقي من برد الشتاء ولا من حر الصيف ولا تشبع جائعا ولا تكسي عريانا ! مجرد ورقه ..لماذا قال كلمة زوجتي بتلك الطريقة المحببه ..لماذا يجعلها هذا الغيث تلف نفسها بخيوط من شباك العنكبوت لتربط نفسها به هو وهو مجرد وسيلة لتخليصها من ظلم والدها ..

-مرحبا ياسر .. هتفت اخيرا بصوت مرتبك وهي تقف وتحيط نفسها بذراعيها بحركة فضحت ارتباكها الشديد ..تحرك ياسر اخيرا ونضر الى شقيقه وقال

-دعنا نخرج اود التحدث معك في امر ما ..

[كان غيث يراقب سجى ويراقب اضطرابها بعين متسلية ..كم يعشق احمرار وجنتيها وطريقه لف جسدها بتلك الاذرع الحنطية اللون لتحاول السيطرة على نفسها وعلى انفعالها ..لطالما راقبها وهي غافله عنه ودرس كل حركاتها وكل تصرفاتها ..

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now