الفصل الثاني عشر

15.9K 252 2
                                    


الحب ..هل هو احساس ؟ ام هو غريزه ..هل هو احتياج ..ام هو فريضة ..هل هو شغف ..ام هو الغيرة هل هو الامان ..ام هو الشوق الحارق المؤلم ..ام انه انت يا ضرغام ؟ هل احببتك فعلا ام اني ضائعة بسبب تصرفاتك اللطيفة وعطفك الزائد علي ...هل بدأت تحس نفس احساسي ؟ هل تتمع عيناك عندما تنضر الي مثلي ؟ هل تحس برغبة في ضمي الى صدرك كما ارغب انا ..هل وهل ؟ استدار ضرغام ناحيتها وقال لها بصوت مرح لم تعهد سماعه من قبل -هل سيستمر تحديقك بي فترة طويلة ؟؟ احست ناز بالخجل قليلا واعتدلت في جلوسها وقالت له بنفس لهجته المرحة -لماذا اصبحت لطيفا معي الى هذه الدرجة ؟ في الاربعة ايام التي مضت لم تتركني لحضه واحدة واعتنيت بي وبكاحلي المصاب ..ما سر هذا اللطف تغيرت ملامح ضرغام وقال لها بهلجة ثابته -ربما عرفت قيمة الكنز الذي في يده .. افلتت يده اليمين المقود وبحث عن يديها القريبتان منه وقبض على يدها بشدة وقربها من فمه ليلثمها ونضره لم يحيد عن الطريق الطريق الذي كان يقود سيارته خلاله ..سحبت يدها بسرعة بعد ان احرقت قبلته الرقيقة يدها .. ... كانت الايام الاربعة التي تلت تلك الحادثة من اجمل الايام التي مرت على حياتي ..قالت ناز لنفسها وهيت تتذكر لطف ضرغام المبالغ فيه وكيف كان يعتني بها ويقوم بوضع المرهم الطبي على كاحلها المصاب مع المساج الرياضي الذي كان يقوم به ببراعة الى أن شفيت تماما ...كان يهتم بها كالطفلة وهي لم ترفض هذا الدلال ابدا خططت للأبتعاد عنه وتجاهله تماما ..لكن هل هناك حصن منيع لا تستطيع تلك العيون البنية الساحرةاختراقه ؟...استمتعت باهتمامه الرجولي بها فهذا يعزز شعورها بانوثتها وبأنها جملية مرغوبة .. احنت رأسها بخجل وادارته الى الجهة الثانية وهي مازالت تتذكر اجمل اربع ايام في حياتها ..حتى ان عبير اصبحت تعاملها بلطف عندما رأت لطف زوجها واهتمامه بها تغيرت معاملتها لها ..وكذلك الجميع توقعت ان تبتعد شهد عنها وتتجنبها بعد ان علمت بحقيقة الماضي ولكن وياللعجب معاملة شهد اللطيفة لم تتغير معها ابدا بل اصبحت اكثر لطفا ...احترام الزوج لزوجته وتقديره لزوجته امام اهله يجعلهم يعامولها كأنها ملكة لان احترام الزوجة يأتي من احترام زوجها لها اولا .. تذكرت فرحة العائلة الكبيرة قبل ان يغادروا ..فشهد جائتهم بالخبر السعيد الا وهو حملها باول طفل وحفيد في عائلة العمري ..تذكرت كيف دخل عليهم نزار البارحة حاملا شهد بين يديه وهي تصرخ به وتطلب منه انزالها ..زفوا الخبر السعيد للجميع ففرحت والدتها كثيرا بعد انتضارهم لمثل هذه البشائر منذ زمن طويل ...بكت بفرح وهي تقبل رأس ابنتها ..تأثرت ناز من اهذا المنضر وتخيلت والدتها تقوم بمثل ...اما تأثر ضرغام بالخبر السعيد فقد كان حدثا خاصا لوحده احتضن شقيقته بفرح وهو يبارك لها ..هل كانت تلك اللمعة في عينيه هي دموع الفرح ام انها تتخيل فقط ؟ احتضن جسد شقيقته بحب ..واهدى الطفل قبل ان يأتي الى الحياة سيارة حديثة الطراز وذات مبلغ خيالي بالاضافة الى فيلا تسجل باسمه فور قدومه الى الحياة - سوف اجعله نسخة مني سيكون ضرغاما صغيرا في المستقبل احتج نزار وقال وهو يقرب شهد منه ويحتضنها بتملك _ابني لديه والد يجب ان يقتدي به ...انجب ولدا بنفسك واجعله نسخة منك سعلت ناز بشدة من كلام نزار واحمر وجهها عندما جاء ذكر الاطفال وحاولت شغل نفسها بعمل شيء اخر لكن جواب ضرغام السريع جعل انفاسها تنقطع _سوف نفعل هذا باسرع وقت ممكن اعترضت شهد قائلة . -هيي انتم جميعا ..قد تكون فتاة وبالتأكيد ستكون مثل والدتها الجميلة الحسناء .. .. كلمة سوف نفعل واستخدامه لصيغة الجميع جعلتها تشعر بالدوار ...هل يخطط فعلا لأنجاب اطفال ام انه قال هذا لغاية ما في نفسه رسمت ناز لها صوره وهي حامل ..تحمل طفل ضرغام في احشائها وضرغام يحاوطها بحبه وعطفة وحنانه ..ترى هل سيحصل هذا يوما ما ؟ وهل ستكون ردة فعله سعيدة كالتي كانت قبل قليل عندما احتضن شقيقته ام ان حقد الماضي سوف يكون له حضور اكبر .. -ها قد وصلنا ..هتف ضرغام بتعب وهو يفرك عينيه باصابيعه السمراء ... حمل الحقائب واخرجها من السيارة بعد ان ادخلها في كراج الفيله خاصته ..جاء السواق راكضا اليه ليحمل الحقائب بدلا عنه ..بقيت ناز واقفة وهي تنضر اليه دون ان تنطق شيئا فقال لها اخيرا -يجب ان اذهب الى الشركة فورا ...هناك بعض الامور العالقة ..انتضريني على العشاء سوف ابذل قصارى جهدي لأعود مبكرا .. ابتسامته العذبه المرتسمة على شفتيه رغم تعبه اذابت قلبها وجعلها تهتف دون وعي -سوف اكون بانتضارك بالتأكيد ... عاد لسيارته مجددا وانطلق ذاهبا الى الشركة ..لعنت ناز نفسها ووبخت نفسها على اندفاعها هذا ..مالذي سوف يقوله الآن عنها ..انها لا تطيق صبرا لعودته و للانفراد به دخلت البيت وهي تشعر بالفرح الشديد ..نضرت الى الصرح الشامخ لبيت ضرغام الذي هو ايضا بيتها وهي تشعر ان هذا البيت الكئيب سيكون جنة عن قريب!! تهللت اسارير سهير عندما رأتها ورحبت بها بحرارة وحفاوة قررت ناز اليوم ان تقوم بزيارة والدتها ومايا فلقد اشتاقت لهم كثيرا ...قامت باستبدال ملابسها واختارت شيئا بسيطا جدا حتى لا يضن سكان حيها الفقير انها تكبرت عليهم لكن قبل الذهاب الى الحي ..ذهبت الى المصرف الوطني ..سحبت مبلغا من المال من الحساب المشترك الذي قام ضرغام بفتحه في المصرف لها ...استقلت سيارة الأجره بعدها قاصدتا حيهم الفقير نزلت من سيارة الأجرة بعد ان نقدت السائق .. جالت بنضرها على تلك الازقه الضيقة والمتسخة والاولاد ذوي الملابس القديمة الممزقه الذين كانوا يلعبون كرة القدم ...وليست اي كرة ..كرة مصنوعة من الخرق البالية ..يلعبون متعثرين ببرك الماء الآسنه المنتشرة في كل مكان ..ادمى قلبها هذا المنظر وتوجهت الى بيتها بسرعة جلست مع والدتها ومايا لوقت طويل تبادلوا فيه اطراف الحديث ..علمت ان خالها لم يزرهم بعدها ابدا ولم يسأل عن حالهم ..كم كرهته ونقمت عليه ..اخبرتها ناز بانها ليست بحاجة للعمل على الماكينه مجددا وفرحت والدتها بهذا الشيء ..اما مايا فكانت تقص عليها مشاكلها في الثانوية واخر اخبارها ..اعطتها نقودا لتشتري اغراضا خاصة لها وملابس ايضا ..مايا اختها واكثر انسان مهم في حياتها بعد والدتها ..حرمت من اشياء كثيرة في طفولتها ولهذا ناز تحاول ان تسعدها باي طريقة ممكنه . _حسنا يجب ان اذهب الى المختار ..قالت ناز وهي تقف متوجهة نحو الباب حاملتا حقيبتها الكبيرة تفاجأت والدتها وكذلك مايا مما قالته فسألتها _وماشأنك وشأن المختار الآن يا بنيتي _عمل مهم يا أمي ..حسننا . انا ذاهبه ..الى اللقاء بعد دقائق كانت تجلس في بيت المختار قالت له دون مقدمات بعد ان اخرجت النقود من حقيبتها _سيدي المختار اود ان اقوم بتقديم هذا المبلغ الى ابناء الحي وبالاحرى ليس انا من يقدمه لكن السيد ضرغام العمري يقدمه لكم ..وبالأخص الى الاولاد الصغار..اتمنى ان يخدم اهالي الحي ولو بشيء بسيط لم يعرف المختار كيف يشكرها ..كرر كلمة شكرا وبارك الله فيك وفي زوجك الف مرة قبل ان ترحل ناز ..شعرت بالفخر وبالارتياح في الوقت نفسه ..ما أجمل ان نزرع بسمة على شفاه التعيسين ونقوم بمساعدتهم ! عادت الى البيت وهي تقفز فرحا عندما دخلت الى البيت وهي تحمل حقيبتها على كتفها وتقفز هنا وهناك كأنها طفله صغيرة حصلت لتوها على جائزة كبيرة ..رأتها سهير فتقدمت ناز وهي مازالت تمشي مرحا وبخفة _سهير اطبخي عشاءً لذيذا الليلة ..انا ذاهبة الى الاستحمام ..هيا استعجلي ضرغام قادم في اي لحظة توجهت نحو الغرفة وأخذت المنشفة وهي مازالت تتراقص بخفة وفرح ..ملأت حوض السباحة بالمياه الساخنة والمعطرات ومختلف انواع الزيوت ..أخذت تدندن لحنا وهي تسمتع بالماء الساخن لم تعلم ما هو مصدر سعادتها هذه ! هل هو لطف ضرغامها ام مساعدتها لأبناء حيها اليوم ام ان الحياة جملية لكننا لا نحس بطعمها ! خرجت من الحمام وتوجهت نحو الخزانة أخرجت قميصا اسود اللون بدون أكمام مكشوف الظهر وذو حجم ضئيل بالكاد يصل الى اسفل بطنها ..ارتدت معه تنورة طويلة جداً وذات فتحة طويلة ومستفزة ...جمعت شعرها على شكل كرة فوق رأسها ..أغرقت نفسها بأحد العطور الفرنسية نزلت بسرعة الى الطابق السفلي ..القت نضرة سريعة على جميع أنحاء الطابق لتتأكد من وصوله - هل تبحثين عن شيء ما ؟، صرخت ناز بجفل وهي تضع يدها على قلبها - لقد افزعتني ابتسم ضرغام بمكر وقال لها وهو يقترب منها اكثر وقال لها بهدوء - هل انت ذاهبة الى حفلة ما !؟ وضع يديه على خصرها وهو يتحدث ..سرت رعشة في جسدها بسبب قربه منها فقالت له بصوت مرتعش - كلا ...انها ملابس عادية يرتديها المرء عادة في الشارع احكم على خصرها بشدة وقال لها بحزم - ارتديها في الخارج لامزقها الى قطع صغيرة قبل ان تخرجي من البيت ضحكت لتوحي له ان تهديده الصارم وصل اليها كمزحة - هيا حسننا فلتناول العشاء الذي حضرته سُهير _لا رغبة لي بالطعام انا متعب جداً ..اريد الاستحمام اولا ..وافيني الى الغرفة وافيني الى الغرفة ماهذا الطلب الغريب !! ابتعلت ناز ريقها بصعوبه وتوجهت الى المطبخ ..وجدت سهير والخادمة ليندا منهمكين في تحضير الطعام ..فقالت لهم -يبدوا ان السيد سيستحم اولا ..سأسأله ان كان يريد تناول العشاء ام لا تنهدت سهير بضيق وقالت -ارجوا ان لا يذهب تعبي سدا .. صعدت ناز الدرج المؤدي الى الطابق العلوي ببطئ وريبة ..تمنت ان لاينتهي هذا الدرج الى الأبد ..احست بالخوف والارتباك عندما تذكرت كلمته ..وافيني الى الغرفة دخلت الغرفة المنشودة لتجدها تسبح في الظلام ويكسر هذا الظلام ضوء خافت موجود على الطاولة الموجودة بجانب السرير الواسع ..ملابسه متكومة على

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now