الفصل العاشر

14.1K 236 0
                                    

ومالذي قالته لك ؟ سأل ضرغام بلهفه وهو يراقب شقيقته التي كانت تنضر الى هاتفها الذي كانت تمسكه بيدها بارتباك .. -ارادت لقائك ..اليوم عند الشاطئ ظهرا .. .. -هل ارادت ذلك حقا ؟؟ قال جملته مع رجفه تخللت صوته الخشن ..فبدت شيئا نشازا مع صخامته وخشونة صوته المعتادة ..هل انت متأكده صدمت شهد من ردة فعله فقالت بغضب مكتوم _ضرغام ماهذه اللهفه ..تمالك نفسك ..هل نسيت انك متزوج !! ابتعد ضرغام قليلا الى الوراء ووضع كلتا يديه على اذنيه وهو يقول -اي زواج هذا..انا لا احبها ..لا احب ناز يا شهد ..لقد تزوجتها انتقاما ..انتقاما هل سمعتي .. شهقت شهد وووضعت يدها على فمها منصدمه ! -ضر غام مالذي تقوله يا أخي ..اي انتقام هذا !! مالذي قلته للتو استدار ضرغام ناحيتها وقال بصوت ضعيف وعيونه تغرق في بحر من التخبط والضياع _نعم يا شهد ..ناز هي نفسها الفتاة التي قامت بالادعاء علي قبل اربع سنين ..هي من قام والدها بأخذ رشوة للتنازل عن القضية !! هي نفسها ..لقد دمرت سمعتها وجعلتها تتزوجني مجبرة انا حقا نادم على ما فعلت ..لو كنت اعلم ان سجى تطلقت لعدت اليها على الفور ضاربا كل شيء عرض الحائط .. توالت شهقات شهد المنصدمة مع كل جملة كان يقولها ..لم تعد تصدق ما تسمعه اذنها ..اطرقت برأسها للأرض وقالت بصوت يشوبه الحزن -لم اكن اتوقع ابدا ان ناز من هذه النوع ابدا لم يخطر ببالي ان تكون مثل ما قلت عنها ..انها لطيفة جدا ..انها ملاك ..انا فعلا حزينه في هذه اللحظه يا أخي ..أتعلم لماذا انا حزينه ؟ لان ناز كانت بنضري افضل انسانه وتناسبك تماما ..لم اتوقع انها من اصول جشعة ودنيئه لهذه الدرجة ..انا حقا حزينه ..توقعت ان تبني اسرة جميلة وترزق باطفال لننسى جميعنا هموم الماضي .. -..سوف اذهب للقاء سجى ! شحب وجه شهد واصفرت من الخوف من جديد وتقدمت من شقيقها وامسكت به من ذراعه وهي تقول برجاء -ضرغام انت لست ندا لعمي ..دعها ولا تذهب اليها ..سوف تفتح علينا ابواب جهنم ..ارجوك انسى كل شيء .. -لا استطيع يا شهد لا استطيع..يجب ان اعرف لماذا تريد لقائي لم ينتبه ضرغام وشهد الى تلك العيون الزمردية التي كانت تراقبهم والدموع تغرقها...وقفت ناز بالقرب من الباب المفتوح قليلا وهي تضع يديها على فمها لتخنق العبرات التي تهدد بفضحها في اي لحضة ..انسحبت ببطئ وهي تجر اذيال الخيبة والقهر خلفها ضرغام حتى لا يهتم لأمرها ومازال ينضر اليها بذلك الرخص لم تسمع البقية المتبقية من محادثته مع شهد ..صعدت الدرج بسرعة حين لم تستطع السيطرة على دموعها .. دخلت الغرفة وانهارت على السرير لتدخل في موجة بكاء مرير ...ضربت خدها بقوة وهي تصرخ -غبية غبيه .. نعم غبية فمن انت ليحبك ضرغام ويفضلك على تلك الحبيبة التي احتلت قلبه في الماضي ..انت لا شي لا شي ..مجرد وضيعة انتشلك من الشارع ..مجرد بيدق انتقام ..مجرد ستار خديعة ..ازداد بكائها شدة وهي تندب حظها السيء فجأه سمعت صوت الباب يفتح ليغلق بعدها ..رفعت وجهها اليه لتجد توقعها صحيحا ..ضرغام ومن غيره يدخل الغرفة بهذه الطريقة ..توجه نحو الخزانة دون ان يعيرها اي اهميه او حتى ان يرمقها بنضرة واحد .. وقفت ببطئ وتقدمت منه وهو منهمك في اختيار ما كان يريد ارتدائه .. -انت ذاهب اليها ؟ ! تجمدت يدا ضرغام على القميص الازرق الذي كان يخرجه من الخرانة للحظة ..ثم عاد لما كان يفعله متجاهلا اياها تماما .. خلع قميصه الذي كان يرتديه وتوجه نحو الحمام ..لم تعرف من اين امتلكت كل هذه الجرأه لتمسك به بكل تلك القوة لتديره ناحيتها _انا اتحدث معك فلا تتجاهلني !! هدرت بعالي صوتها وهي تبكي ودموعها الغزيرة تعمي بصرها عن وجهه الوسيم الذي بات النضر اليه يعذبها ..وجه نضرة خاطفة الى يدها التي كانت مازالت تمسك بذراعه الاسمر ..نقل بصره نحو وجهها و نضر اليها مطولا مدققا في كل تفاصيل وجهها المحمر الملطخ بالدموع ..كانت تتنفس بسرعة وصدرها يعلو ويهبط بسرعة مع انفاسها -هل كنت تسترقين السمع ؟ ..تركت يده بسرعة وقالت له بصوت مخنوق -هل هذا كل ما يهمك ؟؟ اسمعني وافهمني جيدا ..انا لا اسمح لك بأن تهينني وتجرح كرامتي بهذا الشكل امام اهلك !! لا اسمح لك انا لست فتاة من الشارع ..يكفي ما دمرته من حياتي ..يكفــــــــــــــي ..قالت كلمتها بالاخيرة بصراخ عالي وهي تضع يديها على اذنيها لتصرخ باعلى صوتها بهستيريه .. اجابها بكل برود وهو لم يتأثر قيد شعرة بانهيارها الهستيري -هذا ليش من شأنك ..لا تزعجيني ..وعقابك على استراق السمع لحديثي وحديث شقيقتي سيكون فيما بعد فانا مشغول الآن جمدت الصدمة وجه ناز ..هل هذا مخلوق بشري ولديه مشاعر واحاسيس ... توقفت عن الصراخ والعويل وضحت ضحكة قصيرة ..تبعتها عدة ضحكات مستهزأه .ثم قالت له بنفس البرود الذي يتسلح به .. -اتعلم ..وماشأني انا حقا ؟؟ مهزلة ويجب ايقافها توجهت نحو الخزانه هي الأخرى ...قفزت برشاقة لتصل يديها الى الحقيبة الموجودة فوق الخزانه ..انزلتها بسرعة ووضعتها بقوة على السرير الضخم توجهت من جديد نحو الخزانة ..اخرجت ملابسها بشكل سريع وهي تحشرها كيف ما اتفق في الحقيبة الصغيرة .. اطلق ضرغام ضحكة قصيرة ساخرة هو الأخر مقلدا اياها .. تقدم منها راميا قميصه على الارض ..كان وجهها عابسا وحاجبها الحادان منطبقان على بعضهما وحركاتها في وضع الملابس في الحقيبة تنم عن غضبها الشديد وحنقها -مالذي تظنين نفسك فاعلة ؟ -انا راحلة ...هنيئا لك عودتك الى احضان الحبيبة ..ولتحل عليكم اللعنة ..مادمت عائدا فانا راحلة ..نهاية المهزلة يا سيد لم تشعر ابدا بقربه الشديد منها ..فجأه احست بحرارة ذراعه تلامس ذراعها وهو يضع كلتا يديه على الحقيبة السوداء ..حملها وكآنه يحمل ريشة رماها بكل ما أوتي من قوة لترتطم بباب الخزانة المفتوح وتتبعثر جميع محتوياتها ..صرخت ناز وهي تضع يدها على قلبها من شدة صوت الارتطام الذي جعلها تلجم غضبها ..ليتحول الى خوف شديد امسكها من يدها وجرها بعنف ليهزها بقوة جعلتها تشعر بالدوار ..قال لها من بين اسنانه -لقد تجاوزت حدودك كثيرا ..من انت لترفعي صوتك علي ومن انت لتقرري الرحيل هكذا ! ؟؟ هزها من جديد وهو يتابع قذف كلماته القاسية التي قالها بنبرة تصغيريه وتحقيريه جعلت ناز تكره نفسها اكثر -اانا افعل ما يحلو لي ..لا شأن لك بي ..سوف ارحل ..اذهب الى تلك الحقيرة ..لعنة الله عليكم انتم الاثنين ضغط بكل ما أوتي من قوة على ذراعها فشهقت بألم وقالت له من بين اسنانها -انت تؤلمني ..ابتعد عني ايها الحقيرر دفعها فسقطت على السرير الموجود خلفها _اسمعيني جيدا يا ناز ..وافهمي كلامي الذي لن اعيده ابدا انا من يحدد متى سوف ترحلين ومتى سوف تبقين ..لا تصرخي في وجهي وتهدديني ..لانك سوف تندمين واذا متي في يوم من الايام فسأدفنك هنا ..حتى قبرك لن يخرج ولن تخطي خارج حدودي حتى وانت جثة ..هل فهمتي !! لم تري شيئا من شري بعد ..هل كلامي واضح ! ؟؟ لم تجبه بل ظلت ساكته وهي تتنفس بسرعة وخوف من كلمة حتى لو متي فقبرك هنا ..ماهذا الكلام القاسي ...ارتجفت بقوة من هول ما سمعت ومن التهديد الوحشي الذي نطق به منذ قليل صرخ بصوت عالي جدا ... _هل فهتــــــي احست بالرعب الشديد من نوبة غضبه فهزت برأسها بسرعة وهي هلعه من ردة فعله الغاضبه -فتاة مطيعة .. ** *** *** __وضعت سجى اغراضها كيف ما اتفق في حقيبتها ..اخذت بعض الملابس والاغراض المهمة والثمينه وحشرتها في الحقيبة ..ضحكت بهستيريه وهي تقول لنفسها -سوف أهرب ..نعم اهرب مع ضرغام هو من سوف ينقذني من كل هذا ..مازال يحبني ..مازال يريدني ..حدثت نفسها كالمجنونه وهي تبكي وتضحك في آن واحد تنشقت انفها ومسحت دموعها واخذت نفسا طويلا وهي تنزل الحقيبة من على السرير ..نضرت الى المرآه الكبيرة الموجود امها واابتسمت بمراره ثم عادت لتبكي من جديد ووضعت يديها على اذنيها وكأنها تريد ان لا تسمع الصراع في داخلها ..لكن لا لن تتراجع عن ما تريد فعله ..استقامت من جديد وتوجهت نحو الشباك ..القت نضرة على كراج القصر لتلاحظ اختفاء سيارة والدها ..شعرت بالارتياح لذهابه اخذت حقيبة يدها وضعت فيها جميع مستمساكتها الرسمية وجواز سفرها وخرجت من غرفتها مسرعة ...استقتلت سيارة اجرة وتركت مفاتيح سيارتها في البيت حتى لا يسهل على والدها تعقبها .. وصلت الى الشاطئ وهي تجر حقيبتها خلفها ..لمحت خيالا اسودا يقف بالقرب من الشاطئ ..عرفت انه ضرغام .نادته بصوت عالي .. _ضرغـــــام ! استدار ناحيتها وقال بصوت باهت وهو يراها تتقدم من ناحيته جارتا تلك الحقيبة السوداء الضخمة ..وقفت امامه بعد ان قطعت المسافة القصيرة بينهما وهي تجري بسرعة .. واجهها ضرغام بنضرات ثاقبه وهي يحاول اقناع نفسه ان تلك الحقيبة ليست كما يظن ... تراجعت ابتسامتها الباهته وهي تلهث وعلى وجهها الشاحب وعيناها الحمراوان تعبير أخر ..استغربت من ردة فعل ضرغام فقالت في محاولة للتخفيف عن نفسها واقناع نفسها بأنه سوف يقوم بما سوف تطلبه منه -لقد كنت متأكدة من حضورك ..ضرغام ..عزيزي... انا لست بخير ..ورمت بنفسها في احضانه ..وهي تبكي وتصرخ ..اوقعت الحقائب من يدها وهي تتشبث به كأنه طوق نجاتها الوحيد .. -سجى ...اهدأي يا حبيب....اهدأي ...تعالي معي .. اخذها ناحية الطاولات الموجودة بالقرب منهم ..قالت بصوت ضعيف وهي تجر نفسها قليلا -حقائبي ..انتضر قليلا نضر لحقائبها نضرة مستغربة وعلى وجهه الف علامة استفهام ..لكنه آثر السكوت في الوقت الحال وفضل عدم سؤالها عن اي شيء ..جلسا على الطاولة المستديرة الخشبية ...طال الصمت بينهما ولا شيء مسموع سوا هدير امواج البحر وصوت عبراتها التي كانت تكافح للجمها والسيطرة عليها .. بقي ضرغام ينضر اليها مطولا وهو يبحث في وجهها عن جواب لمشاعره المتخبطة ...لم يخفق قلبه لرؤيتها ابدا ..كان يعتقد انه سوف يجن جنونه لرؤيتها ..وانه سوف يسعد للقائها ..اين اللهفه ؟ اين الشوق والتوق الذي لطالما فكر به ؟ لماذا يحس ان مشاعره متجمدة الأن من ناحيتها لماذا ينضر الآن الى تلك الانسانه الجالسه امامه على أنها انسانه عادية جدا !! حدق بعينيها السوداوين مطولا..شتان ما بين تلك المروج الخضراء الساحرة وبين ما يرى امامه الآن ..تخيل عيني ناز الزمردتين عوضا عنهما ..تخيلها تجلس امامه وهي تبتسم له تلك الابتسامة الملائكية الرقيقة ..رغم قسوته المفرطة ..رغم كل ما فعله كانت حنونه ومعطاء ..حملت في قلبها الصغير كل الخير له ..عاد الى ارض الواقع ليرى سجى تنضر اليه بتخبط والهالات السوداء تحت عينيها استحالت الى لون مزرق بسبب البكاء الطويل والسهاد وقلة النوم قالت اخيرا بعد صمت طويل بصوت مرتجف -ضرغام ..يجب ان نهرب ..نهرب سويا من ابي ..لقد ضقت ذرعا يجب ان تساعدني على الهروب ..!! احضرت اغراضي وجواز سفري ..تزوجني ولنهرب ..انا تعبة جدا ..والدي يريد تزوجي من شخص اخر لا احبه ..انهارت في بكاء مرير وهي تشكو له عما في داخلها ..اشتد صمته فأطالت النضر في معالم وجهه عندما لم يجبها بشيء قالت له من بين دموعا الغزيرة .. _ضرغام انقذني .. قال لها بصوت مرتجف وهو ينضر الى طرف الطاولة مشيحا بنضراته بعيدا عن وجهها .. -لقد توقعت ان تقولي شيئا مختلفا ..سكت قليلا ثم استطرد قائلا توقعت ان تقولي انك مشتاقة ..انك ندمت على استسلامك في الماضي وتركك لي ..عن عذابك بعيدا عني ..لقد صدمتيني فعلا ..انت لا ترين في الا طوق نجاة لينقذك من غرقكّ!! انت لم تحبيني يا سجى يوما ..كل ما اردته هو شخص يخلصك من براثن والدك .. -ضرغام ..ليس الأمر هكذا ..انت تعلم ..اني ..ان -اعلم ماذا يا سجى ؟ ! ماذا ..هل كان حبنا مجرد وهم ؟ مجرد خيوط عنكوب لم تتحمل هزة واحد لتتبعثر في كل مكان ..لم ترفضي الزاوج من ذلك الشخص وعندما طلبت منك الرحيل والهرب لم توافقي ..اتعلمين لما ؟ لأنك كنت على يقين ان هناك طوق نجاة أخر ..ولكن عندما اتضح لك انه نسخة من والدك ...فضلتي العودة كانت على وشك ان تقول شيئا لكنه نهض من الطاولة وقال لها مختصرا الحديث -اسف ..لقد خاب ظني ..وخابت الاربع سنين التي قضيتها في التفكير بك وبحبنا الذي كان مجرد تعلق كما يبدوا ومجرد كذبه ..انا الآن متزوج ..ولن اخذل زوجتي ابتعد عنها ومشى نحو الشارع مبتعدا كل البعد عن الانسانة المحبطة التي كانت تراقبه ودموعها لا تتوقف ابدا ...لقد انتهى كل شيء قالت سجى ذلك لنفسها وهي تكتم شهقاتها ..لم يعد للحياة معنى هذه النهاية *** **** **** ضرب ضرغام مقود السيارة بحنق وهو يقودها بسرعة جنونية ...كان الندم يسيطر عليه تماما ..ليس ندما على سجى ..لانه اكتشف في نهاية المطاف انها كانت تريد استغلاله فقط ..لكن الندم كان يتآكله على ..ناز ومن غيرها ؟ من اصبح يؤرق احلامه غيرها ؟؟ من اصبح هاجسا يغزوا افكاره ..رؤيتها بذلك الحزن عندما خرج ومنضر دموعها وعينيها الذابلتين ..جعله يحس انه احقر مخلوق في الدنيا ..يجب ان يصلح ما كسره ..هي زوجته على كل حال ولا يوجد اي مانع من ان يصبح الزواج حقيقيا مادامت هي تحاول اغرائي والتقرب مني ...وغيرتها دليل على تغير مشاعرها حاول اقناع نفسه بانها سمعت الجزء الثاني من حواره مع شهد لكن الأمل كان ضعيفا لانها لو كانت سمعت شيئا لما انفجرت بوجهه هكذا واستفزته بتلك الطريقة تذكر ما قاله لشهد بالحرف الواحد ..-انا خائف من تغير مشاعري ناحيتها يا أختاه ..بدأت بالشعور بانجذاب مدمر ناحيتها .. واصل قيادة سيارته بسرعة جنونيه ليصل الى البيت ...ليتحدث معها ..نسي سجى تماما وانهاريها بالقرب من شاطئ ..هو لم يجبرها على تركه منذ اربع سنين عندما طلب منها الهروب سويا لكنها رفضت الآن تريد العوده له بعد ان احست بانها فقدته بزواجه !! وصل الى القصر بسرعة خيالية ..ترجل من السيارة ودلف بسرعة الى الداخل ... -ضرغام بني ..نادته والدته لكنه اجابها وهو يصعد الدرج من كتفه _فيما بعد أمي ..لدي أمر مهم نادته والدته بعد ان وصل الى نهاية الدرج _بني اذا كنت تريد التحدث معها فهي ليست في البيت !! تجمد فورا في مكانه ..عاد ادراجه ببطئ مغاير لسرعته في صعوده منذ قليل ..وقف امام والدته وفرك جبينه بقليل من التوتر وقال بصوت هادئ جدا محاولا بجهد اخفاء انفعاله الشديد -اها ..حقا ..تغيرت ملامح وجهه الى تساؤل وحاول تمثيل الهدوء واستطرد قائلا -واين ذهبت ..هل قالت شيئا -لا اعلم ..لم تكن على ما يرام عندما خرجت ..سألتها لكنها لم تجب ..ارجوا ان لا تكون قد اغضبتها او ازعجتها ..لا تفعل هذا يا ولدي ..انها فتاة طيبة القلب ولا تستحق الا الخير ..لقد دخلت قلبي وحملت كل ما هو خير لنا بقدومها اجابها ضرغام وهو مشتت الذهن -نعم ..نعم امي انا اعرف ..اين يمكن ان تكون قد ذهبت .. عاد ضرغام للصعود الى غرفته ..دخلها ليجد كل شيء كما هو الملابس مبعثره في كل مكان والفوضى تعم كل الغرفه ..اطمئن قليلا لدى رؤيته لهذا المنضر ..فهذا يدل على عودتها فهي لم تأخذ شيئا معها ..ربما خرجت لتتنزه قليلا نزل الى الحديقة وجلس على احد الكراسي وهو يشعر بالقلق من خروجها من المنزل ..قرر الانتضار قليلا قبل ان يخرج للبحث عنها فقد تعود في اي لحظه _____

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now