الفصل الثامن عشر

11.7K 203 0
                                    


-ياللهي انها فتاة صغيرة

هتفت المرأة بذعر وهي تمد يدها الى قابس الكهرباء لتنير الصالة التي كانت تسبح في بحر من الظلام المخيف ..كان النور خافتا جدا لان المصباح كان قديما جدا ولم يستبدل منذ فترة .. كانت ناز تضع يديها على أذنها وتبكي بصوت عالي وتصرخ وتستنجد وتركل بقدميها الأرض وكأنها تصارع شيئا ما .. تقدمت المرأة العجوز. من ناز وبجانبها رجل ما وابنتها وفوج من الاطفال خلفهم اقتربت منها لتدرس ملامح وجهها بنضرات خاطفة رفعت ناز رأسها قليلا وأبعدت الشعر المبلول بالدموع من على خدها كان وجه المرأة العجوز مالوفاً لديها وكذلك الفتاة التي تقف بجانبها انكمشت على نفسها وهي ترى نضرات الرجل الواقف بجانبهم كان يشمل جسدها بنضرات راغبة ..أحست بقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها وهي تتخيل شريط مأساتها يمر من أمامها ...لا لا تنضروا الى جسدي بهذه الطريقة .. لم تعد تحتمل فصرخت بأعلى صوتها وهي تناهض وتستنكر ان يقوم شخص اخر بالاكمال على ما تبقى من فتات كرامة جسدها الممتهن -ابتعدوا عني ..إياك الاقتراب ..لا ..لاااا

كانت عيناها تتجولان باضطراب وهي تضع يديها على أذنيها لتمنع نفسها من ان تسمع تلك الأصوات التي تتخيلها

-أمي هل هذه تشبة ناز ام أني أتخيل هذا ؟

هتفت الفتاة الشابة وهي تقترب من ناز الجاثمة فوق الارض بخوف واضح للعيان عندما سمعت ناز اسمها رفعت عينيها الممتلئة بالدموع لتنضر اليهم مجددا محاولة التعرف عليهم من خلال الظلام النسبي الذي جعل وجوههم غير مرئية بالنسبة لها بشكل تام

-خالة بان ..هل هذه انتي

هتفت المرأة العجوز وهي تضرب صدرها بحركة دلت على تأثرها

-ياللهي انها فعلا ناز ! ناز مالذي جاء بك الى هنا ! قومي يا ابنتي لما انت بهذه الحاله

تعرفت ناز فورا على جارتهم وابنتها ! نعم انها الخالة بان والدة ريم صديقتها وجارتهم المقربة..مدت ريم يدها الى ناز وحملتها من على الارض المغبرة وهي ترتجف

*******

-اذا زوجك مسافر الى أوربا وسوف تلحقين به بعد ان يحصل على الإقامة هناك لتعيشوا في اوربا

وضعت ناز فنجان الشاي على المنضدة وهي تسعل بخفة وتقول بارتباك -نعم ..سافر الى اوربا بعد شهرين من زواجنا ووعدني ان يقوم بمعاملة لم شمل لأنتقل انا الأخرى الى هناك كانت تود لو تلكم نفسها على سيل الأكاذيب الذي خرج من فمها بلا رقيب ..الكذب خصلة ذميمة فكيف أنى لها ان تقوم بأختلاق هذه الأكاذيب فقط لتبرر موقفها ووجودها في البيت القديم دون مبرر إجابتها ريم هذا المرة بعد سؤال والدتها -ماذا عن والدتك ومايا ولما جئتي الى هنا بهذه الحالة ..تبدين بحالة مزرية ! احتارت في اختلاق كذبة اخرى تبرر لها بهم وجودها هنا ..قالت بارتباك واضطراب واضح

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now