الفصل الخامس عشر

12.9K 209 1
                                    

-احبك يا ماريا ..لا تموتي ..

-لا استطيع الصمود اكثر يا فرناندو ..اتركني فأنا ميتة لا محالة ..

-لا لن اتركك ..ماريا لا تمووووتي ..ماريا لا لا تغلقي عينيك .سوف اموت من بعدك ..ماريا آآآه

شهقت ناز بعنف وحاولت التنفس بضيق وهي تضع يديها على رقبتها الدافئة ..احست بنبضها يتزايد مع بكائها ..دموعها بللت وجهها الناعم فمسحت بيدها سيول الدموع التي غطت معضم وجهها ..مدت يدها الى علبة المحارم الموجودة امامها لتمسح انفها الرطب وهي مازالت تحدق بالتلفاز وبالفيلم الذي كانت تشاهده ..كانت النهاية مأساوية ولم تتحمل ان ترى البطلة تموت بين يدين بطلها بعد ان اتهمها بالخيانة وطردها من بيته ..ليكتشف انها بريئة وغير مذنبة لكن الأون قد فات فالبطلة قتلت على يد اعداء زوجها لتلقى حتفها ..وتزهق روحها بين يدين محبوبها الذي اضناه السهر والعذاب خلف محبوبته التي هجرته .

اصبحت حساسة جدا في الفترة الأخيرة ومجرد ما أن ترى مشهدا عاطفيا او مشهدا تراجيدي تنخرط في البكاء لفترة طويلة ..عزت هذا سبب شوقها الى زوجها الذي طال غيابه ..هل من المعقول ان نشتاق لشخص ما بهذا الشخص المؤلم ..حتى كمال عندما هجرها لم تشتق له مثل شوقها لضرغام الآن ..اشتياق فاق الحدود ليجعلها عرضة للبكاء مع اقل انفعال عاطفي .. حركت يديها بضيق فأخذت جهاز التحكم بالتلفاز واغلقته بحركة صارمة تنم على ضيقها ..ابعدت المخدة الصغيرة التي كانت تضعها في حضنها ونهضت واقفة لتذهب الى غرفة نومها ..رنين الهاتف الأرضي الموجود في الصالة جعلها تذهب راكضة الى الهاتف الذي كان يرن بألحاح رفعت سماعة الهاتف السوداء بسرعة ووضعتها على اذنها وقالت بهلفة وبصوت باكي

-ضرغام ! تناهى الى مسامعها صوت ضحكته المكبوته ووقال بعدها بصوت اشبه بالفحيح هامسا ..جعلها ترتجف من فرط شوقها وتأثرها بصوته

-صغيرتي ..اشتقت لك .. ثم أكمل قائلا

-هل كنت تبكين ؟

تنهدت بضيق وهو تلوي بساقيها وترسم خطوطا بقدمها على الارض ولتعود وتقول

-ضرغام ..

لكن هذه المرة جاء صوتها مع نبرة حزينة لم تفت ضرغام ابدا فعاد هو بالتالي ليقول

-هل ستبقين تناديني بأسمي هكذا ؟ اليس لديك شيء أخر لتقوليه ..ختم جملته بضحكة من ضحكاته التي تعذبها وتجعلها ترتعش من فرط الاثارة قالت له بصوت معذب وهي تستند على الحائط الواقع خلفها

-اشتقت لك متى ستعود ؟ اطلق تنهيدة طويلة وتمطى قليلا قبل ان يقول -لقد استقيضت للتوا ولم افكر بشيء غير الاتصال بك لسماع صوتك كأفطار لي في الصباح ..سأعود بعد الغد ..

-حقا ..انا متشوقة لعودتك ..سأنتضرك بفارغ الصبر ضحك هذه المرة بخبث ليقول

-حسنا ..حسنا سوف ارى استعدادك لحضوري واقرر فيما بعد اذا اعجبني ام لا

اهرب منك الليكWhere stories live. Discover now