★☆★الفصل الأول ★☆★

13.2K 332 9
                                    

النسخة المعدلة ...


*الفصل الأول*

اندفع يقتحم المركز بخطوات واثقة قوية هذا هو! ضرغام خيرت فضل الله! الصلابة أينما حل بحاجبيه الكثيفين الأسودين المعقودين طوال الوقت، أطول من ابنة عمه وخالته وبنفس لون عينيها، في الحقيقة عيني الفاحم هي من مميزات عائلة فضل الله كالبشرة القمحية والأسنان الكبيرة أما الشعر فهم متفاوتون بدرجات اللون الأسود، لون شعر ضرغام كلون عينيه أسود فاحم لدرجة أن سواده لا يميل لأي لون تحت أشعة الشمس الساطعة، فقط ظلام كالذي يملأ قلبه و صدره، عضلاته تكاد تشق الثوب فوقها من قوة صلابتها، فالمسكينات دائمة الضغط تحت تدريبات لا ترحم.

لم يلتفت لأي من التحيات العسكرية حوله يتقدم بخطوات واسعة إلى أن وصل قبالة باب مكتب العميد ثم توقف ليطرق الباب طرقتين حازمتين واستقام متأهبا حتى سمع الإذن ودخل، أول من لمح كان ليث الذي نهض يبسط له كفه ليصافحه، بادله المصافحة ثم التفت إلى العميد يسلم عليه وجلسوا، العميد وضرغام على المقعدين المتقابلين وليث خلف طاولة المكتب، قال ليث باسما

_أين أنت يا رجل؟ اشتقنا إليك!

لم يبتسم كأنه لا يعرف الإبتسامة، فقد قالتها له مرات عدة "أنت عابس طوال الوقت، أنت عابسي" كل ما يظهر وده جمود ملامحه، هكذا اعتادوا عليه معارفه من ضمنهم ليث والعميد الذي قال

_استولى عليك العمل بالكامل.

تحدث باحترام كبير يكنه لهما

_ أنتم أعلم بأن الجرائم لا ينتهي.

نفخ ليث باستهزاء يعقب

_أوف! كم أنت متشائم يا رجل! أضحيت أسوأ من ذي قبل.

ضحك العميد مع ليث بينما ظلل ثغر ضرغام شبه ابتسامة تكاد لا تلمح، فعلق العميد باستهزاء

_و هذه اللحية النامية مع الشارب ألا تحلقها أبدا؟

زم شفتيه مطرقا بعينيه، فقال ليث بمرح

_ أنت تبحث عن معجزة سيدي.

تحولت لهجة العميد إلى الجدية يسأله بشكل مباشر

_لماذا لم تخبرني بمعرفتك للمجرم ضرغام؟

احتدت نظراته السوداء بينما يلتفت إليه مجيبا بجدية

_ كنت أراقبك من بعيد سيدي، فأنت عدو مباشر له أما أنا فلا يعرف بوجودي بالسلك الأمني.

هز رأسه متفهما، يقول

_ إذا لماذا عدت؟

عض على شفته السفلى بطرف قواطعه وعاد الجمود إلى وجهه بينما يفسر

_ أول أسبابي هو الفخ المنصوب له هنا أفضل بكثير من الجري خلفه، السبب الثاني هو القبض على من كان السبب بقتل عمي وخالتي.

سلسلة الأزهار و الزمن *رياح♥بنفسج* ج2 ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي...Where stories live. Discover now