★☆الفصل الثامن و العشرون★☆

6.8K 261 3
                                    

نسخة معدلة 

*الفصل الثامن والعشرون*

استقامت بنفسج واقفة بحدة تزفر بضيق، فسألتها تفاوت بحيرة

_إلى أين؟

أجابتها بنفخ متذمر آخر، ترمق المقعدين خلفها بسخط حيث تجلس إسراء تزم شفتيها خجلا من تصرفات نضال الذي يرمش بجفنيه ببراءة متصنعة مستفزة ثم ابتعدت قليلا إلى الرواق الضيق بين صفي المقاعد.

ألقت نظرة على وائل يجلس قرب شاب ما مغمضا عينيه يريح رأسه إلى الخلف ثم نظرت إلى الجهة الأخرى من الحافلة بالمؤخرة، فلمحت الفتاة النحيلة تجلس على صندوقها ورأسها يتدلى كل حين من التعب يغلبها النعاس. أشفقت عليها فدنت من حقيبة ظهرها لتسحب كتابا وهمست لتفاوت

_سأرسل فتاة لتجلس بجانبك اتفقنا؟

أومأت بإيجاب ترمق شاشة هاتفها بسرور قبل أن ترفعه إلى أذنها تجيب بخفوت

_السلام عليكم ...كيف حالك ياسين؟

رفعت بيلسان رأسها إلى الظل المشرف عليها، فانتفضت واقفة حين تذكرت اصطدامها بها يراودها الخوف منها تهتف بتوسل، فهي بغنى عن مشاكل قد تسببها لإبراهيم.

_سيدتي أنا آسفة، أعلم بأنني أخطأت.

ربتت على كتفها مبتسمة بدفيء، تحدثها برفق

_اهدئي عزيزتي...أنت متعبة لمَ لا تذهبين إلى مقعدي واستريحي، سأجلس على صندوقك أراقبه لك حتى أقرا كتابي

شخصت عينيها البنيتين، ترمقها ببهوت مفغرة فمها، فاتسعت ابتسامة بنفسج تشاكسها بالقول المرح

_ما بك يا فتاة؟

أجفلت تتمتم بذهول

_لماذا؟

ضمت ما بين حاجبيها ترد بحيرة

_لماذا ماذا؟

حكّت شعرها حيرة تستفسر بجهل

_لماذا تهتمين بتعبي؟

فهمت مغزى سؤالها، فربتت على رأسها تجيبها بلطف

_لا تقنطي من رحمة الله يا فتاة...كما يوجد قساة القلوب يوجد من أنعم الله عليهم بقلوب رحيمة ...أحسني الظن بالله وتمسكي به وسترين العجب في قدرته ...فهمتي يا جميلة؟

هزت رأسها تبتسم بامتنان، فتابعت بنفسج تدفعها برفق

_هيا إذهبي ونامي إلى أن نصل بإذن الله ولا تخافي على أغراضك إنا أمانتي.

راقبتها إلى أن جلست دقائق بل ثواني، فارتخى رأسها على المقعد وراحت في سبات عميق، حركت بنفسج رأسها شفقة تهمس بأسى قبل أن تجلس على الصندوق لتفتح كتابها

_الحمد لله بما فضلنا به على كثير من عبادك.

****

_هل المتزمتة قريبتك؟

سلسلة الأزهار و الزمن *رياح♥بنفسج* ج2 ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي...Where stories live. Discover now