★☆★الفصل السابع عشر★☆★

6.1K 241 1
                                    

نسخة معدلة 

*الفصل السابع عشر*

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا اله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا الله وحدهُ، صدق وعدهُ ونصر عبدهُ، وأعز جندهُ، وهزم الأحزاب وحدهُ. ..لا إله إلا الله.

جاء العيد و جاءت معه الفرحة، ما أحلاه عبير الند والبخور المنبعثة من كل بيت مختلطة برائحة أشهى الأكلات والحلوى، فيفرض على النفوس السرور والفرح قد لا تضاهي سعادة الصغار بملابسهم الجديدة والعيدية التي تفوق المبالغ التي يحصلون عليها عادة لكنها كافية لترسم ابتسامات على أفواه عباد لله، اجتمعت العائلة بعد الرجوع من صلاة العيد، تبادلوا المباركات وكل من في قلبه حزن أو غضب تجاهله من أجل العيد، فسلم ضرغام على جده زاهر مباركا له ليتقبل الجد مباركته و إن كان ببرود ومهما بلغت فرحتهم لن تبلغ مدى سرور طه وفاتن، كيف لا و ليلة العيد ستتوج حبهما الشغوف، سيجتمع بفاتنته الصغيرة ويجلبها ملكة على عرش بيته.

تنزل الدرج بعباءة الأعراس أرجوانية اللون، مرصعة بأحجار على صدرها، تضيق نوعا ما حول الخصر ثم تنسدل إلى الكعبين، ممسكة بعباءتها السوداء التي لم تتمكن من ارتدائها في غرفتها لضيق الوقت.

استقام ضرغام واقفاً حين لمحها يبلع ريقه من جفاف فمه إن كان ولها بها أو غضبا من بحلقة الشباب، فهي و إن لم تدري ملفتة بحضورها القوي وهيبتها التي تسبقها إلى أي مكان، فلم يشعر بحدة صوته حين صاح بحدة

_ارتدي عباءتك بنفسج!

استداروا إليه مندهشين، أولهم هي تصيح بنفسها، "لقد نطق إسمي!" ابتسموا بمكر فهمس والده الذي كان أول من استجاب لدعوة العم سعيد إلى زفاف ابنته تحت مراقبتهم المريبة

_أنت تعاند قدرك وإنك لعائد إليه.

أشار لها بأن تستقل سيارته هي وأيور وسمر برفقة جدته رشيدة، فعبست ترمق خلف رأسه بحنق طفولي، بأي حق يأمرها كأنها زوجته أو شقيقته؟ ماذا يظن نفسه؟ لا تعلم لماذا عادت إليها مشاكستها الطفولية، فأخرجت لسانها ظانه بأن لا أحد يراها، لينفجر لأول مرة في حياته بضحكة رنانة لم يروه يضحكها في حياته، انتفضت ترمق ضحكه في المرآة الأمامية فيحمر وجهها مدركة بأنه رآها ولم يتمالك نفسه إلا حين لمست أيور وجهه بحنان مسرور، لا تصدق بأنه شقيقها نفسه.

بدلت بنفسج مجهودا كبيرا كي تلجم عينيها عن الانفلات والفرار إلى المرآة وكلما هربت منها وجدت مقلتين شبيهتين بخاصتها تنتظرانها لتبتها رسائل اعتذارات لا حصر لها.

***********

كان حفل زفاف جمع بين الرقي والوقار في قاعة مشهورة مزدوجة واحدة للنساء وأخرى للرجال، أهلت عليهن فاتن بفستان أبيض يجمع بين التقليدي والعصري لتبدو كأميرة من الزمن الغابر تستحق اسمها عن جدارة، تتوسط حماتها الباسمة بسرور يلمع من عينيها ووالدتها الدامعة العينين، تشكر ربها المعين لها حتى أكملت رسالتها مع بكريتها وفي نفس الوقت تتمتم بكل ذكر حفظته خشية الحسد والعين تستقبلهن أهازيج فلكلورية لفرقة نسائية يضربن على الدفوف ومثلها مكونة من الرجال في القاعة الأخرى تحتفل بالعريس.

سلسلة الأزهار و الزمن *رياح♥بنفسج* ج2 ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي...Место, где живут истории. Откройте их для себя