★☆★الفصل التاسع عشر★☆★

5.8K 235 1
                                    

نسخة معدلة 

*الفصل التاسع عشر*

كتمثال متحجر سكنت مروة مكانها بينما حسن يغلق صفحتها عن اقتناع وخطا نحو ابنته ليركع أمامها يسحب يدها المرتعدة برفق من حضن عمران، يقول برقة بعد أن رمى ولديه بنظرات توسل حزين واعتذار

_حبيبتي ...إسمعيني جيدا وعي ما سأقوله لك و لإخوتك.

نظرت إليه تتريت يهتز صدرها بشهقات بكاء حارق، تصغي إلى تتمة حديثه الحاني

_ أنت وشقيقيك أفضل أبناء قد يحصل عليهم المرء، خلوقين ومرحين ومجتهدين ....قلبي راض عليكم إلى يوم الدين ...أنا والدكم وسأظل إلى آخر نفس في صدري ملجأكم والحضن الذي سيسعكم حتى إن ضاقت بكم الدنيا.

قبل يدها تحت أنظار مشفقة وأخرى صلدة كالحجر لا تلين بينما هو يستطرد بحزم

_رزقي في هذا البيت قد انتهى، أنا سأرحل ومن يريد منكم مرافقتي فمرحبا به، ومن يريد البقاء مع والدته أنا لا أمانع ...كلما أردته يوما وأريده دائما أن تكونوا بخير.

قام ليستدير تحت أنظارهم المصدومة كأوصالهم، فأوقفه سليمان ينظر إليه لا يعلم ماذا يقول له سوى نظراته الحنونة بإشفاق وكانت المفاجأة حين تحدث وائل بنبرة مرتعدة ودموع تدحرجت بغزارة كالمرارة الناطقة بها نبرته قبل عينيه الحزينتين.

_أبي خذني معك.

هوت الجدة لطيفة على الأريكة من شدة البلاء والقادم أعظم وأشد، فسط يده إلى إبنه ليخطو إليه ولم يكن الوحيد حين انسل نوفل من بين يدي بنفسج آسفا يتوجه إليهما، فنهضت تفاوت من مكانها تعرج على رجلها كأن الإعاقة عادت لها ولم تكن سوى نفسية، أمسك عمران يدها يخاطبها بتوسل

_مكانك ببيتي ومعي فلا تذهبي.

أمالت رأسها والدموع مدرارا على وجنتيها، تقول بحزن كئيب

_كنت أنتظر عقد القران لأطلب منك تشيد ملحق خاص بنا في الحديقة وخطط كثيرة لنبني حياتنا على أسس صحيحة كي تنجح علاقتنا لكن أمي التي أنجبتني أخبرتك أنني لا أليق بك فأنت أكثر مما أستحقه.

ضغط على يدها مستنكرا، فأكملت وهي تسحب يدها

_وداعا يا ابن العم.

استأنفت خطواتها في نفس اللحظة التي ثارت مروة وكأنها فقدت عقلها كليا، تتشبث بصدر والدها تصرخ ببكاء هستري لتعود تتريت إلى عمران تمسك ذراعه بجزع

_هل رأيت ماذا فعل؟ لقد خان ابنتك، مدللتك ...تزوج علي وطلقني وصفعني، ابنتك صُفِعت، لماذا أنت ساكت؟ ألم ترغمني على الزواج به؟ ألم تعدني بأنه سيكون تحت رجلي يدللني ولا يتركني أبدا وأقنعتني بأنه الأفضل لي؟ لماذا أنت ساكت؟ افعل شيئا!

ماذا يقال بعد؟ وبما تتصف أحاسيسهم؟ إن كان توالي الصدمات وانكشاف مدى هشاشة علاقاتهم، علاقات بنيت على أساس واهن فكيف تصمد في وجه الرياح، فالدنيا كلها بلاء وعقبات، إن لم يكن البنيان على أساس من حديد ذو قرار عميق ثم نُصبت عليه أعمدة من اسمنت مسلح فلا يُنتَظر صموده وسيكون محظوظا إن لم يهدم فوق رأس صاحبه.

سلسلة الأزهار و الزمن *رياح♥بنفسج* ج2 ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي...Where stories live. Discover now